أرصدُ الرِّيح

صالح جانكو
  
تطاردني 
          تلاعبي 
          تداعبني 
بأنامل أنثى تذوب بين أصابعي، 
كلما التقينا لنقرأ تاريخ العشق، 
ونسكُبهُ على أضرحةِ الوقتِ، 
 كلما هرول، إلى حتفهِ الوقتُ،
 كناقوسٍ أنهكهُ القرعُ، 
كلَّما مارس الموتُ شهوتهُ، 
وأنا أعيش مخاضاً عسيراً للرغبةِ، 
وهي تُعلنُ عنْ نفسها وتحاصِرني، 
لأقطف من العمر أجملهُ، 
وأهمس للرّيح أنشودةً، 
وأعزفُ على أوتار النّشوةِ، 
وأبعثر جسدي رذاذاً في مفترق النّهاياتِ، 
لأجد وجهي، وقد غادر ملامحهُ، 
كغيمةٍ غادرها المطرُ، 
وراحت ترسمُ للرّيح أشكالاً، 
نجد فيها صوراً لمصائرنا…! 
وأنشُدُ الهلوساتَ 
سائراً وراء نعش الحقيقةِ، 
لأجد حنجرتي، وقد غادرها صوتي، 
وأبقى بانتظار الصّدى…! 
  

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…