محاكمة جكرخوين في كتاب «أخطر وثيقة ضد جكرخوين»

ابراهيم محمود
ربما هناك الكثيرون ممن يتابعون شاعرنا الكردي الشهير جكرخوين، يعرفونه كشاعر، وعلى هذا الأساس يجري تقييمه، رغم أن قراءة شعره تتطلب الكثير من التروّي والتدقيق لتبيُّن مفارقاته، كما تعرضتُ إلى ذلك في أكثر من مكان، سوى أن مذكراته المنشورة بعد رحيله، بالكاد تمَّ التعرض لها، فهي حافلة بالتناقضات، وفيها الكثير من الثغرات، ومكتوبة بلغة شاعر متقلب الأهواء أحياناً، رغم أنها تعرّفنا بتاريخ طويل ومجتمع ” كردي ” بأمكنته وأسماء أشخاصه، وأحداث كردستانية جسام، وكتاب الباحث الكردي زين العابدين زنار” كتاب القضية PIRSNAME ” بالكردية، ومن منشورات ” PENCÎNAR ” في ستوكهولم، وفي ” 154 صفحة “، يمثّل أخطر وثيقة- ربما- كردية  تتناوله من زوايا مختلفة.
بدءاً من التنويه الذي تصدَّر الكتاب، وانتهاء برسالته المرسلة إلى إقليم كردستان لمحاكمة جكرخوين في كتابه، ثمة ما يشبه ” الحرب الوطيس ” تستغرق صفحات الكتاب، ولعلها حرب على حرب، مع فارق الحربين ومداهما وصداهما، إذ بغضّ النظر عما جاء به الكتاب من حجج وإضاءات لإظهار تناقضات كتاب/ مذكرات جكرخوين، وما يمكن أن تكون عليه صورة جكرخوين في المحصّلة، فإن كتاب زنار يستحق القراءة، بقدر ما يتطلب وعياً تاريخياً واجتماعياً ومعرفياً بغية التمكن من التقاط إشارات الباحث، وكيفية الربط بين ” أقواله ” و” أقوال ” جكرخوين.
هدفي هنا، ليس دعائياً، إنما هو التعريف به في إطار تقديمه، تعريف يتركز على نقطتين: كيفية متابعة نقاطه بالتسلسل لأنها ترتد إلى بعضها بعضاً، وما في ذلك من تحديد أسلوبه/ طريقته في القراءة والكتابة، والنظر في الكتابين في إطارهما التاريخي والثقافي والنقدي، وما يمكن أن تكون حصيلة هذه العلاقة المفتوحة بمؤثراتها.
في البدء كانت المواجهة:
وهي تأريخية ودلالية، انطلاقاً من بنية الكتاب المنقود، وهو في سخونته، وما يكون عليه نقد النقد.
إذ إن التنويه الذي تصدر الكتاب وهو” أعِدَّ هذا الكتاب للطباعة في يوم 15-12/ 2002 “، سوى أنه جرّاء أسباب خاصة ظهر للقراء بعد خمسة عشر عاماً “.
طبعاً لا يطالَب قارئه أو ناقده تحديداً في أن ينخرط في لعبة التأويلات أو الافتراضات حول هذا ” التأخير الطويل نسبياً “، إنما ما يمكن النظر فيه ومن خلال نوعية الكتاب، هو موضوع الكتاب ومن تمت مسائلته فيه، وما انتهى إليه وهو وجوب محاكمته، وقسوة هذا الطلب، حيث لم تعد الكتابة تتوقف عند حدود النقد، إنما يتم تجاوزها إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية واقعاً بغية مقاضاة مؤلف الكتاب، كما سنرى، وما في ذلك من مزج يستدعي أكثر من تساؤل عن مغزاه، في التصعيد بفعل الكتابة النقدية، ليكون كتاب القضية محوَّلاً إلى النطاق السياسي، وخطورة هذا التوجه، رغم وجاهة الطرح في مناقشة الشاعر نقطة نقطة، والعودة إلى نقاطه لأكثر من مرة، لكن التوجه بالطرح إلى دائرة لها صفة سياسية تضفي على الكتاب طابعاً آخر من جهة الموقف، وربما ” الانتقام ” بتدخل خارجي .
في قراءة كتابه يتضح مدى تدقيقه فيه وهو يبحث عن أي ثغرة، أو خطأ تاريخي، أو واقعة في غير محلها، وهذا من حقه ومن حق أي ناقد آخر، بما أن الكتاب يتضمن ما يتعدى حدود الفرد وذاتياته، حيث يقول في المستهل ( هناك في الكتاب ” 171 ” مقتبساً من أقوال جكرخوين هساري، وطرِح حولها ” 660 ” سؤالاً، منها ” 610 ” إلى جكرخوين، و” 50 ” من قبل القراء ).
وهو نفسه من يأتي على ذكر هذا الجانب من اهتمامه المركَّز على كتابه، وهو يتقصى بنية كتابته واستقراء الخفي فيها، واعتماد المقارنات والمساءلات التاريخية، وصوغ الأحكام القيمية بطريقة قطعية في أكثر من نقطة، كما في الصفحة ” 130 ” من الكتاب على خلفية موقفه الاستقصائي (  جرّاء ذلك ” أي على خلفية من مواقف جكرخوين من كرده في مجالات مختلفة “، قرأت كتاب جكرخوين الموسوم بـ” سيرة حياتي ” ثلاث مرات، واستقيت شواهدي من ” 171 ” نقطة، إلى جانب أنني أوردت أقوالاً مهمة لها صلة  بأقوال جكرخوين، اقتبستها من كتاب مؤلف بالتركية تحت اسم ” ثورة/ عصيان  الشيخ سعيد “، وقد ترجمتها إلى الكردية وثبتها مقابل أقواله  ).
تلك إشارة مؤثرة وذات فاعلية محفّزة على قراءة كل ما كتبه من ألفه إلى يائه، وهو يشير إلى كتاب جكرخوين الآنف الذكر والمطبوع طبعة أنيقة بالكردية في السويد ، قياس ” 16 ضرب 23 “، في ” 414 صفحة، أي من الحجم الكبير، وهذه المعلومة تؤكد على مدى تدقيقه في الكتاب وتحرّي أصوله، عند السؤال عنه، حيث الحجم له علاقة بالمعلومات الواردة كمياً هنا.
بدءاً من المقدمة، يظهِر زنار بعد تقصي بنية أقوال جكرخوين، إلى ختام الكتاب، يشدد على تلك القناعة التي تشكلت لديه وهو أن جكرخوين لم يكن يوماً معنياً بالكرد وكردستان، أي بقضية شعبه ومعبّراً عن تاريخه النضالي، ومن خلال كم هائل من الأمثلة والمقارنات والأسئلة المطروحة، وهو في كل مرة يسعى إلى تضييق الخناق عليه، ومن خلال أقواله هو بالذات، سواء من خلال عملية التقييم أو الأسئلة التي هي بمثابة نتائج بحثية أو تحليلات ذات بنية ثقافية ونفسية.
 في كل متابعة، يتضح لقارئه أن جكرخوين لم يخذل شعبه فحسب، وإنما خانه على امتداد الكتاب أيضاً، وهو المعتبَر في عداد المثقفين والمتنورين، ودورهم كبير في تمثيل شعبهم وإنارة طريقهم النضالي والثقافي، ولا شك أن إهداء الكتاب من قبل زنار يفصح عن هذا التوجه ( إهداء إلى أرواح شهداء كردستان الذين سمّاهم جكرخوين خونة شعبهم:
Şadî bo rihê wan şehîdên Kurdistanê yên ku Cegerxwînî ew ”Xayînê Miletê Kurd” bi nav kirine….)
وذلك ما يمكن تبينه في هذه الكلمات وقد تأكَّد لديه من يكون، حيث صدمه بأقواله وتحليلاته ( إنما للأسف الشديد جداً، حين قلَبَ الحقائق على عكس المطلوب من النضال الثقافي. وقد جعل شرف مقاتلي الحرية وكرامتهم تحت قدميه، وعاداهم، ولم يسطّر حتى ولو كلمة حسنة في حقهم، وقال في أولئك الذين أودعوا رقابهم حبل مشنقة الأعداء: هم قتلة، نهابون، لصوص، طائشون، خونة، وأعداء الشعب الكردي . تُرى، ألم يكن لأولئك الشهداء ولو حسنة واحدة؟ سوى أنه مادام جكرخوين قد تفوه بمثل هذه الكلمات السيئة/ المثالب بحق مقاتلي الحرية، لو أنه ذكر مناقب لهم، فالذي لا يُشَك فيه هو أنه كان سيعلو مقاماً في أعين بعض القرّاء.ص 8 ).
إذ ذلك يمكن المضي مع أداة زنار النقدية والتاريخية والتحليلية السابرة، وهو يتنقل من ناحية بين الصفحات من باب الربط بين أقواله، حين تكون متعارضة، وما أكثرها لحظة التعرض لها، ومن ناحية أخرى، ينتقل من صفحة إلى أخرى مشيراً إلى جوانب شتى تفصح عن أن جكرخوين ” هساري ” حيث يتكرر اسم المكان ” قريته ” كثيراً في الكتاب، لم يكن في مستوى اسمه، وتمثيله ” المزعوم ” لشعبه، أو ما هو متداول باسمه، ولعل الوقوف على حقيقة كل هذه النقاط يحتاج إلى قراءة كتابه وكتاب جكرخوين بالمثل، ويعني ذلك أن المتوخى هنا هو وجوب إمعان النظر في بنية الكتابة لدى زنار، وكيف يناقش، ويسائل، ويقارن، ويحاجج، ويحكم كذلك، وفي كل جانب من هذه الجوانب ثمة مدخل بحثي ومخرج اعتباري بالمقابل، وما يتطلب كل ذلك من تروٍّ وانفتاح على جوانب الموضوع عموماً وحركية كل مقتبس خصوصاً.
ولو أننا استعرضنا هذه الحيثيات/ نقاط استناده وإضاءتها، نجد أنفسنا إزاء التالي:
ما يخص الجانب النضالي، أو السياسي، كما الحال في الموقف من ” الشيخ سعيد وثورته “، وقد احتل هذا الموقف مساحة واسعة نسبياً تأكيداً لأهمية الحدث التاريخي.
ما يخص الموقف الاجتماعي وصلته بما هو سياسي وقومي، كالموقف من حاجو آغا، وتناقضات التقييم جكرخوينياً.
ما يخص الموقف من الشيوخ والآغوات والبكوات، ومفارقات القول، أو تناقضاته بالمقابل.
ما يخص علاقته بأناس عرفهم في حياتهم وكتابته عنهم حتى في أكثر المسائل شخصانية .
ويشير إلى أن جكرخوين كان عدو بني قومه ” جلدته ” دونما استثناء ” ص 130-136، مثلاً “، وهو يقول في مكان تال عن أن هذه المقتبسات الـ” 171 “، قليلة وهو يقدمها إلى الرأي العام ، لأن هناك بالمئات في الكتاب( في الحقيقة هناك المئات من أمثال هذه المقتبسات/ الأقوال والتي تكون ضد مطلب القومية الكردية ، حيث إن كلاً منها من ناحية المردود السلبي والكلفة في موقع الديناميت. ص 138 ). 
وهو في هذا المآل البحثي والدرسي يرى أن جكرخوين تجاه موضوعات القومية والشيوعية والإسلام على النقيض مما كان يعرَف به تقدمياً ( ما يفهَم من كلام جكرخوين هو أنه فكرياً لم يكن تقدمياً :Ji gotinên Cegerxwînî tê fêmkirin ku ew ji aliyê mejî ve, ne pêşketî bûye. ص 140 ) .
وليبقى الخطر في مسار البحث، ما جاء في ختام الكتاب، كما أشرت إليه سالفاً، وهو عبارة عن ملحق، أو رسالة موجهة إلى ” المحكمة العليا في كردستان: إقليم كردستان “، وبتاريخ ” 15-12/ 2002 ” طالباً إياها بلزوم محاكمة الكتاب، وقد حشد هذا الكم الهائل واللافت من الأمثلة التي، كما يبدو، يعرّي بها كرخوين الحقيقة وليس الشائع بين الناس ( لهذا السبب، فإنني أرفق رسالتي هذه بكتابي، وأرسلها إلى المحكمة العليا في كردستان، مقترحاً فيها، بإصدار قرار خاص حول كتاب جكرخوين لإثبات بطلان أقواله الضالة، وإعادة الاعتبار مجدداً إلى شهداء حرية القومية الكردية بالمقابل، وحماية كرامتهم، واحترامهم جميعاً : 
Ji ber wê yekê îcar ez bi vê nameya xwe, herweha bi vê pirtûka xwe jî, ji DADGEHA BALA YA KURDISTANÊ re pêşniyar dikim ku biryareke taybet li ser wê pirtûka Cegerxwînî bide û nebûkariya gotinên wî pûç bike, îtbara wan Şehêdên Azadiya Neteweyê Kurd jî li wan şabaş û dubare bike, rûmeta wan bide parastin û rêz li hemuyan bide girtin. ص143.).
الكتاب يتوقف هنا، لكنه من ناحية الأثر وتفعيله من هنا يبدأ كذلك، ولعلي حين أتعامل معه كقارىء وناقد معاً، أجد أنه جدير بالقراءة، كما نوهت إلى ذلك بداية، وقد توقفت عنده ملياً قبل هذا التاريخ، ربما كآخرين، واتصلت مع من له صلة بهذا الكتاب والثغرات الموجودة فيه، وتطرقت إليه من هذا المنطلقة في بعض كتاباتي، لكن باحثنا زنار، في كتابه قدَّم لنا صورة بانورامية عنه، وهي تمثّل حافزاً لقراءته بتمعن من جهة، وعدم التردد في قراءة أي كتاب كان بما أنه يخص مسائل اجتماعية وسياسية وتاريخية عامة.
إلا أن ما ينبغي التوقف عنده هو التالي:
لزوم التفريق بين ما هو شخصي، أو محدود، وما هو عام، من النوع السياسي والتاريخي ” فالحديث عن علاقته بصاحبه وزوجته التي كانت على النبع، غير موقفه من ثورة الشيخ سعيد .
لزوم التفريق بين موقفه من عائلة معينة : مشيخية، بكوية، وما لها من امتداد تاريخي واجتماعي وسياسي، كالموقف من آل حاجو آغا، وتقلباته، وبنية هذه التقلبات والمواقف .
لزوم التفريق بين ما هو ديني وموقع الدين في المجتمع، وما هو مرتبط بالتاريخ والثقافة الكرديين…الخ.
وأرى أن الباحث لم يعتمد تمييزاً من هذه الشاكلة، بالعكس، ثمة نقاط كثيرة، جرى فيها الخلط بين الشخصي والاجتماعي العام، دون إضاءة الموقف” على سبيل المثال، يمكن أن ينظَر في حديث جكرخوين عن أنه كان يفطر في رمضان ويصلي أمام قروييه دون وضوء، على أنه اعتراف ذاتي من جهة، وربما جرأة غير مسبوقة، وكان في مقدوره التكتم عليها، ربما في مواجهة سلبيات الكثيرين من شيوخ المنطقة كردياً، وأرى أن هناك كماً هائلاً من المتاجرين بالدين وإلى يومنا هذا يمارسون الكبائر، ويُتستَّر عليهم، بقدر ما أنهم هم أنفسهم يمارسون التقية “.
من جهة أخرى، أرى، أن المؤلف/ الباحث، لم يخف ورعاً دينياً: إسلامياً لديه، وما فيه من قسوة في الموقف من جكرخوين، وأن أحكامه لا تخفي خلفيتها الفقهوية الاستنفارية وطابعها الثأري.
وأخيراً وأخيراً، إذا كنت أشدد على يدي باحثنا زنار فيما قام به مشكوراً، فإنني أشدد على نقطتين لا يتزعزع يقيني فيهما:
أولاً، إن توجيه رسالة إلى إقليم كردستان للحكم على كتاب جكرخوين خارج صلاحيات أي كاتب، ومهنته، بالعكس، إنها تسيء إلى موقعه، إذ حسبه أن ينتقد وينشر كتابه وليدع الباقي لسواه، فما ينيره هو مبتغاه وليس أن يكون حاكماً شمولياً، وهنا مقتل الكتاب، وليته ترك الكتاب دون رسالته المرعبة المحتوى هذه.
ثانياً، نعم، يمكن كتابة مئات الصفحات، آلافها عن جكرخوين نقداً، وعلى أكثر من صعيد، أما أن يجرّد من كل ما هو كردي، ورؤية تنويرية، حتى في مذكراته طبعاً، فهذا يعتبَر من كبرى الكبائر، إن جاز التوصيف، بحقه، وبحق ما هو أخلاقي وإنساني، وما هو كردي وحق النقد كذلك.
دهوك، في 30-6/ 2017 .
ملاحظة: أولاً أشكر الصديق الدكتور بنكي حاجو الذي نبَّهني إلى أهمية هذا الكتاب، وثانياً، أشكر الصديق المعرفي الباحث زين العابدين زنار إذ أرسل إلي نسخة الكترونية من كتابه الذي أتمنى أن يكون في إثره الحصادُ المعمّر وليس المدمّر لنفوسنا ورؤوسنا .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…