الصحافة الكردية بذكراها (110) مازلت تحبو؟ !

حسن برو
  
من الذي وضع يوم 22/4/1898تاريخاً للصحافة الكردية ؟
 أن الذي سطر هذا التاريخ هو الأمير مقداد مدحت بدرخان حيث أصيب الأمير مقداد مدحت بدرخان بمرض في صدره فذهب إلى القاهرة للمعالجة ، إلا أنه أنبهر بوجود العدد الكبير من المثقفين فيها ووجود المطابع  فأصدر عددها الأول باسم ( كردستان) في التاريخ المذكور أعلاه ، إلاأن السلطان عبد الحميد ضغط على عائلته مبدياً انزعاجه من المقالات التي كان ينشرها فرجع إلى استانبول بعد العدد الخامس ، ومن الضغوطات التي مارست عليه توقيف أخاه أمين عالي بدرخان في مركز قيادة الجيش العثماني حيث تم تجريده من رتبته العسكرية وكان قائمقاماً على جزيرة بوطان (ابن عمر) حينها، لهذا السبب عاد الأمير مقداد مدحت بدرخان وسلم إصدار جريدته كردستان إلى أخيه عبد الرحمن بدرخان(1) وبعدها تم إصدار (31) عدداً إلى عام 1902
 ونظراً للمضايقات التي كان يلقاها ولأسباب سياسية وارتباط مصالح الدول الكبرى مع الدولة العثمانية فقد صدرت الأعداد الأخرى في أماكن مختلفة على الشكل التالي :من العدد (1-5) في القاهرة وترأس تحريرها مقداد مدحت بك بدر خان ،ومن  العدد (6-19) في جنيف و.من العدد (20-23) في القاهرة  والعدد   (24) في لندن، والعدد (25-29) في فولكستون – شمالي انكلتره و .من (30-31) في جنيف ، و ترأس تحرريها عبد الرحمن بك بد رخان، وقد وصل عددها في بعض الطبعات إلى ثلاثة ألاف حيث كانت توزع في تركيا وسوريا والعراق وإيران وكان يدعمها الكثير من شيوخ العشائر وضباط الجيش التركي من الأكراد بالمال والمساعدة في النقل والتوزيع .
العائلة البدرخانية تستمر في دمشق بعد القاهرة ؟ بعد فشل الثورات الكردية في وجه السلطان العثماني والمتكررة من قبلهم والمعروفين بعداواتهم للسلطان العثماني فمن ثورة  بدرخان بك في عام 1847 مروراً بثورة يزدانشير بدرخان في أعوام( 1853-1855) “2”) ونفي الأول إلى جزيرة كريت ونفي الآخرين إلى عواصم ومدن مختلفة تركية وعربية ، انضم البدرخانيون إلى حركات الإصلاح وتم تأسيس جمعيات من قبلهم ومنها (اتحاد العائلة البدرخانية ) والجمعيات التركية الأخرى ،  ولكن بعد استلام كمال أتا تورك السلطة نكل بكل وعوده للإصلاحيين  الذين وقفوا معه ضد ا السلطان العثماني ،  وبذلك تشتت غالبيتهم في أصقاع مختلفة من العالم ومنهم العائلة البدرخانية فمنهم من هاجر إلى دمشق بعد أن سكنوا لفترة من الزمن في منطقة الجزيرة السورية ،وعين العرب وتحديداً قرية المكتلة ،وكان منهم الأمير جلادت بدرخان والذي أصدر أول مجلة كردية في دمشق ( 15) أيار (1932) باسم (هاوار= النجدة) وصدرت إلى الأعداد الثلاثة والعشرون الأولى بالأحرف العربية واللاتينية ، أما بعد العدد الرابع والعشرون فقد صدرت بالأحرف اللاتينية فقط ، وكان يقول الأمير جلادت بدرخان أن الأحرف العربية لا تناسب اللغة الكردية ، كما أن الأحرف اللاتينية بشكلها الحالي لاتناسبها أيضاً فتوصل إلى تشكيل أحرف خاصة تلبي ماتحتاجه اللغة الكردية ، فقد وصلت أعداد هذه المجلة إلى تاريخ (16 أب 1943) إلى سبعة وخمسين عدداً ، وتوقفت هذه المجلة أيضاً لأسباب سياسية واقتصادية أيضاً  إلا ان الأمير جلادت بدرخان لم يتوقف عن أماله وطموحه في رفد الطموح الكردي ويدرك بأن للصحافة دورها في توعية الشعوب فأصدر مجلة (روني) أي الضياء في دمشق أيضاً بين عامي (1942-1945)والتي توقفت بسبب أوضاعه المعاشية الصعبة التي كان يعانيها بالإضافة إلى الظروف السياسية التي كانت تمر بها سورية .
-مابين تاريخ البدرخانيين وصحافتهم إلى تاريخ ولادة (لصحافة الحزبية الكردية)…… لم تصدر من بعد مجلة (روني) التي أصدرها الأميرجلادت بدرخان سوى مجلة واحدة باسم (أكاهي) (الانتباه) حيث صدرت هذه المجلة في دمشق وترأس تحريرها الأستاذ حسن هوشياري ووصلت أعدادها  إلى ( 20) عدداً فقط  خلال(19) عاماً  من (1966- 1985)
– أمامجلات العائدة للحركة الكردية منذ النشأة إلى الآن .(3)…..مجلة (كوليستان) ومعناها الحديقة باللغة العربية  كانت أول إصدرات الحركة الكردية  بلغتها الأم بأحرف لاتينية ، وكان يصدرها الحزب الوحيد أنذاك الحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي) وفيما بعد الحزب الديمقراطي التقدمي ،وكان للشاعر الكبير جكر خوين وسكرتير الحزب آنذاك أوصمان صبري مساهمات فاعلة فيها ، وقد تراجعت هذه المجلة بعد أن هاجر جكر خوين إلى السويد في عام (1979) وصدر منها (20) عدداً فقط إلى عام 1995 وتم توقيفها بقرار من الأحزاب الكردية التي شكلت التحالف الديمقراطي الكردي في سورية وتم دمج عدد من المجلات الصادرة بالكردية  ومنها كوليستان في مجلة واحدة هي (بهار =الربيع) .
– مجلة (كلاويج= نجمة الصبح) وكان يصدرها الحزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي ) الذي حافظ على أسمه بعد الانشقاقات في صفوف التنظيم الكردي وصدر خلال أعوام (1979-1982) ثمانية وعشرون عدداً ، إلا أن حزب أخر أصدر عدة أعد اد باسم (كلاويج = نجمة الصبح ) وهو حزب العمل الكردي وقد أكمل الحزبين الأعداد إلى (28) عدداً ، وبعد اندماج الأحزاب في حزب الموحد الكردي تم إصدار ثلاثة أعداد أخرى باسم (كلاويج) مابين عامي (1990-1992)
– (برس = السؤال) تصدر ولازلت منذ عام (1992 – 2008) ووصلت أعدادها إلأى (40) عدداً ويصدرها حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي)إلا أنها تكتب على صدر المجلة (مجلة ثقافية مستقلة ) ويساهم فيها عدد كبير من الكتاب الأكراد المستقلين .
-(خوناف = الندى) وكان يصدرها الحزب الديمقراطي الكردي السوري من (1986-1995) ووصلت أعدادها إلى (19) عدداً حيث ادمجت مع مجلات أخرى في مجلة (بهار =الربيع) بقرار من التحالف الديمقراطي الكردي في سورية .
-ا(استير = النجمة ) وكان يصدرها الحزب الاتحاد الشعبي ووصلت أعدادها إلى (20) خلال (1982-1995)
– (روج = الشمس ) ) وكان يصدرها الحزب الأشتراكي الكردي (1991-2001) وصدر منها (14) عدداً واندمج الحزب مع الحزب الديمقراطي التقدمي .
– (بهار =الربيع)  تشكلت بقرار من التحالف الديمقراطي الكردي في سورية بعد دمج أربع مجلات وهي (كلاويج = نجمة الصبح ، كوليستان = الحديقة ، استير = النجمة ، خوناف = الندى) في عام 1995 وصدر منها (7) أعداد فقط
– (هفند + الظبية ) ويصدرها حزب يكيتي الكردي منذ عام (2000) ووصلت أعدادها إلى (4) فقط
الجرائد والمجالات المستقلة والمكتوبة باللغة الكردية
-(كورزك كول =باقة ورد) صدر العدد الأول في عام (1989 والأخير في 1992) ووصلت إلى(12) عدد فقط
– (زانين = المعرفة ) بين عامي (1991-1997) صدر (12) عدداً فقط وقد أصدرها مجموعة من الشباب المهتمين باللغة الكردية .
-(أسو) صدر مابين عامي (1992-1998)  صدر منها (8) أعداد .
-(زفي) صدر العدد الأول منها عام (2001) وصدرت عدة أعداد متناثرة وبأعداد قليلة وووصلت إلى عدد محدد من المهتمين باللغة الكردية.
– (روجدا = عطاء الشمس) صدرت مابين (1997-2002) وصدر منها (20) عدداً .
-(جين = الحياة ) وهي مجلة بقسمين (باللغة العربية والكردية ) تصدر في دمشق وصلت أعدادها (62)  عدداً إلى عام (2002)
أما الجرائد الحركة الكردية والناطقة باللغة الكردية إلى الآن …….فكانت أول جريدة باسم (سربوخا = المستقلة) فكانت تصدر مابين عامي (1960-1964) إلا أننا لم نعرف كم عدداً صدر منها ، وكان يصدرها حزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي ) عندما كان وحيداً بين الأكراد في الساحة السورية .
– (نوروز) صدر العدد الأول منها 1995 وهي مستمرة إلى الآن وكانت بداية إصدارها منمدينة حلب وبقرار من المؤتمر الثالث لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سورية (يكيتي) أصبحت جريدة ناطقة باسمها وازدادت عدد صفحاتها من (8-16) وهي تصدر كل شهرين ووصلت إلى الآن (78) عدداً  .
-(دنك = الصوت) وهي تصدر منذ عام (1995) ويصدرها حزب أزادي الكردي  ووصلت أعدادها (90) عدداً .
أما الجريدتين التي تهتمان بشؤؤن الشباب والصادرة باللغة الكردية فهي جريدتين فقط
– (بروان= الفراشة ) وتصدرها جمعية الشباب الكرد المستقلة وهي تهتم بشؤن الشباب ومشاكلهم وتحضهم على الدراسة ،والوقوف على الظواهر السلبية ومنها (المخدرات والتدخين والكحول ) وغالبية كتابها من الجيل الشاب إلا أنهناك مواضيع تاريخية فيكتبها بعض الكتاب الكبار أو تكون مأخوذة من المجلات الأخرى .
-(سبا = الصباح) ويصدرها طلاب جامعتي حلب ودمشق ، وهي تهتم بشؤون الطلاب الكرد في الجامعات السورية وجميع كتابها من الطلبة .
ويذكر أن الجريدتين لهما قسمين (بالعربية والكردية )
بعض الملاحظات التي يمكن تسجيلها في الذكرى العاشرة بعد المئة على ولادة الصحافة الكردية ….
1- أن غالبية الجرائد والمجلات التي تصدر باللغة الكردية وخاصة الحزبية  تتوقف بسبب الخلافات التي تصل إلى حد الانشقاقات فمثلاً في مرحلة ما صدرت ثلاث مجلات باسم (كلاويج= نجمة)  بسبب الانشقاق الذي حصل في حزب الديمقراطي الكردي في سورية (البارتي)
2-بسسب عدم وجود ترخيص والسماح بالدراسة باللغة الكردية من قبل الحكومات السورية المتعاقبة على دفة الحكم .
3-قلة عدد القراء والكتاب باللغة الكردية وغالبية الكتاب الذين يعملون في هذا المجال هم من المهتمين ، إلا أنه إلى حد الان لايوجد صحفي واحد يكتب باللغة الكردية في سورية .
4- مجموع الأعداد للمجلات والجرائد الكردية على كثرة أسمائها منذ التأسيس إلى الآن لاتملأ مكتبة متواضعة .
5- عدم وجود ممولين للكتاب في صحف والجرائد الكردية ،وحتى الكتاب في مجلات وجرائد الحركة الكردية لا يحصلون على مقابل (الاستكتاب) .
6-قلة عدد المجلات والصحف المستمرة إلى الآن ونذكر منها ( برس = السؤال ، جين = الحياة ، دنك = الصوت ، نوروز، )
7-جميع الكتاب تقريباً تتكرر أسمائهم في جميع المجلات والجرائد باستثناء (سبا =الصباح ، بروان = الفراشة) فكتابها من الجيل الشباب، والطلبة .
8- نتيجة لا بد من القول بأن الجرائد والمجلات المكتوبة باللغة الكردية في سوريةلازالت تحبو إلى الآن بالرغم من كبر سنها
المصادر والمعلومات
1-من كتاب (مالميسانز) البدرخانيون في جزيرة بوطان  ووثاق جمعية العائلة البدرخانية – المترجمة من قبل الكاتبين (دلاور زنكي وكولبهار بدرخان) في صفحات 139- 146
2-نفس المصدر  الصفحة (11) العائلة البدرخانية والحركة القومية الكردية
3- مجلة ( برس =السؤال ) من مقال  الصحافة الكردية في سورية  لكاتبها (رشوي بيري ) صفحات (5-12)

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…

عبدالرزاق عبدالرحمن

مسنة نال منها الكبر…مسكينة علمتها الزمان العبر..

بشوق وألم حملت سماعة الهاتف ترد:بني أأنت بخير؟ فداك روحي ياعمري

-أمي …اشتقت إليك…اشتقت لبيتنا وبلدي …لخبز التنور والزيتون…

ألو أمي …أمي …

لم تستطع الرد….أحست بحرارة في عينيها…رفعت رأسها حتى لا ينزل دمعها،فقد وعدت ابنها في عيد ميلاده الأخير أن لا تبكي ،وتراءى أمام عينيها سحابة بيضاء أعادتها ست سنوات…