قانون الجنسية الحلم الكبير الذي لا يجد شعاع الأمل يتسلل إلى نفوس ضحاياه وهم كثيرون جداً , قانون الجنسية السيف المسلط على عنق أي مجتمع يدعي دستوره المساواة الكاملة بين الرجال والنساء في الحقوق والواجبات ولكن نفس الدستور غير مكترث أو منتبه بوجوب تعديل أي مادة تراها المرأة مجحفة بحقها أو هي مادة تمييزية لا تساوي في حقوقها التي شرعها نفس الدستور بالمساواة بين الجنسين, بالعودة لما وثقته لوائح حقوق الإنسان والمواثيق الدولية التي تنادي بحفظ حقوق المرأة نراها ضحية في حرمانها من حقها أن تمنح جنسيتها لأبنائها على غرار الرجل الذي يشرع له القانون هذا الحق ببساطة
ماذا لو حكم الماغوط بكلمته المأثورة على قانون الجنسية الذي يستثني المرأة من هذا الحق ألا ينبأ بشيوع الظلم وإن شاع الظلم تفشت المشاكل وإن حدثت المشاكل تفاقمت الأزمات في مجتمعنا السوري الذي اعتدنا على أن يكون مستقراً آمناً, سيدات كثيرات عايشت معاناتهن منذ سنوات طويلة وعشت عبر تلك المعاناة صمت من بيدهم دفع عجلة المجتمع لأن نرتقي بجميع أفراده رجلاً كان أو امرأة ولازالوا صامتين
حمل بات ثقيلا وآلام لا تجد من يشفيها ؟؟
أم صادق سيدة سورية متزوجة من مواطن فلسطيني وأم لأربعة شباب وصبية عشت معاناتها التي كانت ترويها ابنتها وهي جارتي في السكن الجامعي ليكون الألم والأمل يجمعنا لمشوار طويل وهي على الدوام تقول لي (ربما الآلام اعتادات أن تجتمع مصيبة على مصيبة) آلامها لا تختلف عن معاناتي وقانون الجنسية كثيراً تقول الوالدة التي شرحنا لها الحملة التي جرت بشأن تعديل قانون الجنسية وما رأيها بذلك: لا قيمة عندي لأي شعار أو كلام ففلسطين ضاعت تحت راية الشعارات الفضفاضة الكل كان يقول فلسطين قضية العرب الأولى شو صار هل تغير شيء كما يأسنا من حق دولة فلسطين وكما يأسنا من حق العودة لن اصدق إنني سأعيش وأرى أطفالي لهم حق الكرامة والانتماء وحقوق المواطنة وحق العمل بما يليق بهم
أم نور الدين مواطنة كردية سورية متزوجة من كردي سوري مجرد من حقوقه المدنية تكفلت بترجمة ما عندها من آلام, هي تحلم بأن تحصل على الجنسية لتمنحها لأبنائها بعدما تجرع أولادها الحاصلين على أعلى الشهادات الجامعية فبينهم الطبيب والمحامية وحملة اللغات وخريجي المعاهد وفوق كل تلك الكفاءات محرومين من حقوق المواطنة كاملة محرومين من حق العمل ومن حق تملك ديارهم بأسمائهم ومن حق تثبيت عقود الزواج إلا بألف واو يعيشون مشاكل نفسية لم يعمل أحدهم بشهادته ماذا يريدون أن تكون النتيجة, قبل أيام انتحر شاب نعرفه من يدري ربما هكذا ظروف دفعت هذا الشاب لذلك لو كان هناك من حق ينادي ويعمل لأجل الحق لمنحوا المرأة حق أن تمنح جنسيتها لأبنائها ولكان بالإمكان أن نغلق أبواباً كثيرة ونتفادى مشاكل أكثر
مساواة لا تعني شيئا طالما هناك ضحايا
كثيرات وكثيرات عايشت مشاكلهنّ وكثيرات يعشنّ وسط ظلام القوانين المجحفة في مجتمع هو ذكوري بالأساس هو النداء والأمل بحل سريع لهذه المشكلة فاستمرار حرمان المرأة من حقها في منح جنسيتها لأطفالها ما هو إلا شرخ في بنية مجتمع ينادي المساواة ونقطة تسجل ضد دستور يبدو التناقض واضح في تطبيقه لطالما يمنحها للرجل ويحرم المرأة منها ولعل استمرار غياب تعديل قانون الجنسية هو نذير سيئ وآثاره مؤسفة ندفع أثمانها بشكل علني وكثيرة هي الآثار التي تنخر المجتمع ولا نعي لما حصل ذلك بالرغم من بديهية الأسباب مع الإشارة إلى إن الأزمة تتفاقم في وقت بات المجتمع السوري منفتحا أكثر وأكثر في زواج المرأة السورية من مواطنين غير سوريين ,نتمنى ونحن على مشارف عام جديد أن تكون هدية السنة الجديدة أن تتساوى الكثير من الأمور العالقة المتعلقة بقضايا المرأة وعلى رأس تلك القضايا تعديل قانون الجنسية فحقوق المرأة هي حقوق الإنسان والمجتمع الدولي على عتبة أيام قلائل في السادس عشر من الشهر الجاري أن يحتفل بهذه المناسبة فلتكن سوريا من الدول التي ستهدي نصف مجتمعها ما كانت تنتظره طويلاً وحتى نكون القدوة والتاريخ يسجل كل شيء