قلق الحنين

منير محمد خلف . سورية

وصلتُ إلى الصبابـة باليقيـن    وظنّي بالوصول سينتقيــــني
على قلق أدلّـل طفـــلَ قلبـــي   وأرقب ينعَــه في كلّ حيــــن
أنا الطفل العجوز وليس ظلّي    سوى دمع الطّلول على الظّعين
أنا شفة ٌ تحاول أن تغنّـــــــي     لتوقظ صوتَ حارسِها السّجين
كلام الرّوح ليس سليـل وجـد     إذا ما الشعر هــاج ليزدريني
كنمل الحزن ينهضُ من سباتٍ    وينكتُ ســرَّ إحـراق ٍ دفيــــن
فها هو ثورة في قبــو صـوتي    وطوفٌ حول هاجسـيَ السّخين

كأن بلاغــة الأنهــــار تغفــو     على مهـــج ٍ مذهّبــــة الجبيــن
هي الذّكـرى سماءٌ من يمــام ٍ     تهدهدُ أصغـــريّ لكي تريـــني
قرنفلة ً تصلّــي في زجــــاج ٍ    وتنثــر عطــرَ عاشقها الحزين
هي الذّكـرى جيوشٌ من كلام ٍ    تحـرّرُ مقلتـــــــيّ وتستبيــــني
أنيــنُ السّرو خلّفــني وحيــداً     وجرحــاً في صنوبرة الأنيـن
شهدتُ من الحياة نبوغ حزني     وحزنـي عاقرٌ من ألْــف حين
لقيسَ بنِ الملوّح ِسوف أسعى    إلى ليلايَ مخضـــرّ الحنيــن
وأسمـو في خضـمّ الشّكّ سـرّاً    بطهر الحبّ مثل مَم ٍ وزِيـْـن *
فكـم أبصرتُ يوم نزفتُ حرفاً      صباحــاً في تجلّيــــه يقيـــني
من الليل الطويل وبرد روحي     وأوهــام ٍ تعاركنــــي كطيني
محارُ البحـر تحلم في يساري      وحلمُ الأرض يكبرُ في يميني
ألا يا أفــــق مأساتي سأجنــي     برغم القهر زيتوني وتينــــي
ويا أرضاً لعبقــرَ إنّ سحـــراً     سينبتُ دون مسٍّ في جبينـــي
ويربك نوم سكّـــان ٍ بقلبـــي    أضاعوا الدرب فالتحفوا أفيني**
أفينَ سحائب في أفق روحي     همت ضوءاً بأرض الياسمين
وداعـــاً للقصائــــد إن تمادتْ     ولم تحفــــــل بآلاء المُعيـــــن
ألا يا قبلــة الأحـــــــــلام إني     سأنحتُ فيك زنبقــــة اليقيــن
وأبحرُ في فضائك علّ صوتي     يحاول أن يكون ألا فكونــي
* * * * * * *
* مم وزين : قصة حبّ كردية لأمير شعراء الأكراد أحمد خاني
ترجمها إلى العربية وصاغ بنيانها القصصي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
ومم وزين هما بطلا القصة .

** أفين : كلمة كردية بمعنى الحبّ

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

إبراهيم اليوسف

إلى أنيس حنا مديواية ذي المئة سنة صاحب أقدم مكتبة في الجزيرة

 

ننتمي إلى ذلك الجيل الذي كانت فيه الكتابة أمضى من السيف، لا بل كانت السيف ذاته. لم تكن ترفاً، ولا وسيلة للتسلية، بل كانت فعلاً وجودياً، حاسماً، مزلزلاً. فما إن يُنشر كتاب، أو بحث، أو مقال مهم لأحد الأسماء، حتى نبادر إلى قراءته، ونتناقش فيه…

أصدرت منشورات رامينا في لندن رواية “مزامير التجانيّ” للجزائريّ محمد فتيلينه الذي يقدّم عملاً سردياً معقّداً وشاسعاً يتوزّع على خمسة أجزاء، تحمل عناوين دالّة: “مرزوق بن حمو، العتمة والنور، الزبد والبحر، الليل والنهار، عودٌ على بدء. “.

في رحلة البحث عن الملاذ وعن طريق الحرية، تتقاطع مصائر العديد من الشخوص الروائية داخل عوالم رواية “مزامير التجاني”،…

الترجمة عن الكردية : إبراهيم محمود

تقديم : البارحة اتحاد الكتاب الكُرد- دهوك، الثلاثاء، 8-4- 2025، والساعة الخامسة، كانت أربعينية الكاتبة والشاعرة الكردية ” ديا جوان ” التي رحلت في ” 26 شباط 2025 ” حيث احتفي بها رسمياً وشعبياً، وبهذه المناسبة وزّع ديوانها: زكاة الحب Zikata evînê، الصادر عن مركز ” خاني “للثقافة والإعلام، دهوك،…

فواز عبدي

 

في نقّارة، قريتي العالقة في زاوية القلب كقصيدة تنتظر إنهاء قافيتها، لم يكن العيد يأتي… بل كان يستيقظ. ينفض الغبار عن روحه، يتسلل من التنّور، من رائحة الطحين والرماد، من ضحكةٍ انبعثت ذات فجرٍ دافئ ولم تعد ، من ذاكرة عمّتي نوره التي كانت كلما نفخت على الجمر اشتعلت معها الذكريات..

تنّورها الطيني الكبير، ذاك…