اُمـي

حسين جلبي


أنستني الأيامُ بعضَ أشيائي
إبتلعت أحلامي..
و دفءُ أحشائي
لفظتني غُربةٌ..
و إبتلعتني أُخرى..
ذَبحتني أقداري
مرَّ زمانٌ 
و لا زلتُ ..
أسيرَ الحنين
غسلت الدموعُ
خُطواتي
نثرتها على حبال الريحِ
نشرت همساتِ
لكنها لم تمحوا
عبق الطفولة
و الذكرياتِ
فبقيت اللهفة
بقيت كالسكين
أُهاتفُ أُمي
تشيحُ بوجهها
تتثاقل أظنها
قويةً كما تركتها
تُخفي قلبها..
أُلحُ في طلبها
يأتيني اليقين
اليومُ أُمكَ مريضةٌ
تعجز عن حمل سماعة الهاتف
عن الوقوف
في وجه السنين     
 أجهشُ بالبُكاء
تسمعني
تزحف إلى حيث أنا
تقف بكبرياءها
تحدثني
صغيراً.. تعيدني 
تعبث بشعري
تُهدهدني
تُهدئني
تتوقف فجأة
تُطلقُ زَفرتها:
تَعبتُ يا ولدي
تعبت قدماي
من حمل المسافاتِ
أرهقني عَدُ السنين
و هذه الآلة
أصبحت باردة
ثقيلة
و أنت بعيدٌ
و أنا أغرقُ
في بحور الأنين

02.02.2012

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عِصْمَتْ شَاهِينَ الدُّوسَكِي

أعْتَذِرُ

لِمَنْ وَضَعَ الطَّعَامَ أَمَامَ أَبِي

أَكَلَ وَابْتَسَمَ وَشَكَرَ رَبِّي

أَعْتَذِرُ

لِمَنْ قَدَّمَ الْخُبْزَ

لِأُمِّي وَطَرَقَ بَابِي

لِمَنْ سَأَلَ عَنِّي

كَيْفَ كَانَ يَوْمِي وَمَا…

ماهين شيخاني

هناك لحظات في حياة الإنسان يشعر فيها وكأنّه يسير على خيط رفيع مشدود بين الحياة واللاجدوى. في مثل هذه اللحظات، لا نبحث عن إجابات نهائية بقدر ما نبحث عن انعكاس صادق يعيد إلينا شيئاً من ملامحنا الداخلية. بالنسبة لي، وجدتُ ذلك الانعكاس في كتابات الفيلسوف والكاتب الفرنسي ألبير كامو (1913-1960).

ليس كامو مجرد فيلسوف عبثي…

فراس حج محمد| فلسطين

المقدمة

تُمثّل رواية “ميثاق النساء” للروائية والشاعرة اللبنانية حنين الصايغ، الصادرة في طبعتها الأولى عن دار الآداب عام 2023، إضافة نوعية في المشهد الثقافي العربي المعاصر. لقد نجحت الكاتبة في تقديم عمل أدبي عميق يتجاوز كونه سرداً فنياً ليلامس قضايا اجتماعية ونفسية حساسة، خاصة في مجتمع يتسم بالخصوصية والانغلاق مثل المجتمع الدرزي في…

فواز عبدي

إلى أخي آزاد؛ سيد العبث الجميل

في مدينة قامشلو، تلك المدينة التي يحل فيها الغبار ضيفاً دائم الإقامة، وحيث الحمير تعرف مواعيد الصلاة أكثر من بعض البشر، وبدأت الهواتف المحمولة بالزحف إلى المدينة، بعد أن كانت تُعامل ككائنات فضائية تحتاج إلى تأشيرة دخول، قرر آزاد، المعروف بين أصدقائه بالمزاج الشقي، أن يعبث قليلاً ويترك بصمة…