إبراهيم اليوسف
اكتمل، العام العاشر من عمر مهرجان الشعر الكردي الذي احتضنته مدينة إيسن/ ألمانيا، بإشراف رابطة/ الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد، وذلك بحسب، كلمة الصديق علي جعفر التي ألقاها في مهرجان الشعر في إيسن 22-10-2022 والذي صادف الذكرى الثامنة والثلاثين لرحيل الشاعر الكردي الكبير جكرخوين، وكما يؤكد ذلك مؤلَّفه المعنون ب” يوم القصيدة الكردية خارج الوطن**” ذاكراً أن الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الكرد في سوريا والذي عمل حتى العام 2016 تحت اسم” رابطة الكتاب والصحفيين الكرد في سوريا” استلم زمام استمرارية الإشراف على إقامة المهرجان، وذلك من خلال زميلين سابقين في الرابطة- الاتحاد وهما: قادو شيرين و عنايت ديكو، مشكورين، تاركين بصمات لاتمحى، وإن كنا نضيف أنه في السنوات الأولى للمهرجان كان يتم تعاون كبير بين: جمعية نوبهار في إيسن وهذه المؤسسة، كما سيتم التعاون فيما بعد بينها وجمعية هيلين.
نذكر اسمي هاتين المؤسستين، للأمانة التاريخية، وإن كان دور جمعية هيلين كان ولايزال يتركز في تقديم الصالة إلى المؤسسة لإقامة الفعالية، وإسناد العمل إليها، من دون أي تدخل، بينما كان دور جمعية نوبهار مختلفاً، في تلك المرحلة. كان تعاوناً في تفاصيل الإعداد و التحضيرات. كما يروي الزملاء المشرفين عليها، وهو ما كان قبل وصولنا إلى ألمانيا، بعد الهجرة الأخيرة للسوريين إثر الحرب الدائرة في البلاد، و يمر الآن، عشر سنوات، وأزيد على هجرة الطلائع الأولى من السوريين إلى أوربا وألمانيا بشكل خاص، بينما يقترب عوام هؤلاء من عشر السنوات التي نمضي نحن بدورنا إليها.
وإذا كنت تحدثت عن الجهات المتعاونة التي أشرفت على هذا المهرجان السنوي، فإن طرفين جد مهمين لا يمكن أن يكون هناك مهرجان شعري من دونهما: الشعراء والشاعرات الذين من خلالهم يمكن كسب الفعالية شرف تسمية المهرجان، من جهة، ومن جهة أخرى جمهور الشعر الغفير الذي يزداد سنة بعد أخرى، تناسباً مع أعداد الجالية الكردية التي هجرت أو هاجرت، في زمن الحصار والحرب والموت، لنكون أمام قائمتين: قائمة تكاد تتجاوز العشرات إلى ما يقارب المئة، أو ينيف عنها، إذا تم رصد أسماء هؤلاء، ناهيك عن الجمهور الذي يبلغ الآلاف، ويدأب على إكمال معادلة الشعر والجمهور التي يتضاءل فيها دور الجهة المشرفة، ليكون خدمياً، أو تنسيقياً، في أفضل الحالات.
لم أحضر مهرجانات السنوات التي سبقت وصولنا إلى ألمانيا، وإن كنا متابعين للخطوط الرئيسة في أول مهرجانين أقيما باسم الاتحاد، في تلك الفترة، إلا أن ما يلاحظ على هذه المهرجانات التي حضرتها صعود الخط البياني لها من خلال علاقتها بجمهورها، وتفعيل دور حضور الشعر والشاعر، رغم ما قد يسجله ناقد متخصص، أو متابع معني- وكل من يحضر هكذا فعاليات هم متابعون ومعنيون- إذ إن هناك مؤشرات يمكن الاحتكام إليها، لاسيما من قبل من يعد ذاته معنياً بثنائية العلاقة بين الشعر والجمهور، ويمكن الحديث عن- ثلاثيتها- من خلال تناول حضور الشاعر ذاته، أو-رباعيتها- من خلال الحديث عن أصداء هذا المهرجان أو ذاك، وهو ما نأمل استقراؤه، في مبحث خاص عن دور وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك: دعماً أو تثبيطاً!
المهرجان الشعري: دعامات وأعمدة وشروط!
مما سبق فإن ثمة شروطاً لابدَّ من تحقيقها لنكون أمام مهرجان شعري ناجح، من خلال وجهة نظر الجهة التي ترعى هذا المهرجان، ألا وهي حضور: الشعر/ الشاعر- الجمهور، من دون أن ننسى ملاءمة المكان، إذ هناك مؤشرات يمكننا الاحتكام إليها، عند حضور أي مهرجان، تتعلق بارتباط المتلقي بالمنبر. ارتباطه بالمنبر والناص، من دون أن ننسى قيمة النص الشعري التي قد لا يعد إلقاؤه من قبل الشاعر معياراً دقيقاً، ناجحاً، فلرب نص رديء يقدم عبر إلقاء ناجح، ما يدعو إلى إبهار المتلقين، وهو ما لاحظته شخصياً، من خلال علاقتي بالمنابر على مدى أكثر من أربعة عقود كما أزعم، حيث لطالما حكمت- لأول وهلة على نص أسمعه- بأنه ناجح، بيد أن قراءتي- فيما بعد- له ورقياً، أو حتى إلكترونياً أكدت خلاف ذلك، والعكس، إذ ثمة شاعر قد ينفِّر متلقيه من إلقائه، وهكذا، فلربَّ نص إبداعي حقيقي لا يفلح ناصه في إيصاله إلى متلقيه، ليبقى الحكم الأول والأخير: لعملية القراءة، الأكثر أهمية.
لماذا المهرجانات؟
يخيَّل إلي أن المهرجان هو نافذة للتواصل بين الشاعر وجمهوره، عبر القصيدة، التي تبقى أهميتها الأولى في قراءتها، وإن كان في مكنة بعض شعرائنا رفع عملية إلقاء نصوصهم إلى مستوى جودتها، من دون أن يظلموها، أو يلبسوها أردية فضفاضة، زاهية، وعبر إكسسوارات ومكياجات مضلِّلة. ومن هنا، فإن المهرجان هو بمثابة عرس، ومتنفس للقاء بين جمهرات المبدعين وجمهورهم، أينما كانوا، ليكون توافر شروط المهرجان كاملة أبرز ما يمكن أن يتوج مهرجاناً شعرياً.
مكانة الشاعر
وإذا كانت مهمة اللجنة المشرفة على المهرجانات تنسيقية، وأنها محض وسيطة، وتقدم ما لديها من إمكانات في سبيل إقامة هذا العرس الشعري، فإننا حاولنا أن ننأى عن المفاضلة بين الشعراء، انطلاقاً من سؤال طرحناه على أنفسنا: هل إن أحكامنا ستكون دقيقة فيما لو تخيرنا شاعراً ما ومنحناه جائزة المهرجان، لاسيما إن هناك جائزة يشرف عليها الاتحاد العام وهي جائزة- جكرخوين- التي نحتفل السنة بمرور عشرين عاماً على عمرها ، الجائزة التي تم منحها لأول مرة إلى الشاعر سيدايي كلش، وذلك تحاشياً للبس، وبناء على هذا فإنه ما إن تعلن اللجنة المكلفة بإدارة شؤون المهرجان عن تحديد موعدها يتم التواصل على مستويين، بين اللجنة والشعراء والشاعرات وبينها وبين الجمهور، إذ يظلُّ المجال مفتوحاً أمام المشاركات حتى لحظة اكتمال العدد المقرّر من المشاركين، كما إن دعوة الجمهور تكون- عادة- جد مدروسة، لاسيما في زمن ما بعد كورونا، لاعتبارات تتعلق بسعة المكان، وشروط الوقاية التي يتم تجاوزها، للأسف!
الرِّقابة
ثمة قرارٌ لما نزل نشدِّد عليه ألا وهو عدم نزوعنا إلى مطالبة الشعراء والشاعرات المشاركين بتقديم نصوصهم، بشكل مسبَّق، إلى اللجنة، ولعلَّ هذا الشرط نتاج موقفنا من الرِّقابة المسبَّقة على النصوص، ولثقتنا المطلقة بالمبدع الحقيقي من شاعراتنا وشعرائنا، ولعلي كشخص كنت أحد الذين يرفضون تقديم نصوصهم إلى إدارة أي منبر قبل إلقائها، إلا إننا قد نجد آلية متفقاً عليها، للتركيز على ما هو تقني في المهرجانات القادمة.
مستويات متباينة
على ضوء متابعتي للمهرجانات منذ عقود، فإن المشاركين فيها، غالباً ما يكونون- عادة- على مستويات متباينة، ضمن حدود توافر الشرط الإبداعي، وتسعى اللجان المنظمة لها استضافة الأكفياء، وإن كان هناك لكل قاعدة استثناء، إذ هناك اختراقات لهذه القاعدة من خلال انخداع أحد المشاركين بمستوى قدرته، ووقوع اللجان في مصيدة البريق الإعلامي، أو حتى فرض اسم ما عليها- وهو ما يتم في كبريات المهرجانات- ويجعلنا نتفق على أننا، مع كل مهرجان، لن نكون أمام نسخة فوتوكوبي، طبق الأصل- واحدة- من المواهب، إلا إن المواهب ذاتها، في مستويات، ناهيك عن حدوث اختراقات نتيجة الانخداع ببعضهم من غير الموهوبين، أو: الموهومين، وهو ما لدى أية لجنة، بحكم خبراتها، قائمة بأسماء هذا الأنموذج. إن قيمة المهرجانات في عدم جمود وتوقف الخط البياني الإبداعي في حدود مستوى، أو رقم محدد، بل إنه في صعود وهبوط، شريطة عدم وصول وانزلاق هذا الهبوط إلى مستوى اللاموهبة!
دور اللجنة
كأحد أعضاء لجنة الأنشطة في الاتحاد، فإن الزملاء أعضاء اللجان التحضيرية- المتتالية- للمهرجان، يعلمون أنني في يوم ما لم أتدخل في شؤون هذه اللجان، فهم من يختارون ضيوفهم، ويحددون موعد فعاليتهم، ونظل نؤمن ما أمكن من خدمات لإنجاح هذا المهرجان، ولقد أدار المهرجان في دورته الحالية الزميل: مروان مصطفى، وبالتعاون مع الشاعر علوان شفان وآخرين، وآثرنا أن تكون دعوات الجمهور والشعراء من خلال مدير المهرجان، وإن كنا اجتمعنا، مرات عدة، مع اللجنة لتذليل الصعاب التقنية، معترفين أن بعض الخلل قد تم، إلا أنه جد ضئيل، وأننا نحاول مهرجاناً بعد آخر تلافي أخطاءنا، لا كما يريد بعض الذين يستهدفون أي بريق عمل بقصف تمهيدي- استباقي، قبل أسابيع، أو أيام من بدئه، لدواع عائدة إليهم.
مواهب تحت المجهر
ولطالما أننا لسنا أمام سرير “بروكروستي”، تعتمده اللجان المشرفة على المهرجانات، فإن وجود المستويات المتباينة أمر جد طبيعي، ناهيك عن أمر آخر مهم وهو ما نركز عليه، ونتقبل أي نقد أو موقف بسببه، ألا وهو أن المهرجان الشعري ليس وقفاً على القامات العالية التي نحترمها، بل إن هناك- باستمرار- أصحاب مواهب جديدة، لابدَّ من أن يواجهوا مرايا الجمهور، ليكونوا خير نقاد لذواتهم، في ظل وجود المحاكمة والحكمة، لدى هذا الموهوب أو ذاك، إذ لطالما يكفُّ بعضهم من مواصلة توريط ذواتهم في هذه المغامرة، عند يأسهم من إمكاناتهم الحالية، و أن ليس أمامهم إلا صقل مواهبهم، وتعميق تجاربهم، وخبراتهم، وقراءاتهم، أو طلاق هذا العالم الساحر المخادع في الكثير من جوانبه، من غير رجعة!
ليس من مهرجانات للعمالقة دون غيرهم
لا أتصور، أن في العالم كله ذلك المهرجان الشعري الذي يعتمد محض” سوبرمانات” شعرية، أو عمالقة من الشعراء، فحسب، بل إن وجود تباين في مستويات النصوص المشاركة يتيح المجال أمام المحاكمة النقدية، لتقويم هذه المشاركات وفق رؤية بانورامية، للوهلة الأولى، قبل أن تتعمق، على ضوء إمكانات وخبرات وذائقة هذا الناقد، أو المتابع!
إمكانات ضعيفة
أعترف، هنا، أننا، في لجنة الأنشطة في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين- اللجنة التي تنبثق عنها لجنة المهرجان سنوياً- و حتى الآن، نعتمد على إمكاناتنا الذاتية، في إقامة المهرجانات، إذ إننا نؤمن ما يلزم من مصاريف مالية ولو بسيطة، وضمن قاعة نسعى ضمن خطتنا المقبلة لإعادة النظر في ديكوراتها، وصالة القبو التي يتم العمل- حالياً- من أجل تجهيزها، من قبل إدارة الجمعية، بل إننا نأمل أن نؤمن صالات واسعة. مزودة بالتقنيات اللازمة، لإقامة مهرجاناتنا، وإن كنا قد استطعنا حتى الآن وضع الأسس الأولى لتأمين بعض أولويات التقنيات اللازمة، ويدنا ممدودة لمن ينضمُّ إلينا ويساعدنا تقنياً، من مهندسي: صوت وإضاءة وديكور، وإن كنا نرفض أن نمدَّ أيدينا لأية جهة كردية أو كردستانية أو سورية أو عربية لمؤازرتنا، وهذا ما يسجل لنا، لأننا أنفسنا نحلم أن نوفر تأمين سبل نقل وإقامة ومصاريف كل شاعر أو أديب أو ناقد أو محاضر مشارك في أي من أنشطتنا، وهو ما نأمل أن يكون- في المستقبل- إذ لم نجد حتى الآن، إلا الندرة الذين يتعاونون معنا فيما يتعلق بالتعاون/ المعنوي التطوعي” الفعلي”، في هذا المجال، ولهذا فإن أنشطة تدعمها الإدارة الذاتية أو المجلس الوطني أو إقليم كردستان قد تبدو مميزة، في هذا الجانب، وإن كنا موقنين أن لا حدود بين مبدعي الوطن ومن هم خارجه، فمن يكتبون الشعر خارج الوطن كانوا من شعراء الوطن، في يوم ما!
مستويات ضعيفة
إذا كان يمكن الحديث عن وجود مشاركات ضعيفة من وجهات نظر بعضنا، فإنه علينا ألا ننسى أنه كانت هناك مشاركات جد متميزة، بحيث أنه من أصل اثنين وعشرين مشاركاً أو مشاركة فإن أعداد من لم أكن- كمتابع- راضياً عن مشاركاتهم جد قليل، وهكذا بالنسبة إلى من التقيتهم، ولذلك فإن في إطلاق حكم واحد على المشاركات جميعها تجنياً كبيراً على هذا المهرجان المميز الذي يسجل لجاليتنا. لشعبنا، بعيداً عن أية أحكام تشكيكية تشويهية ظالمة، من قبل من لا ينظرون إلى سواهم إلا من خلال ب” نظارات قاتمة أو سوداء”!
في الحاجة إلى ضرورة النقد
نجدنا في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين، الأكثر حاجة إلى النقد الحقيقي، الذي لولاه لا يمكن للمهرجانات أن تتطور، بل لا يمكن للأدب والفن، أن يتطورا، ولا للحياة كلها، أن تتطور، إلا إننا نرى أن للنقد جملة شروط وأولها استبصار ممارسه الجوانب المضيئة والمعتمة، في آن واحد، إذ إنه- أي النقد- ينزلق-هنا- إلى خارج مهمته، ويتحول إلى عامل مؤذٍ بحق صورة ممارسه ومن يوجه إليه، في آن، عندما يحيد عن موضوعيته، وأهداف النقد، لأننا نكون في بعض- الحالات- أمام محض حالات تشويه لهذه الملتقيات، بل وتشويه للشعر، وتشويه للجهات المشرفة على المهرجانات، وهو لا يخدم العملية النقدية، ولا يرغب في تقديم الرؤية النقدية المنصفة في خدمة هكذا ملتقيات جد مهمة.
لغة النقد
إذا كانت هناك مشاركات ما، من دون المستوى المطلوب، من خلال رؤية أحدنا، فإن النقد يجب أن ينصب على نصه، بعيداً عن شخصيته- وإن كنت لا أرافع البتة عن نص يخرج عن إطار مهامه الشعرية الجمالية في أي مهرجان- فالمهرجان-في الأصل- لتكريس روح الجمال والشعر بين الناس، لا لتسخيره لأغراض خارج وظيفته الجمالية، لذلك فلا ضير من تشريح أية قصيدة لا ترتقى إلى مستوى الشعرية- بحسب الناقد- والنقد لابد من أن يكون بلغة حضارية راقية تخدم الشاعر، لتطوير تجربته وتجاوز حدود ما قدمه!
النقد المسبق
دأبنا، في الكثير من الندوات و الملتقيات، في الوطن وسواه، من يقول: سأحضر الندوة الفلانية و” ” وسأنال من المحاضر، أو القائم على الفعالية- وهو نتاج تراكمات يمكن استقراؤها، على ضوء تشريح حجم الأذى النفسي الذي تعرض له كل منا، في ظل الضغوط الممارسة بحقنا، إذ إن النقد الحقيقي هو الذي يلي أية فعالية ثقافية أو إبداعية أو غيرهما، لا أن يكون مسبقاً، أو مبيتاً، من قبيل القول” عنزة ولو طارت” لأن الشاعر والناقد، طرفان يتكاملان، في العملية النقدية، وليسا متضادين، متناحرين، فيما لوكنا أمام: شاعر وناقد حقيقيين. أتذكر أن أحدهم بعد أن انتهى من قراءة نصه في أحد المهرجانات الشعرية، في بلد ما، اقترب مني وقال:
مضطرٌّ أن أغادر إلى- البوفية- خارج القاعة لأني لا أتحمل هذا الغثاء
همست في أذنه لقد خرج أكثر من واحد وقال مثل هذه العبارة بحق نصك!
كلمة عرفان
يكاد لم يبق أحد، من جمهور الأمسية- إلا من- ربما- ظن أن اسمه في قائمة من سيقرؤون نصوصهم من دون الاتفاق معه- إن وجد” وعادة يتفهم الزملاء مثل هذه الحالات ويفسحون المجال لمن يطلب منهم المشاركة حتى في مثل هذه اللحظة المحرجة” إلا و شكر القائمين على إدارة المهرجان، لما بذلوه من جهد، في ظل إمكاناتهم العادية، وهو ما يدعونا أن نشكر شاعرات وشعراء الأمسية: كلاً باسمه على ما قدموه، آملين ممن حلق عالياً عبر قصيدته أن يواصل شق مساره، وأن يستفيد من لم تكن قصيدته في مستوى طموحه من هذا الملتقى. من هذه المواجهة مع الجمهور، لنكون على موعد آخر معه، في المهرجانات المقبلة، وعلى أمل توسيع دائرة أصحاب الأصوات الجديدة.
نقد افتراضي
من عجب أن يصفق جمهور الأمسية- داخل القاعة- لشاعراتها وشعرائها- ولا أعمم- بينما قد نجد من يكون في قارة أخرى، بعيداً عن المهرجان بآلاف الكيلومترات يسمح لذاته شتم بعض شعرائه و حتى القائمين عليه- مستثمراً ديمقراطية وسائل التواصل- وسحب ضحالة الموهبة، وإعدام أصحابها، على جميعهم، بعيداً عن الإنصاف، لأنه زمن المحاكمات الجماعية قد ولى، فنحن هنا أمام تناقض كبير، لاسيما عندما نتذكر أنه بهذه الطريقة التي يتم فيها توجيه ساطور النقد إلى غير الأكفياء- من وجهات نظر هكذا ناقدين- فإنه يستوجب عليهم الإشادة بالمتمكنين، لا توجيه قذائف عابرة القارات إلى جميعهم: الموهوب، وغير الموهوب، إذ إنني لم أقرأ حتى الآن إشادة بحق شاعر ونص مميزين!
مهرجان ناجح
بعيداً عن الأحكام المسبقة فإن مهرجان إيسن كان تظاهرة شعرية جد مهمة، التقى خلالها أكثر من مئة معني من جمهور الشعر: نساء ورجالاً، وألقيت فيه نصوص جد مميزة صفق لها الجمهور، وإن كانت هناك نصوص قد لا ترتقي إلى مستوى قراءتها في مهرجان شعري، وتلك مسؤولية أصحابها، مؤكدين أننا سنحاول أن نعمد في المهرجان القادم الذي حددنا سلفاً مكان إقامته بعض الشروط على المشاركات، بل وإن كنا نعلم- سلفاً- أن عدم دعوة بعضهم- لهذا السبب أو ذاك- ستعرضنا للنيران من قبل هؤلاء، وهذا ما يمكن الحديث عنه وسواه، في مقال يتناول التفاصيل، بعد الانتهاء من أحد المحطات القادمة، فارضة الاحتراز، وذلك دفاعاً عن حرمة الشعر وكرامة الشاعر. إن متابعة الجمهور- وبشكل طوعي- لفعاليات المهرجان، على امتداد أربع ساعات، وأكثر، بشغف، ورحابة صدر لتدل على أن النقاط الإيجابية التي تسجل لصالح هذا المهرجان واضحة، لمن يريد، وأن العثرات والكبوات التي تمت أو لم تتم لا يمكن تعميمها زوراً، للحكم على لوحة كاملة، من خلال نقطة أو نقاط ضئيلة ممكنة التجاوز.
* عندما أتحدث عن عشر سنوات من عمر مهرجان إيسن فانني لأتحدث عن دور مؤسسة الاتحاد العام في حمل الرسالة خلال هذه السنوات
Roja helbesta kurdî li derve**
Amedekirin: Eli cefer-ji weşanên Xanî -2016
تمت الترجمة ب” تصرف” عبر إضافة” الخارج” إلى” خارج الوطن” وإعادة تشكيل هذا التركيب الأخيرفي العنوان