وهجُ التّنّور

نارين عمر

كلّما التهم تنّورُ قريتنا
أنفاسَ الوَهَج المتدفّق من تأوّهاتِ 
الحنينِ على رحيلِ هوْدج
أتذكّرُ بسمة
زرعها هشيمُ الدّغدغاتِ 
على همساتٍ لاهثة 
خلفَ أصداءِ المسافاتِ
البارحة…
حين غازلتِ القمْريّة قمريّها
سلبْتُ من مداعباتهما وتَراً
يرتشفُ من تأوّهاتِ “مم”
صدى عنيداً
ينهلُ من غمْغماتِ “فرهاد”
المداعبة لخصلاتِ “شيرين”
نفحة تداعبُ سنابلَ “الجزيرة”
السّابحة في خضّمِ عناقها
مع ترنيماتِ “وان”
وتسبيحاتِ “هولير”
ونفحاتٍ من أثيرِ “مهاباد”
ومن بسمات “زين” أراقصُ 
صبايا “ديركا حمكو” وشبّانها
إلى حيثُ  آذارِ “قامشلو”
أتذكّرُ يوماً تراءى لـ “لاس”
أنّ “غزال” قلبه قابعة في ذلك البريقِ القرمزيّ
أمسكَ النّاي, صبَ عليه جنونه
لامسْتُ نفحة من ذاك الجنون
سكبته في مقلتيك
فتمخّضَ جنونٌ من جنون الكلماتِ
ثمّ كان ما أسموه …
      “العشق”

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…