جزيرة النرجس المنسية

زهرة أحمد
همساتُ المطر المتناثرة
تحضن رعشات الألم
تُطفِئ أنين الصَّمت
تًعطِّر آثارَ الأنامل في لمساتها المتردِّدة
لتبحثَ عن أشواقِها
عن قوافي معطّرة لجزيرة منسية
عن أنغامِ قصائدَ ترسمُ ملامحَ غائبة
عن أحلام تلاشَتْ في النِّسيان .
يشرق الصّباح تائهاً بنوره
والبوح يفقدُ شروقَهُ في أحضان الرَّحيل .
تبعثرت الأشواقُ على حواجزَ من أبجديات متشرِّدة
وتاهَت عن معاجم الغزل الشَّاحبة
لتعانقَ اغترابَ النَّفس في اغترابها .
شوقُ الجزيرةِ لهمساتِها الشَّاردة
كشوق النّرجس إلى عطرِها المتناثر في أنين دجلة
كذرات الحنين المنقوشة على بريق النَّظرات التَّائهة
كآثارِ عطر الحروف في ذاكرة النَّفس
حروفٌ مُشبعَة بغسق دجلة
حروفٌ منحوتةٌ على قمر جزيرة «بوطان»
حروفٌ تسقي بضيائها رسائلَ شعرٍ وردية
وأنفاسُ النّرجس القابعة في أنين الصَّمت.
الأشواقُ المُهجَّرة من وطني
أبكَتْ تاريخَ حروفي
رسائلٌ تائهةٌ بالغياب
قصيدةٌ حبلى بالذِّكريات
تخطَّت حدودَ الرَّحيل.
وعند الغروب
وبحروف من أبجدية الصَّمت
وعلى عطر جزيرة النّرجس
كتب نشيد الوداع …… الوداع

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…