اليوم 21 من ايلول يصادف الذکرى الواحدة والثلاثون لاستشهاد وإعدام والدي الشهيد شعبان محمد برواري…..
(شراع أيلول)
ويعود أيلول …شامخا متعاليا وهو يحمل بين يديه الشهادة النبيلة
يعود أيلول…سعيدا رغم الوجع، فرحا رغم الالم ،عزيزا رغم الحزن
يعود أيلول…فأقف على بابه منتظرتا قدومه مرحبة به رغم الشجن
ها هو ايلول يا حبيبي الشهيد…ها هو يقود قارب الشهور ويرفع شراع الأيام ،يجعل من هدير النهر قصيدة بقوافي تنثر عشقا، تمطر حبا فانزع قلبي والقيه في بحر عشقك ليکون وردتك الحمراء وانحني امام عشقك لکوردستان ،امام حبك للوطن، امام روحك التي ضحيت بها بکل کرم من اجل عزت وفخر وشرف کوردستان واشکرك لأنك ابي ابي يا اغلى واعز الناس …
يا حبيبا لم أزره ثلاثون عاما ، لم أتعطر له ثلاثون عجافا، لم أعانقه ثلاثون ظلاما …اقدم لك من القلب اعتذارا ..اعتذارا فکلي خجل…!!
لان وصيتك لم تنفذ الى الان….ولم يلتفت احد الى ابنتك التي تنادي وتطالب بحقها في ان يکون لوالدها الشهيد قبر رمزي کما وصى ؟؟
ها انا اقول لك يا اعز واغلى الناس ايها الحبيب ايها الشهيد ايها الوالد الغالي، انني مازلت احمل على عاتقي المنهك حمل وصيتك ، مازلت أوجه ندائي للقيادة الکوردية وأطالبهم بان ينفذوا وصية شهداءهم شهداء الحرية شهداء کوردستان …ومازلت انتظر لعلهم يلتفتوا يوما
الى وينفذوا وصيتکم التي هي أمانة احملها مدى الحياة وأطالب بتنفيذها الى اخر يوم في حياتي…
انحني امام روحك الطاهرة يا ابي الشهيد..
المجد والخلود لشهداء الحرية ..
پريزاد شعبان ابنة الشهيد شعبان محمد برواري
الشهداء من اليمين الى اليسارالشهيد محمود خلبيشي، الشهيد عابد عبدالله ، والدي الشهيد شعبان محمد، الشهيد قادر پى دهي
لقد ضحوا وبکل سخاء باغلى ما لديهم في سبيل الکورد وکوردستان
رئيسي العزيز، بکل فخر انا ابنة احد شهداء کوردستان الغالية اعدم والدي في سجن الموصل عام 1977 و هو الشهيد شعبان برواري الذي اعدم مع رفاقه الثلاثة الشهداء محمود خلبيشي وعابد عبدالله وقادر پيدهيي.
کان والدي من تنظيمات الحزب منذ عام 1958
وكان الجميع من تنظيمات الحزب والى ان قدموا أرواحهم الطاهرة لکوردستان التي عشقوها حيث تم تنفيذ حکمهم بالاعدام شنقا حتى الموت
عام 1977 يوم 21 ايلول .
في ذلك اليوم ، كنا هناك لوداع والدنا برفقة والدتنا الشاعرة صبرية هکاري التي خلدته في قصائدها وغنت لعشقهما لكردستان وربتنا نحن التسعة من اطفالها على حب الوطن وطريق البارزاني الخالد. في ذلك اليوم المشهود، كان والدي يشع نور الايمان والاطمئنان، وسلم الشهيد وصيته الى والدتي وقال نحن نعلم بان البعث الجبان لن يسلموا چثثنا اليکم لذلك انا اوصيك ان تسلمي وصيتي للقيادة الکوردية يوم تحرر کوردستان لتقوم القيادة بانشاء قبور رمزية لنا في کوردستان وحدد المکان في محافظة دهوك ،. هتف الشهداء باسم کوردستان والبارزاني وقبلوا خشبة الاعدام وفدوا بارواحهم الطاهرة للوطن ورحلوا الى عالم الشهادة.
في محافظة دهوك كان لقاؤنا معکم في عام 1993 وألقت والدتي کلمة في حضوركم وسلمت وصيتهم اليكم. كان ردكم جميلا بانکم ستقيمون ضريحا يمثل کل الشهداء وفعلا وفيتم بالعهد ويمثل النصب حقا وفاء لكل الشهداء، ولمعظمهم مقابر واضرحة يزورها ذويهم، يزينوها بورود كوردستان ونرجسها، ويقرأون على ارواحهم آيات من الذكر الحكيم. كان لوالدي ورفاقه أحساس بالغربة بعد الموت لمعرفتهم بروح الانتقام والقسوة المفرطة لدى جلاوزة البعث. كانوا يشعرون بان جثثهم سوف لن تعود الى كوردستان فرضوا بالرمز واستكانوا اليه لخلوده في قلوب بني جلدتهم ورفاق التضحية والنضال. لانفرق بين الشهداء ولكن يهمنا ما يسدى لهم من تقدير باسم الكورد وكوردستان.
رئيسي العزيز، حقق حلمي ووصية والدي فکل ما اتمناه ان ازور قبره واضع باقة من زهور كوردستان على صدره المجروح ، على صدره المشحون بحب کوردستان، ففي کل ربيع وزهور النرجس تذبل بين يدي وهي تنتظر ان ازين بها قبره ،حتى لو کان هذا القبر رمزيا. اريد ان اذهب لزيارته لانشد ( ئهي رهقيب هه ر ماوه قهومي کورد زمان ) هذا النشيد الذي انشدوه وهم يصعدون على خشبة الاعدام ، کانوا يعلمون بان جثثهم الطاهرة لن تعود الى أحضان الوطن وکانوا يعلمون ان يوم التحرر آت، رحلوا واثقين من النصر ومطمئنين على وصيتهم. كنت حينئذ في السابعة من العمر عندما تشرفت بلقب ابنة الشهيد ولم يخطر لي ببال انني سوف لن أراه . ولكني اعلم اليوم أنه اختار الخلود على الزوال، وكل ما اطمح به، أيها الپشمهرگه المقدام ، هواربعة امتار من ارض کوردستان وفي دهوك لوالدي ورفاقه وان يتم نصب قبورهم من قبل القيادة الکوردية برئاستكم تنفيذا لوصيتهم وسيشرفنا نحن عوائل الشهداء ان تزوروا يوما ما تلكم الاضرحة الرمزية..