أنا على السّطح

  عبدالرحمن عفيف

أنا على السّطح 

منّا هذا الخيط الأحمر
الذي لا يمتّ بوصلة إلى بنطلوننا
وقميصي أبيض أو أزرق أو أخضر
أركب درّاجتي بعد أن غيرت وضع
الكرسيّ نحو الأعلى
كي لا تصل قدماي إلى الأرض
هكذا أريح وجاكيتي جينز أزرق
أحسّ بحاجة ملحّة جدّا إلى

أن أدخّن والشمس ساطعة.
أنا على السّطح

خريف الشّعراء بقي هناك
قميص الهواء وشرائط العندكو
هناك وحل الشّعراء
قلق الرّيح وأنا جرّبت البيت وسطحه
ورفعت سطول الوحل وقشّه المبلّل
رفعت نظري أنظر إلى قصر مصلّح البرّادات
وزيزفون الكهرباء.
وبنطلوني رفعته إلى الركب لأدعس
على وحل السّطح
– لئلاّ ينقّط البيت في الآتي
وأنكبّ على مشاعري بالمشط وماء
الكحول.
أصفر العندكو الذي صنع الشّعراء.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…