حوار مع القاصة السورية وزنة حامد

  حاورها : عادل عبد الرحمن

س1 ـ من تكون وزنة حامد، وما الذي جاء بك إلى عالم الادب وهل تكتنزين رسالة معينة  ..؟

في البدء اشكرك  اخي عادل عبد الرحمن على استضافتك لي لإجراء هذا الحوار….وزنة حامد إنسانة بملكوتها هادئة متسامحة تكتنز في قلبها أوجاع وكدرات الإنسان الشرقي بجل تعقيداته وتناقضاته المتشابكة. تسعى على الدوام في الكشف عن خبايا المجتمع وتعريته ومن ثم معالجته بطريقة أو بالأخرى. من هنا أسعى لأداء رسالتي الإنسانية التي أومن بها. أما عن سؤالك أن كانت لدي رسالة معينة أم لا فأقول  ان رسالتي هي ..!! لهؤلاء الذي لا مأوى لهم في مجتمع بالأساس هو يفتقر إلى ترتيب ذاته من الداخل .
س2 ـ ماذا عن بداياتك الادبية ولما القصة تحديدا ..

ج- ارتباطي بالأدب استطيع أن أقول لك أخي عادل عبد الرحمن إنها بدأت منذ نعومة أظفاري , عندما كنت طالبة في المرحلة الابتدائية حيث كنت من المتفوقات في مادة (التعبير والإنشاء) إذا ما قارنته بالمواد العلمية .
أما حكايتي مع القصة تحديدا فبدأت منذ أن كانت جدتي تروي لنا حكايات غريبة وعجيبة من مخيلتها الذهبية. ثم انتقل اكترازي الى عالم القصة  وخاصة القصة القصيرة إلى التنقيب في المكتبات  المحلية عن نتاج الأدباء والمطالعة الدؤبة في عوالمها  .

س3 ـ تميزت باسلوب منفرد بين كتاب الجزيرة في كتابة فن القصة القصيرة من اين لك هذه الخصوصية..؟

اكتب باسلوب واقعي (سافر) ولكن لكل كاتب أسلوبه الذي ينفرد به مع مراعاة الجانب الذوقي والجمالي والحسي في تناول موضوعاتي ..

س4 ـ تتواجد في مدينتك الحسكة  أسماء لكتاب القصة . كيف تنظرين إلى حضورهم مقارنة مع كتاب القصة على مستوى سورية ..؟!!

هذا صحيح تتواجد كما قلت أقلام مبدعة وجميلة لا باس بها في مدينتي (الحسكة) من الأدباء الشباب وأظن بأنهم لعبوا دوراً جميلا في رفع منزلة القصة السورية وذلك بنيلهم جوائز عدة على مستوى العالم العربي.

س5 ـ كيف توظفين مشاهد بيئتك المحلية الجزيرة السورية من حيث اهلها ,وعاداتها , وتقالديها , وتراثها , واساطيرها في اعمالك الادبية ..؟؟!!

ثمة عوالم ومشاهد كثيرة اوظفها في قصصي مثل : الخابور, دجلة , البيوت الطينية , الأحياء الاثرية  بمختلف أذقتها وممراتها, كلها تتمازج لدي لتخلق نواة لقصة ما مع تفاعلاتها الحسية ..

س6 ـ وأنت تدونين قصة ما كيف تنثرين تأملاتك الفكرية على قرطاسية خالية من الحبر وهل تفقدين سلسلة افكارك وخيالاتك أحياناً لحظة الكتابة, اقصد هل تقعين ضحية الشرود مثلاً ..؟

أتأمل اديم الأطفال المشردة حين السير , اليتيمة , الفقراء , العاجزة  من جهة وهذا التفاوت الطبقي الموجود في مجتمعي من جهة ثانية مما يولد لدي الصدام مع المجتمع نفسه ومع من في دائرتي من الناس عندها تقفز إلى مخيلتي أحداث معقدة متشابكة اصنع منها الخيوط العريضة لأحداث قصصي وحكاياتي. أما المفردات فتأتي مستآذنة طيعة لتاخذ حيزها الشاسع على قرطاسية بيضاء..؟

س7 ـ كيف تتكون لديك خيوط قصة ما هل ثمة دراسة مسبقة لذلك ام تكتبين بعفوية..؟!!

الرؤى اليومية, التحدق في وجوه متعبة حيث أرهقتهم الحياة أصحابها يترنحون في مشيتهم لكل ألمه النوعي ومشاكله بامتياز, مما يدفعني إلى قراءة هندسة هذه المشاكل بهدف إعادة رسمها وتدوينها على شكل بناء درامي اسميه قصة ..؟

س8 ـ كيف تفهمين لعبة اللغة …؟

في العمل الأدبي سواء كان شعراً أو نثراً يجب توفر الشرطين معاً فاللغة وحدها لا تصنع أدبا والحدث بدون اللغة المناسبة يبقى حدثا عاديا لا يرتقي إلى مستوى الإبداع الأدبي إلا باستخدام اللغة .

س9 ـ هل تهتم وزنة حامد بالرمزية فيما يتعلق بمضمون القصة التي تكتبينها ..؟

بما إني قاصة فيجب علي تناول المواضيع بشكل مباشر وطرحها برؤية واقعية ,أما الرمزية فلا انجر لها ولكل كاتب أسلوبه في الطرح ..

س 10ـ حضور المرأة السورية في كتابة القصة الى أين  ..؟

هناك أقلام نسوية جديرة وجميلة في المشهد الثقافي السوري أسماء لها وزنها ومكانتها الادبية والثقافية حتى على مستوى العالم العربي مثل غادة السمان , كوليت خوري نادية خوست , سلمى الحفار ,. وأخريات حققن أعمال بارزة وسامية كان لها صدى واسع داخل سوريا وخارجها وبعضهن ترجمت نتاجاتهن إلى اللغات العالمية .؟

س11 ـ كيف يمكن للقاص ان يجدد ادواته التعبيرية كي يستطيع مواكبة تطور المرحلة ..؟ 

بالتواصل مع الآخر الثقافي والمطالعة المكثفة والاستماع إلى كل الآراء التي تخدم مذهب القصة واحترام رأي النقاد وأخذها بجدية بما يخدم غاية سؤالك المطروح ..؟

س12 ـ أرى انك تكتبين قصص قصيرة جداً والمعروفة باسم : (ق ق ج) هل تستطيعين ارسال رسالتك عبر هذا النوع من القصص ام ماذا …؟

نعم لكل قصة وظيفتها المرجوة فالقصص الطويلة لها وظيفتها بما يتناسب مع مستوى أحداثها وتفاعلاتها أولا مع المكان من ثم مع الأشخاص وكذلك فالقصة القصيرة لها دورها أيضا في طرح مواضيع لا تتطلب الاسترسال والتماهي في سرد الأحداث فالصورة الخاطفة تخدم الموضوع أكثر في (الأقصوصة).

س13 ـ  ماذا عن القصة التي كتبت بانامل كردية هل اخذت حيزها الادبي والفني الى خارج الناطقين بالكردية ام زالت تنتظر من يرفع من مكانتها ….؟

اكيد هناك رواد للقصة الكردية على سبيل المثال: الشاعر الكردي الكبير جكرخوين في قصته (رشو داري) وأحمد خاني في رائعته (مم وزين) وقد تابع الأدباء الشباب الأكراد المسيرة في كتابة القصة بلغتهم الام مثل  بافي نازي, محمد اوزون, لالش قاسو, جان دوست  ,عبد الحليم يوسف ,احمد إسماعيل إسماعيل حيث ترجمت أعمالهم من الكردية إلى العربية أو العكس .؟

س14 ـ  ماذا عن القصة السورية وهل أخذت حضورها في العالم العربي .؟

للقصة السورية حضور مميز في المهرجانات العربية بأقلام بارزة حصدت الكثير من الجوائز القيمة ..؟؟

س 15ـ وزنة حامد لمن تقرأ ..؟

أجل هناك الكثيرات ممن تستحقن القراءة والاستماع وتستحقن أيضا لقب مبدعة احلام مستغانمي ,ليلى عثمان , نوال السعداوي ,غادة فؤاد السمان صبيحة شبر , د. حنان فاروق , د . سناء شعلان .

س16ـ الحظة التي تكتب فيها وزنة حامد عنوان لقصتها هل تضيعنها ام لا وهل العنوان مهم لعبور إلى  قصصك  ..؟

العنوان واجهة أي عمل أدبي وأحياناً إذا لم يحظى العمل بعنوان مناسب وجذاب فانه يدفع بالقراء إلى عدم مطالعة القصة أو الرواية وربما كان مضمونها يستحق المطالعة , بالنسبة لي العنوان لا يشكل مشكلة ولا أتردد في وضع العناوين لأعمالي .

س17 ـ كيف تفهميمن النقد .؟؟

النقد علم ومنهج وبدونه لا يستقيم أي عمل يقوم به الإنسان الذي لا يتعلم ألا من  أخطائه وعثراته وتوجيهات الآخرين له , فما بالنا بالأدب الذي يفتقر إلى الكثير من النقد والتحليل لذلك أنا اقدر النقد أن كان تصويباً واحتقره أن كان تجريحاً .؟

س18ـ بعد هذه الأسئلة ما هي مشاريع وزنة حامد القادمة، وما هي طموحاتها وأحلامها المستقبلية..؟

اعمل الآن على انجاز اصداري الرابع الذي لم يرزق بالعنوان حتى الآن ,أما إلى أين طموحاتي وأحلامي المستقبلية لا ادري الى اين  .؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــ

 الحوار: خاص بموقع ولاتي مه …….

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

مسلم عبدالله علي

قبل يومين، كنا عائدين من العمل. وقبل أن ننطلق، أوقفنا شابٌ مصريّ كان يعمل معنا في نفس البناء، فأردنا أن نوصله في طريقنا.

ما إن صعد السيارة، حتى انهالت عليه الأسئلة من كل حدبٍ وصوب:

ـ أين تقع الأهرامات؟

وقبل أن يجيب، أضاف أحدهم: هل زرتها؟

ابتسم وقال: ليست بعيدة تبعد ساعة فقط عن منزلي، أمرّ بها…

أحمد جويل

طفل تاه في قلبي

يبحث عن أرجوحة

صنعت له أمه

هزّازة من أكياس الخيش القديمة…

ومصاصة حليب فارغة

مدهونة بلون الحليب

ليسكت جوعه بكذبة بيضاء.

 

شبل بعمر الورد

يخرج كل يوم…

حاملًا كتبه المدرسية

في كيس من النايلون

كان يجمع فيها سكاكر العيد

ويحمل بيده الأخرى

علب الكبريت…

يبيعها في الطريق

ليشتري قلم الرصاص

وربطة خبز لأمه الأرملة.

 

شاب في مقتبل العمر،

بدر جميل،

يترك المدارس…

بحثًا عن عمل

يُجنّبه الحاجة إلى الآخرين

ويختلس بعض النقود

من…

إدريس سالم

تتّخذ قصيدة «حينما يزهر غصن الألم»، موقعاً خاصّاً، في الحقل النثري الوجداني المعاصر؛ لما تنطوي عليها من إعادة تعريف للعلاقة بين الذات والأنوثة والحياة؛ إذ تقدّم الشاعرة والمدوّنة الكوردية، ديلان تمّي، نصّاً يتأسّس على ثنائية الاعتراف والتمرّد، ويتراوح بين الحنين والجرأة. ليغدو الألم في تجربتها هذه مادّة جمالية قابلة للتشكّل، وغصناً يُزهر بدلاً من…

إبراهيم محمود

“الذاكرة هي أولاً وقبل كل شيء عملية انتقاء حيوية بين الذكريات والنسيان ، بين ما يجب أن يحتفظ به الوعي وما سوف يتجاهله أو يُعاد قسريًا بشكل مؤقت أو نهائي”. إنه “يؤسس انتقال الأجيال ، بنى البنوة ، الروابط الأسرية والاجتماعية لأنها جزء من جماعة”

هنري روسو

تحرّكٌ

في الذهاب إلى الكتاب، نمضي إلى التاريخ بكل تأكيد،…