نبوءة الشيخ الشاعر.. وداعا محمد عفيف الحسيني

إبراهيم اليوسف 

اتصل بي، ليلة رحيله وقبل ساعات، فحسب، من انقطاعه عن الرد علي، طالبا أكثر من أمر:
منها انشر كذا في ولاتي مه.
وثمة ماحدثت مدير الموقع عنه، أكثر من مرة، حول أمور نشرية.
قلت له في رسالة صوتية:
أبشر سيكون كل ذلك غدا
ومن بينه إعداد أعمالي الشعرية
أسرع يا إبراهيم..
أنت غير موفق في ترتيب نصوصك، عادة.
انتهيت من كتابي كذا، وسيطبع.
سأطبع أعمالك الشعرية.
سنوات. أشهر. تأخرت عليه، ولما شدد علي، قبل أشهر، تحركت ببطء وكأنني أقوم بخوض حرب ثقيلة.
ألم تنته من إعدادها؟
بلى أكاد أنتهي منها.
في صبيحة انتهائي من إعداد أكثر ما عثرت عليه من نصوص، كاتبته. أرسلت إليه رسائلي الصوتية، فلم يرد.
كتب إلي كيفهات أسعد
كتب إلي الصديق خليل كرو 
كتب إلي زملاؤنا في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد 
وكنت في مراجعة مهمة.
فور فتحي رسائل الواتس، قرأت الخبر الصادم. أطلقت صرخة  لاشعورية.استغربت  المترجمة التي كانت ترافقني، من ذلك، إلى أن أعلمتها، بالخبر الأليم..
لقد كان محمد أكثر حنوا في السنوات الأخيرة.
في الأسابيع الأخيرة
في رسائل وهواتف الوداع.
لروحك السلام صديقي.  
رحيلك خسارة لنا جميعا. شيخ الشعراء الجميل.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

أحمد عبدالقادر محمود

 

-1-
تاريخٌ ملغومُ السيّر

واقعٌ مختومُ بالشر

دوُّن بالسيف و الحبر

مسطورٌ نبأ و خبر

لَذي بصيرة ونظر

-2-

عفى الله عن ما مضى

لا تشمل ظالم ومن بغى

هيهات لمجرم أن تُعطى

ملئ الأرض فسادً و عثى

منحه جهلٌ و بصرٌ أعمى

-3-

لسلطة كيف يستقيم الأمر

شعبٌ مغدورٌ و القاتل حر

إحدى اثنتين و الثالثة لا تمر

السلطة إما عبدٌ ذو أجر

أو هما شركاءٌ في السر

-4-

لسان الثكالى يقول

أهذا…

رشاد فارس

 

نحنُ هنا،

نحنُ الشعرةُ التي قصمت ظهرَ البعير،

نحنُ أمةٌ تُشبهُ المستحيل،

تُشبهُ الجان،

كما يسمّينا أعداؤنا أحيانًا.

 

ننبعُ، نخرجُ من باطنِ الأرض،

من ديار بكر حتى مهاباد،

نُخلقُ بكثرةٍ في هولير — أربيل،

وننبتُ مع الزيتونِ في عفرين.

 

جماجمُنا سُقيت بمياهِ كوباني،

“عين العرب” — هكذا يُسمّونها.

 

نحنُ الأمةُ التي تتكاثرُ في الموت،

كما تتكاثرُ في الولادة.

من قامشلو، إن اشتكى أحدُهم ألمًا،

لا تنامُ دهوك من وجعه.

 

هكذا…

ماهين شيخاني

لم يكن يتوقّع أن يتسلّل الماضي إليه عبر شاشة تلفاز، في بيتٍ لا يُفترض أن يوقظ فيه شيء سوى الضيافة والضحك العابر.

كان “شاهين” في زيارة لأقاربه بإحدى الدول المجاورة، محاولًا أن يستريح من تعب الوطن، وربما من تعب القلب. جلس بين أبناء خاله يشرب الشاي، والتلفاز في الزاوية يبث حفلة موسيقية فاخرة، تعجّ بالضوء…

فواز عبدي

 

إذا ما وقفتَ على إحدى ذرى جبال طوروس ونظرتَ إلى الأسفل حيث “بريا ماردين”، ستجد قرية صغيرة مرمية هناك كعش طائر القطا، تطل عليها الشمس أوان شروقها لتوقظها متسللة عبر الستائر السميكة المتدلية على نوافذها. إنها قرية كَسَر.

هناك، يعيش “آپـێ ره شو – Apê Reşo”، رجل خمسيني ذو شارب كث، لا يفرّق بين الثقة…