زمبيل فروش

وليد حاج عبد القادر

شكر خاجي … القرية الهادئة … القابعة وسط تلال ترتفع حينا و تنحدر إن صوب دجلة لا تلبث أن تنبسط على شكل // بست // سهل متموج تغطيها حصى ناعمة مختلفة الأحجام.. و من الجهة الأخرى يشتد انحدارها صوب // جمي سفان // بتدفقه الهادئ و هو يتلوى في واديه يروي قصصا تأبى أن تنتهي و هذا الزمن المليء بحكاياته … بيوت أشبه ما تكون بأكواخ متلاصقة تتلاحم في تحديها لعوامل الطقس، و ملمات الزمن الغادر.. مفتوحة شكر خاجي على كل الاتجاهات رغم التلال المحيطة .. السفان ينحدر بهدوء و صدى خريره يترنم في واديه و قمم التلال المحيطة به ..
و على ضفافه تنتصب عاليا عيدان // زلك ، جيتك // القصب فيبدو النهر و كأنه حقل ممتد طولا لعيدان قصب السكر أو الذرة الصفراء ، بين الفينة و الأخرى تتداخل الأصوات .. خرير مع نقيق الضفادع و حفيف عيدان القصب المتلاطمة يبعضها فتبدو كسيمفونية خلفية للوحة فنية رائعة .. تتمازج فيها الأوتار و الأصوات و صدى لا نهائي لأشكال مختلفة من حيوات هذه البيئة الممتدة دهورا في عمق الزمان .. في أسفل التلة الكبيرة المطلة على النهر يقبع // شكفتاه زمبيل فروش // في مواجهة جبل قره جوخ .. كهف حدها عوامل الزمن فبدا عليها الترهل بطقوسه المتغيرة دائما.. و الكهف بتراتيبه الداخلية استطاعت أن تحمي زمبيل فروش و أطفاله من غدر الطبيعة و قسوتها .. و من الخارج غطى زمبيل فروش جوانبه بحزم عيدان القصب و هي تنتصب وقوفا تميل حسب ميلان جدران الكهف و إيماءات التلة ، فيبدو للوالج إليها و كأنه يعبر أنفاقا تراصت برزم القصب .. و من ثم باب و إن لم يكن بالثقل المطلوب .. عيدان و قد شبكت و حزمت بسعف أوراقها اللينة فبدت كشباك خفيفة .. تغطي .. هكذا .. مدخل الكهف .. مسكين زمبيل فروش .. كم من جهد بذل .. سواق صغيرة لأحواض متعددة على طرف السفان .. رزم القصب تملأ و تفرغ حسب الطلب .. و بأنامله المحترفة يتناول العيدان الطرية .. يشطرها .. يقصها طولا و عرضا حسب حاجته .. و .. يبدأ نهاره الطويل .. التعيس مع انحسار الظلام و تواتر خيوط الفجر الأبيض و إن كان يعكرها دائما ، كساعة بيولوجية ، ذاك الجوع الأزلي لأطفاله !! تلك الأفواه التي تأبى التوقف.. و البطون التي تشعر بها دائما خاوية .. و لم لا .. أحس بكم أطفالي الجياع و لكن .. العين بصيرة و اليد قصيرة .. و في كده اليومي .. إن جالسا يعقص عيدان القصب يبعضها البعض أو في الأحواض يتفحص طراوتها و تفاعلاتها.. فأنامله أضحت كآلة ذكية ، تعرف ما عليها أن تؤديه .. غير انه يختلس اللحظات مساءا صوب البراري عله يحظى ببعض ما تجود به الطبيعة.. // سيفي بن عرد .. كرنك .. تولك .. بير قلاجك .. سيرمو .. قونجر ..// أي شيء.. أي شيء يمكن سلقه أو هضمه ليهدأ من ألم البطون الخاوية .. و بين الفينة و الأخرى يرتاد النهر صائدا .. الله ما أفقرك أيها المتفق الأزلي .. شححت بأسماكك و أنت أدرى بحالنا .. و ما أن يرمي بسلته في النهر و يجرها.. أسرابا من السمك الصغير تغطي سطح الماء بلونها الرمادي المائل للسواد.. مساكين أيتها السمكات الصغيرة مثلنا تتلطون رزقكم .. عادت به الذاكرة سنينا طويلة .. بدايات تنسكه و في أعالي دجلة و المياه تنحدر بشدة و عنف .. أراد العبور إلى الجهة الأخرى .. و لكنه لا يعرف السباحة .. أرشده صاحبه إلى اصطياد سمكة و من ثم شقها و ابتلاع أكياس هوائها سالمة فهي ستجعله يعوم فوق الماء أبدا.. مسكين أنت أيها الناسك .. احتاج إلى أيام و ليال .. يصطاد السمك و لكن للأسف .. كانت الأكياس الهوائية تنفجر و هي في طريقها إلى بلعومه .. و أخيرا .. أظن بأنني بلعتها سليمة .. شيئا.. فشيئا ..  تجرأ و هو متسلح بظنه و أستطاع أن //يجبجب // فوق الماء يقطعها عند الضرورة .. رمى سلة الصيد في الماء .. بعد فترة سحبها .. الله !! .. كم أنتن صغيرات أيتها السمكات :: أعاد السلة إلى الماء و أفرغها .. انه موسم // دومبلان // الكمأة .. لم لا أخرج بحثا عنها .. اللعنة.. كم هي لذيذة و لكنها مزعجة و متعبة .. تقضي الساعات بحثا و تنقيبا.. و كم من مئة مرة قلت لك // عيشو // .. اغسلي الكمأة في السفان ، بعيدا عن الكهف ، فماء غسيلها تجلب العقارب و مع هذا تدعي النسيان في بعض الأحيان .. في سعيه الدءوب على ضفة النهر ، لا يرحم أية نبتة مأكولة في طريقه .. يقطف // بربار // من هنا و // بينك // من هناك .. و // كون فقيرك // فطر من مكان أخر . اللعنة على // كون فقيرك // لقد أضحت لازمة للخراب و الترحال .. أطلال البيوت المهدمة .. و هو لا ينسى أبدا أن يتأمل طويلا في هذه النبتة المشئومة يتابع خيوط صفارها المتطاولة على حراشفها ليميز السام من الصالح بينها.. أوه !! زمبيل فروش .. ما بالك و هذا الصباح.. أصبحت مثل ثلة – العشاق // مطرب //.. عندما يجوعون يتذكرون الولائم و حفلات الأعراس الدسمة.. هيا أمن قوتك و سد جوع أطفالك فهذه السنة هي من أبخل و أجحف السنوات !!
 
*********
مقطع فرض نفسه عنوة.. نشاز لغوي !! لا مفر منه بحكم القوة !!
قبل أن يستفيق زمبيل فروش من تأملاته .. أحس بغبار يتصاعد غربا و جنوبا.. زحوف تبدو من خطواتها غريبة عن بيئته تتقدم بجنون .. ما هذا.. من هم لما سيرهم همجي هكذا.. قوافل جمال للآن غير مرئية.. هيجان … كلاب رعي.. قطعان من غنم حتى هي مختلفة عن قطعاننا.. الله يبدو أنهم الجنوبيون يزحفون من جديد .. و هل بقي في مرابعنا شيء ؟! .. عليك الرحمة سهولنا و مراعينا.. عواء شديد لكلاب ضالة تأبى قدوم غريب.. و أكثر من ناقة و قد حردت تحاول المستحيل تغيير أي شيء أي شيء من خصوصية هذا المكان إن بشجره .. صخوره.. حيواناته.. حتى بشره .. اللعنة.. اللعنة.. قالها زمبيل فروش .. و لكن إلى هذه اللحظة .. لا حيلة.. لا حيلة…
****
جمع زمبيل فروش شتات ذاته و انطلق يرمم ما أستطاع من أثار الزحف الناقوي و هو يجهد يائسا في إعادة تنظيم كهفه و أحواضه و بتراتبية أوسع في الحفاظ على بيئته من التغيير المدمر ، يصارع العودة بها إلى وضع ما قبل هذا الزحف المتكرر البائس !! .. رتب سلاله في حزم متداخلة .. حملها .. توجه حيث المدينة ليبيع ما يستطيع و يقتات بأثمانها لأطفاله الجياع.. و مع خيوط المتوهجة صباحا .. انطلق حيث المدينة.. عرض سلاله .. تشكيلة مزخرفة رائعة حاكتها يد ماهرة متتلمذة في الزمان و المكان ترسم نقوشا أسبغتها الطبيعة الخلابة المهيمنة على هذه البيئة التي ترفض الاغتراب إن من ذاتها .. أو فرضها من آخرين نوق متهيجة من جديد في أطراف المدينة.. بعضهم هاج مع هيجان النياق .. فقط .. فقط زمبيل فروش و سلاله .. أبت أن تتحرك من مكانها.. هيا إلى السلال .. إلى السلال .. يبدو أنهم سيمنعون البيع و الشراء أيضا.. بئسا لكم .. أيها النواقون .. نادى بأعلى صوته من جديد غير مبال .. و من ثم توجه بها صوب أزقة المدينة و أحيائها..
***
قصر متعال الأطراف .. حديقة غناءة .. و الأميرة تتبختر بها حائرة .. تصول و تجول في فراغ ممل قاتل.. آه أيها الأمير الغائب.. إذا كان عشقك الأبدي للصيد و السفر فلما زججتني بهذا القصر الكبير.. حقا لا كنوزك و لا غلمانك.. كل نعيمك لا يحرك شيئا بداخلي.. فقط هو سلطان العشق الذي يهز قلبي فأغدو معها كتلة ملتهبة أغوص في أعماق البحار هيجانا ليهدأ و لو قليلا لهيب لواعجي .. أيتها الحسناء المختبئة خلف هذه الأسوار .. ماذا يفيدك هذا التنوع من الطعام .. الأساور الذهبية .. و صدرك البارز كنافورة نبع متدفق نحو السماء.. أيتها العطشى لنظرة حب .. خفقة قلب .ز لمسة من يد الحبيب .. ريق عسلي و قد تدفقت من شفاهه إلى فمك.. أيتها الصبية الفاتنة.. صفاتك قلما تتوافر سوى لآلهة الجمال… ماذا يجديك كل هذا .. حقا لست أيتها ال –خاتون- سوى كالسمكة و هي في قاع البحر تموت عطشا .. رباه .. آلهة العشق.. أأنزوي هكذا .. أيها الأمير الغائب.. التائه في يوميات الصيد . أيتها الغزلان .. بط كوفي .. يا الرعاة المحاربون.. هل من قلب يعتصر هذا الهم الكامن بداخلي .. اعشق للمجهول أبحث أنا.. أم ذات مازالت  تكون في داخلي.. الهي .. هل لي بمن يطفئ هذا اللهب بداخلي … هل لي من يروي عطشي .. الهي … بسطوتك.. قطعت عليها تأملاتها صوت خادمتها .. أميرتي.. أميرتي.. بائع السلال .. في الخارج .. انه رجل وسيم متناسق.. فيه كل صفات الرجولة .. أين هو.. أين هو.. و من أعلى السطح كانت البداية .. فامتهان الغواية… ف عشتار و معها افروديت ملتا عرش الجمال الأنيق المتعفف .. خصوصا بعدما انفجرت براكين الشهوة و الغرائز أنهرا فتدفقت و أبت إلا البحث مع الأميرة الجميلة .. عن من يطفىء غزارة و عنف هذا البركان المتقد شهوة و غريزة . .
****
تأمل القصر من الداخل بذهول .. كل شيء ينم عن فخامة رائعة .. و هو يتطلع الى بيع سلاله و العودة الى كهفه و أولاده قبل أن يستولي عليها الجمالون .. الله … رباه .. ما هذا الشعاع الساطع القادم !! خطت خاتون نحو الداخل بطلة رائعة .. ثوب فضفاض أنيق .. جمال أخاذ .. حطت .. نزلت .. من أين .. لا يدري المسكين !!.. تسمر في مكانه .. وجم .. حملق .. لا يدري هل يتطلع في عيونها .. أم شعرها الطويل المنسدل .. لا بل لعلها القامة الطويلة كشجرة حور .. رباه .. ما أجمل الوجه .. صدر مكتنز .. قامة رائعة .. رباه .. رباه !!
حملقت فيه .. رجل بكل معنى الكلمة .. ما يلزمه فقط حمام و // دستك زي جلي مير ؟؟ تأملته ثانية و ثالثة .. رباه ياليديه الرائعتين .. أأنت من تصنع هذه السلال أيها الدرويش؟! .. نعم أميرتي .. هل تودين شرءها .. ضعها هناك .. و هلم الي .. هلم الي أيها التائه في بحر المعيشة و ارو عطشي المستدام و نل مبتغاك مني و ستنال ما لم ينله حتى أميري الغائب أيها الفتى الوسيم .. يا من رمتك أقدارك السيئة في قسوة الحياة و ضنك العيش .. هات يدك .. هلم ، لأجعلن منك حبيبا مدى العمر …
عشيقا تنهل من هذا الجسد حتى رمقه الأخير .. أيتها الفاتنة الرائعة.. يا الجميلة في مرتبة الآلهة.. عيناي لم تحظ برونق كرونقك أيتها الأميرة العاشقة .. و أنا لست سوى ناسك بائس أتى باحثا عن لقمة يسد بها رمق جياعه المنتظرين بالله عليك.. إن كنت ترغبين بسلالي فهاتي أثمانها و دعيني لشأني و أطفالي أيتها الفاتنة.. فائقة الجمال أنت ..
أيها الباحث عن لقمة خبز ستنال مني ما يغنيك.. لك مفاتيح جسدي و كنوز أميري .. هلم .. هلم أيها الرائع خذني بين يديك الماهرتين.. لك كامل جسدي .. فك طلاسمها و نل منها ما تبتغي لك قلبي.. لك صدري .. لك جسدي .. أيها المفتونة أنا به .. هلم حبيبي هلم .. فجسدي كتلة بركان ملتهب .. هيا .. هيا مدني عصارة شفاهك و خذني بيديك لحضنك ضمني و لك كل ما تشتهي و تريد.. مدت يدها نحوه و رمت ثوبها الفضفاض.. و بدأ الجسد الرائع يتألق بشهوانية .. انتفض أيها الناسك المسكين .. تألم .. صارع جملة من الغرائز و الشهوات .. أصفر .. أحمر .. يلتفت أعلى .. أسفل .. يمين..شمال .. يا مجمع الآلهة ..  دموزي .. زفس .. مردوخ .. أفدار .. ممو أيها المقيد فوق الينابيع و الوديان .. عفدالي زيني .. لاوكي غريب .. جلجامش أين أنت .. هلم .. انجدني ، هبني شيئا من قوتك و لا تدعني أسقط كما سقط أنكيدو .. هيرا .. و أنت الجميلة عشتار .. افروديت .. ديمترا .. ما بالكن!! .. عشقنا جمالكن .. هيا .. هيا مدوني بقوتكن .. و أنت الطاهرة ؟؟ كجكا جل كزي ؟؟ أمديهن قليلا من عفتك و كبرياؤك .. الهي !! .. أنحني لجمالك الفتان أميرتي .. و أعف نفسي السقوط في الغواية فأنا لست سوى بناسك يأبى الوقوع في المعصية !! أيتها الجميلة الرائعة.. واثق أنا بأنك الأجمل بين خلانك .. و لكن .. لما السقوط .. عشتار .. افروديت .. // خاتونا دلال // .. جمالكن رونق .. زينة.. فتاك للمتألم الناظر لكن أيتها الأميرة الرائعة الجمال…
أيها الناسك المسكين.. درويشي العزيز.. هلم .. هلم إلي فجسدي يحترق شوقا إليك.. قلبي يئن من وطأة الانتظار .. إلي هيا دعني أستشف منك النشوة.. و اعتصر شفاهك إكسير الحياة.. خذني في حضنك و دع أناملك تدعك جسدي و أنهل رحيقا طازجا من جسمي الممتلىء كالبستان .. إلي.. هلم إلي يا ناسكي .. يا عاشقي .. فأنا الوحيدة التي تقدر عشق العشاق.. هلم إلي أيها النار الخامد / القابل للاشتعال…
أيتها الجميلة الفانية.. إن كان عهرك عشقا مقدسا .. فبك // اهورمزدا // احتمي .. مدني بجبروتك و احمني من نيران شهواتك // اهريمن // و غواية أميرتي الفاتنة .. جسدك أيتها الأميرة ثورة بركان .. نظراتك تفقد الرجال توازنهم .. الله.. أيتها الآلهة .. يا الجمال الرائع المقدس.. و لكن .. أنى لي .. مدني // زرادشت // من همتك .. نجني .. ساعدني لا تدعني و السقوط في الغواية.. احرف عني سهامك كيوبيد .. و أنت نظراتك الولهة أميرتي الرائعة .. هياج ناقة حردانة .. تدك أسوار القصر .. جلبة قوية.. فزع .. خوف .. بدا و كأن الأغراب بنياقهم قد وصلوا حتى قصر الأمير …
أنظري أيتها الفاتنة الرائعة.. أنظري.. ها هم على أبواب قصرك يمرحون ,, و أنت ,, أنت أيتها البدر المنير .. تبحثين فقط !! عن الرغبات .. نفسي عن شهواتك قليلا .. و اغوي من تشائين .. و لكن بعد حملة هذه النياق .. ابتعدي عني .. جمع شتات سلاله و تأمل الأميرة و جمالها الرائع بنظرة أخيرة.. أتاه من اللاوعي صوت أطفاله الجياع يئنون اثر الانطلاق بسرعة و النياق تتمختر خارجا ، تبحث عن مقتعد لها في حدائق و بساتين الأمير .. و الجميلة ما زالت تتأمل ردة فعل معاكسة من الناسك فهي تدري مدى سحرها و قوة جمالها و سطوة فتنتها على الرجال.. و لكن !! تأبى الغواية كما عتبات دور // شكر خاجي // الارتفاع لأسنام الجمال حتى تسمح لها بالعبور .. هكذا هو.. //زمبيل فروش // .. و هذه هي // شكر خاجي // في نشيدها الأزلي …
 
هوامش :
* الكلمات بين قوسين هي كلمات كردية
* شكر خاجي : قرية في منطقة ديريك فيها كهف يعرف باسم // شكفتاه زمبيل فروش // و كذلك يوجد كهف في قرية خانكي منطقة ديريك على نهر دجلة مقابل فيش خابور // بيش ابور // في كردستان العراق و ايضا تدعى // شكفتاه زمبيل فروش //

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…

فراس حج محمد| فلسطين

في قراءتي لكتاب صبحي حديدي “مستقرّ محمود درويش- الملحمة الغنائية وإلحاح التاريخ” ثمة ما يشدّ القارئ إلى لغة الكتاب النقدية المنحازة بالكلية إلى منجز ومستقرّ الراحل، الموصف في تلك اللغة بأنه “الشاعر النبيّ” و”الفنان الكبير” “بحسه الإنساني الاشتمالي”، و”الشاعر المعلم الماهر الكبير” “بعد أن استكمل الكثير من أسباب شعرية كونية رفيعة”. و”المنتمي…

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…