أجرى الحوار: نصر محمد
افين برازي صاحبة شخصية مميزة، هادئة، متحدثة لبقة، مرحة الروح… التقينا بها في مهرجان كوباني السينمائي الدولي بدورته الثالثة في مدينة بوخوم الألمانية
وكان لنا معها هذا الحوار :
أفين برزاي مخرجة سينمائية كردية
مجازة في الأخراج السينمائي من جامعة بيروت ومساعد مجاز في التجارة والاقتصاد، ومسؤولة الاعلام في الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما العربية، نالت العديد من الجوائز الدولية :
منها جائزة افضل فيلم انيميشن عن فيلمها Staring Over في المهرجان الاسكندنافي الدولي في فنلندا وتم ترشيحه أيضاً لجوائز مهرجان لندن للفيلم الكوردي بدورته الـ13 المقام في لندنن، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان هامبورغ للفيلم الكوردي في دورته التاسعة وشهادة تقدير في مهرجان السليمانية
افين رئيس مهرجان كوباني السينمائي الدولي بدورته الثانية ورئيس لجنة التحكيم بدورته الثالثة ..
تم اختيارها عضو لجنة التحكيم للعديد من المهرجانات العربية، لديها العديد من الأفلام الوثائقية والأنيميشن عملت مع اهم المخرجين السوريين كمخرج منفذ ومساعد امثال نزير عواد ، محمد الشيخ نجيب ، سامر برقاوي ، ماهر كدو، قيس الشيخ نجيب واخرون..
تعمل حاليا في القناة الدنماركية DKSYD أخرجت ثلاثة افلام قصيرة :
*”موقف خاص”
*”اسأل مجرب”
*”يبقى الحب”
* Starting Over *
كما قامت بإخراج مجموعة من الأفلام الوثائقية مثل : ( دمشق في عيون عشاقها) و(من عالم الاطفال ) وتنوعت أعمالها مابين الدراما التلفزيونية و السينمائية والعمل بالأنتاج الوثائقي.
و تعمل في قناة DKsyd الدنماركية
* تحدثي لنا من فضلك.. عن طفولتك، وكيف تسرب لروحك كل هذا العشق للسينما.. عن العائلة والمكان الذي نشئت به، وكيف اثرت عليك البيئة الاجتماعية ؟
– بداية،لم يكن يخطر لي ابداً ان اصبح مخرجة ، لكن كانت الصورة وافلام الكارتون تحرك مخيلتي، وكان هذا الشغف يزداد معي، والافلام التي كان يجلبها ابي على بكرات الفيديو القديمة كي نشاهد الافلام الكوردية امثال فيلم “مم وزين”
“خج وسيامند ” وجميع افلام المخرج المبدع الذي احب ان اسميه شيخ المخرجين الكورد يلماز غوني، و أيضا كان ثمة مكتبة تحتوي على مجموعة من الافلام الكوردية في منزلنا.. كل هذه الأمور، وهذه الأفلام نمت حبي للسينما وصناعة الفيلم، اما عن الولادة وعالم الطفولة فأنني ابنة اسرة كردية ولدت في جغرافية جميلة بطبيعتها وعاداتها ولغتها ولهجتها الخاصة، هناك تفتحت عيناي على جمال الطبيعة، وفي المدرسة تعرفت على لغة جديدة، وتعلمت باللغة العربية، ونشأت بيني وبين كتبي المدرسية علاقة حب، واستهوتني الصور الملونة والافلام الكوردية التي نمت حبي للسينما وشغفي لمعرفة صناعة الفيلم.
وفي مرحلة من الزمن نمت احلامي واكتشفت عائلتي محبتي للسينما، فكان عمي بوزان يدعمني بإهدائي مجلة “الحياة السينمائية” بشكل مستمر، ورغم دراستي لعلم الاقتصاد، لكن التلفزيون والدراما وفنون السينما كان الحلم الابدي لي، وبدأت أولى خطواتي العملية نحو دراسة فنون الاخراج السينمائي ، بدعم من اخوتي اولهم اخي سربست واهلي، واستطعت الحصول على اول فرصة في قناة MBC بعد ترفعي السنة الثانية وترشيح استاذي للتعاقد مع قناة MBC في فترة الدراسة انجزت بعض الافلام ،
وبعد تخرجي من الجامعة اتجهت الى دمشق لأبدأ مشواري الفني بالعمل مع شركات مشهورة في الدراما السورية كمخرج منفذ وبعدها كمخرج في التلفزيون السوري وقناة التربوية السورية ..
وأثناء عملي جاءت الحرب، وسنحت لي فرصة الهجرة، وهنا في اوربا واجهت عدة عقبات إلى ان بدأت مجدداً مشواري القديم في دروب عالم السينما.
* وجودكم في أوربا حيث حرية التعبير متاحة بالإضافة لوجود البنية التكنولوجية التقنية ووجود الكادر الفني من مصورين و ممثلين و فنيين كم يمنحكم ذلك من أمال لصناعة سينما كردية قادرة على جذب المشاهد هنا في أوربا و الوطن؟
– السينما عمل وفن وصناعة و يحتاج جهود جماعية، ويحتاج إلى موسيقا تصويرية، وعمليات تصوير وأماكن تصوير وأزياء و إضاءة، ورغم أجواء ومناخات الحرية وحرية التعبير الا ان المسائل المادية والمالية تقف دوما في طريق إنجاز سينما متقدمة،
وحقيقة وجودنا بأوربا والحديث حول الامكانيات المتاحة لها علاقة بوضع الجالية الكردية، للأسف لا توجد تلك الروابط التي من شأنها ان تنتج او تتعاون في هذا المجال ، فأنتاج اي فلم يحتاج بداية إلى قصة أو رواية و سيناريو متقن، أعتقد أن الإرادة والتصميم هي الكفيلة بإنتاج فن سينمائي راقي، فنحن لا ننسى ابدا المخرج الخالد يلماز غوني وبإمكانياته المحدودة أستطاع إيصال الفلم الكردي و السينما الكردية نحو العالمية و ان ينال أكبر جائزة عالمية في مجال الإخراج السينمائي، واعتقد اننا لا نوفر فرصة وجود كل التخصصات المساعدة لألية الانتاج الفني، ونحاول دوماً خلق التواصل من اجل ذلك، والمهرجانات السينمائية والفنية عموما فرصة لتدشين فكرة التعاون والعمل المستقبلي..
* قد حصلتم على جائزة افضل فيلم انيميشن في المهرجان الاسكندنافي الدولي بـ فنلدة وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان هامبورغ للفيلم الكوردي بدورته التاسعة .. ولكم تجارب عديدة في اخراج افلام الأنيمشين، هل يمكن لك ان تشرحي لنا وبأختصار ماهية فن الأنيمشين؟
– لحد ما يمكننا اعتبار الرسوم الجدارية المتسلسلة والمنقوشة على جدران المغاور والكهوف وفي اكثر من موقع اثري حول العالم، شكلاً من اشكال فنون الرسوم المتحركة، فتتابع الصور المتماثلة وعبر السير و تركيز النظر تتوهم العين برؤية شريط متحرك من الصور، وتأخذ الرسومات حركة يتوهم بها الرائي، وتطورت حديثاً عبر الرسوم المتحركة والمعروفة بأفلام الكارتون،، وهو الشكل المعروف لأغلب الناس والذي تابعنا ومنذ الطفولة مئات الافلام والحلقات من تلك المسلسلات الكارتونية والتي طالما ادهشتنا،
وتلك الرسوم الكارتونية المبكرة هي أمثلة على ذلك، ولكن اليوم، يتم إنشاء معظم الرسوم المتحركة باستخدام صور تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر او التحريك التقليدي..
اما الانيمشن فهو جيل رقمي من تلك التقنية، ولكنها لا تعتمد فن تحريك الرسومات، وانما هو فن حركة الرسم، والرسوم المتحركة عموماً تعتمد مثل جميع الأفلام على خلق حالة من الحركة لصور ثابتة بسرعة معينة،
طبعاً هناك عدة مستويات لإنتاج هذا الفن وهناك عدة طرق للتعامل معها كاستخدام الدمى او الصور وصور واقعية فهناك الايمشين الذي يعتمد تقنيات الـ 2D أو الـ 3D وهي الأكثر أنتاجاً و انتشاراً في الفترة الحالية، وتعتمد ادخالات ضوئية وسمعية وصور و امكنة طبيعية، وربما يقول قائل انه فن ينجزه الكمبيوتر وفق برامج جاهزة، طبعا هذا ليس صحيحاً، فالكمبيوتر مجرد أداة مثله مثل اي ادوات يحتاجها اي مهني في عمله، فهل يمكن ان نصنع فلما فقط في حال وجود الكاميرا، بالتأكيد لا.. وانما الكاميرا اداة للتصوير، وهكذا جهاز الكمبيوتر و تطبيقاته في تحريك وضبط الصور، واذا كانت الكاميرا في تعاملها مع الافلام قادرة على صنع حيل سينمائية، فأن هذا الامر يبدو صعباً تنفيذه فقط التعامل مع الفلم الانيميشن ان صح التعبير..
عموما الانيمشن تقنية من الصعب شرحها، واعتقد انني قدمت فكرة مقبولة عن هذا الفن الجميل.
* ماهو المجال الذي تعملون به الآن كمهنة رسمية؟
– هناك فلمين في دور التحضير احدهم وثائقي والاخر روائي ، واذا كنت تقصد في سؤالك عن عملي اليومي او مهنتي فأنا ايضاً اعمل في قناة Dksyd التلفزيونية بالدنمارك.
* مهرجان كوباني السينمائي الدولي الثالث، الذي أسدل الستار على دروته الثالثة ماذا يمكنك ان تخبرينا عن هذه التجربة المميزة؟.
– مهرجان كوباني يعني لي الكثير فد كنت رئيسته في الدورة الثانية، وعضو إداري ورئيس لجنة التحكيم في دورته الثالثة
استطعنا ان نعمل على تطوير المهرجان بعدة نقاط، سواء من ناحية الافلام الكوردية المشاركة التي تملك قيمة فكرية ورسالة تساهم في صناعة السينما الكوردية…
وحاولنا في مهرجان كوباني السينمائي الدولي تطوير المهرجان من الناحية التنظيمية وخاصة هذه الدورة كان هناك راعي رسمي للمهرجان السيد اراس ماريكا هذا الدعم فتح مجال لتقديم المهرجان بشكل يليق ان يقال عنه مهرجان دولي .. وحضور كم لابأس به من صناع الافلام ومخرجين وصحفيين، على عكس الدورة الماضية للمهرجان الذي اعتمد تمويلاً ذاتياً من اسرة المهرجان
اما بصفتي رئيسة لجنة التحكيم لهذا المهرجان، هذا الأمر منحني مشاهدة افلام عديدة والتعرف على نماذج اخراجية مختلفة، واعتقد ان المهرجانات مواسم حقيقية للتعرف على مخرجين وفنانين واعلامين، والذين يشكلون العنصر الاهم في صناعة الحدث، وصناعة سينما وتحقيق الانتشار..
اجمالاً انا سعيدة كون مهرجان كوباني يحمل اسم مدينتي وهو امر يعني لي الكثير وانا اشاهد واسمع كيف يتردد اسم كوباني عالياً في قلب اوربا.
* كوباني تحولت خلال السنوات الماضية إلى رمز لمقاومة الإرهاب… وسوريا التي عاشت و ما تزال حرباً، النزوح والتهجير والموت والقتل و الجوع… كيف تابعت كل ذلك وانت بعيدة عن كوباني وعن الوطن.. وما تأثير ذلك على عملكم الفني؟
– كانت وسائل الإعلام العالمية تنقل الحدث بشكل يومي ومباشر وكان تواصلي المستمر مع اهلي و أصدقائي المتواجدين آنذاك يجعلني مثلهم في قلب الحدث، ومن قلب المأساة من النزوح إلى التهجير، تلك الرحلة التي لم تكن بالأمر السهل، كانت رحلة مترعة بالوجع والألم.
بالرغم من وجودي في بلاد الاغتراب، في تلك الفترة المريرة بأحداثها الدراماتيكية، كنت اتابع وبكثير من المشاعر المختلطة من الحزن والفخر يوميات مدينة تقاتل وتقاوم اعتى قوة ارهابية في العالم.. بكل فخر كنت اراقب واعيش الحدث وارى كيف لمدينة بالكاد يعرفها السوري تتحول إلى مدينة عالمية تتناقل الصحف والفضائيات اخبارها على مدار الساعة.
ربما العالم لم يتعرف على ما عاناه شعبنا واهلنا، لكنني و بحكم انني ابنة كوباني اعلم حجم ما عاناه شعبنا وأهلنا من القهر والظلم، وحجم التضحيات في سبيل نصرة المدينة والدفاع البطولي، وتسجيل صور لبطولات شعبنا، وبناته المحاربات التي بقيت خالدة في الذاكرة الجمعية، وتحولت يوميات معارك كوباني إلى افلام سينمائية عالمية و على يد مخرجين عالميين، وسوف يأتي الوقت لصناعة افلام تليق بقامة تلك المدينة وببطولاتها، ووقفة فتيات الكرد البطولية أمام وحشية داعش، حيث تحولت الفتاة الكردية المحاربة إلى رمز للمقاومة، ومن هنا تم تسمية مهرجاننا باسم كوباني.
* هل استطاعت السينما نقل وشرح معاناة الشعب الكردي من اضطهاد وتهميش قبل الأزمة وبيان دورهم خلال الثورة و الحرب السورية ؟
– السينما وسيلة واداة قادرة على التوثيق، لكنها ليست فقط كاميرا و عملية تصوير، وانما هي فن حيث تعرض الصورة مع الفكرة وربما الفكرة تأخذ مسارات عديدة واراء مختلفة ومن هنا تحاول السينما نقل بعض الأفكار والمشاهدات و توثيقها وهو بالأمر الجيد رغم أنها لن تستطع نقل الصورة تماماً لحجم الدمار و الألم ونتائج ذلك النزوح على العائلة الكردية وظروف حياتها القاسية في المهاجر وتجمعات النزوح، ولكن هناك نوع من المقاربة التوثيقية والصناعة الفنية لتصوير الاحداث، و المهم قوله انه مهما انجزنا من أفلام عن كوباني أو عن معاناة شعبنا في روج افا فأننا لن نستطيع التعبير عن أوجاعه و آماله. لكن الوقائع اثبتت عن وجود شعب مقاوم وشعب حي و لم تستطع كل سياسات التهميش أن تلغيه من الخريطة، بل على العكس فقد امست القضية الكردية قضية جوهرية لاقت الاهتمام الدولي، وعلى الصعيد الشخصي اعتبر نفسي في بداية مشواري السينمائي، واتمنى ان اجد الفرصة في اخراج فلم مميز عن كوباني في الفترة القادمة.واعتقد ان الافلام التي شاركت في المهرجان الاخير حملت الكثير من التقاربات مع ما يحدث او مع كل ما حدث في بلدنا او في كردستان عموما وسائر المنطقة الاقليمية من حروب و هجرة واوبئة، ولدينا الأمل ان نشاهد افلاماً اكثر تميزاً وعلاقة مع الوطن.
* كان للمرأة الكردية حصة مضاعفة من الوجع كونها امرأة أولاً وكوردية ثانياً، كيف تعاملت السينما الكردية أو العالمية مع هذه القضية؟
– المرأة مازالت أسيرة العادات والتقاليد للأسف .لكنها استطاعت كسر الكثير من قيود العادات البالية المتحكّمة بمستقبلها و مصيرها.
في الفترة الأخيرة استطاع الاعلام تسليط الضوء على قضايا المرأة عموما و الكردية خاصة فالمقاتلات الكورديات وبطولاتهم ضد داعش تحولت إلى أسطورة للمقاومة و الانعتاق، وهو امر اهتمت به السينما ايضا، وحققت انجازاً لصالح النساء في صناعة الحياة الحرة، وهناك مصطلح يسمى سينما المرأة، اي تلك السينما التي تعرض مأسي وانتصارات المرأة، وهذه النوعية من الافلام تشق طريقها نحو التميز و تحقق حضوراً و تنال جوائز عالمية وفي اكثر من مهرجان..
* تلعب المهرجانات العالمية على تحريك الحالة الفنية، وتشكل حافزاً وتحدياً بما تملكه من أضواء وحوافز مادية وجوائز، وكرئيسة للجنة التحكيم بمهرجان كوباني السينمائي الدولي، كيف لمستم ذلك؟ وهل هناك ثمة أعمال استطاعت ان تلفت النظر اليها على الساحة السينمائية العالمية؟.
– مهرجان كوباني الدولي قدم خلال دوراته الأولى والثانية و الدورة الحالية الكثير من الإنجازات، واستطاع جمع كوادر سينمائية وتقديم عروض بالمستوى العالمي لمخرجين شباب ومن كافة الجنسيات، و ذلك كفيل بأبراز خامات فنية و اسماء وترشيحها للمهرجانات العالمية،
والمهرجانات عموما هي نتيجة جهود تشاركية وعمل مضني في الانتقاء والترشيح والحكم، وهذا الامر سيحملنا إلى مصاف مهرجانات عالمية، قادرة على بلورة متطلبات الحلم الكردي في تحقيق جدارته في عالم السينما وهو امر ليس ببعيد عن المبدعين الكرد،
طالما ان انتاجية الأفلام مستمرة، فهذا يعني انه ثمة انجازات قادمة.
* في الفترة الأخيرة وعشية انطلاق مهرجان كوباني الدولي السينمائي تم اختياركم مسؤولة إعلامية في الاتحاد الدولي لمهرجانات السينما، لو كان بالإمكان الحديث حول ماهية، وأهداف هذا الاتحاد؟ وهل هناك أعمال سينمائية بتوقيعكم سنشهدها قريباً؟
– اتحاد مهرجانات السينما العربية هو اتحاد يضم ١٩ مهرجاناً عربيا ودولياً ، وغيرها وتم اختياري مسؤولة اعلامية للاتحاد الدولي للمهرجانات، ويهدف الاتحاد إلى التنسيق بين المهرجانات لتبادل الأفلام وتنسيق مواعيد إقامتها، والعمل على تبادل الخبرات والمساعدة في الندوات وورش العمل، والمساهمة في تطوير المهرجانات السينمائية بما يخدم النهوض بالسينما، والعمل على تشجيع الإنتاج المشترك ونشر الأفلام، وخاصة الأفلام المستقلة، وخلق مناخات للتعارف والتلاقي، وبالنتيجة هو اتحاد من شأنه خلق خيمة سينمائية تظلل كل السينمائيين ومن مكان واحد، والية تعاون مشتركة..
* ما هي المشكلات التي تعترض السينما الكردية؟
– بداية، لا يمكن إنتاج افلام سينمائية الا بوجود المال ووجود سوق عرض، فالمهرجانات صحيح انها تدعم العمل و تنشره لكنها ليست كافية لإدارة عمليات التسويق الفني، و أبرز المشكلات تكمن في وجود أزمة نص و أزمة سيناريو قادر أن يلم بالحالة الكردية، في أي عمل هناك معترضات و معيقات و ممنوعات و قواعد وقوانين، ورغم ذلك لابد من العمل ضمن الإمكانيات المتوفرة و خلق دعم وجمهور وتقديم ما يمكن..
ومن جهة ثانية ثمة مشاكل و معيقات عدة تعترض مسيرة الإنتاج السينمائي و خاصة إذا كانت تلك السينما التي نتحدث عنها سينما كردية، فبعض تلك المشاكل تنطلق أو تبدأ من عتبة الانقسام الكردي و حالة التشرذم السياسية التي تترك ظلالها السوداء على أي عملية إبداع و خاصة إذا كانت العملية جماعية، فمن المعروف أن فن السينما فن جماعي لا فردي و يتطلب تعاونا و دعما و سنداً من كل الجهات و الجوانب، كما أن اختلاف اللهجات الكردية و تبعثر الممثلين في أكثر من جهة من جهات الأقاليم الكردية، و حالة التباعد مابين ممثلين و فناني الوطن و المغتربات، ناهيك عن مشاكل الإنتاج وعدم وجود شركات إنتاج داعمة، ومختصة في الإنتاج السينمائي، فالسينما صناعة وفن وتسويق وليست مجرد هواية يمارسها اناس في فترة فراغهم..
* هناك في أوربا أنتاج وأنتشار للاغنية الكردية المصورة
لماذا لم تقومي باخراج كليبات فنية ؟
– هو ايضاً صناعة وجزء اساسي من العمل الفني، وله الياته واساليبه، وهناك ثمة ابداع في اخراج بعض الفيديو كليبات، كنا نشاهد الكثير من الأبتذال و التكرار في غيرها..
والإخراج السينمائي يعتمد التعامل مع السيناريو و الحكاية الافتراضية ويعمل على خلق الرؤية الخاصة للمخرج وحسب موضوع و توجه الاغنية وعمر الفنان وبيئته، واعتقد ان الفيديو كليب يعتمد مبدأ الإخراج التلفزيوني، ومع ذلك يمكن للسينما ايضاً تناول الموضوع والعمل عليه.
* هل سبق لك التمثيل أو المشاركة في أداء أدوار في الأفلام التي تعملين عليها أو في الدراما التلفزيونية؟.
– أجد نفسي في مجال الإخراج و لا أجدها حالياً في التمثيل، و لكن ربما اؤدي دوراً مميزا لشخصية ما في المستقبل..
كثير من المخرجين عملوا في بداية مشوارهم الفني كممثلين و عملوا كَخرجين لاحقاً، و ذلك الأمر منحهم تجارب أداء و خبرة في فهم عملية الأدوار و بالتالي لا يجدون صعوبة في إسناد الأدوار للممثلين،
وهو امر لا ارفضه فيما لاح في الافق دور مميز، او اداء شخصية تاريخية مثلا..
* هل هناك أعمال سنشهدها لك مستقبلاً،
وهل لديكم نية بأنتاج مسلسلات موجهة للطفل الكردي بلغته الأم؟.
– لدي عدة اعمال، و عدة افكار سأقوم بترجتمها إلى واقع واتمنى ان تساعدني الظروف والامكانيات في تحقيق وانجاز قسم منها خلال الفترة القريبة القادمة، فهناك سيناريوهات عدة اقوم بقراءتها تحضيرا لأخراجها إلى النور، واود الإشارة إلى انه هناك برنامج تلفزيوني خاص عن السينما، برنامج دوري يتم فيه الحديث حول هموم و مشاكل و أوضاع الحالة السينمائية الكردية، و تقديم حلقات عن تجارب سينمائية كردية و ذلك بالتعاون مع الناقد السينمائي الأديب عبدالوهاب بيراني واتمنى إيجاد النافذة الإعلامية لتقديمه، و العمل يحمل أسم
“السينما الكردية.. مع أفين” وخاصة انه هناك شبه غياب لهذه النوعية من البرامج الخاصة بالسينما وأهمية التعريف بها و بأبرز الأعمال السينمائية المنتجة حديثاً، وبالنسبة لأفلام الاطفال هناك خطة لأنتاج فلم انيمشن خاص بالاطفال..
* كلمة أخيرة، أو سؤال كان بودكم سؤاله.. ؟
– اشكركم على هذا الحوار، وعلى هذه الالتفاتة الجميلة، متمنية لكم النجاح في اعمالكم لنشر ثقافة الحوار والتسامح وبناء اسس علاقات التعامل والتواصل بين مثقفي و ادباء وفناني العالم ضمن هذه الحوارات، مرة ثانية اشكركم مع كل التقدير والاحترام لجهودكم الطيبة.