دلكش مرعي
محنة العقل الكردي
محنة العقل الكردي
بعد انقطاع وعزلة وركود فكري وحضاري دامت قرونا من الزمن ظل خلالها الشعب الكردي شبه مغيب عن ما يجري في هذا العالم عبر حالة من الثبات الشتوي القارص وانقطاع شبه تام عن منجزات الحضارة البشرية وما كان يجري فيها من تطور وتقدم علمي ومعرفي … زد على ذلك بأن هذا الشعب قد قضى معظم محطاته التاريخية تحت نير الاحتلال والغزو تعرض من خلالهما إلى شتى أنواع الظلم والعدوان والمجازر الوحشية … وكان من بين أشد أنواع الاحتلال إلاماً وقسوة وهدماً هو ما كرسه بعض المحتلين من عقائد وأفكاراً وقيم متخلفة موبوءة على نسيج العقل الكردي تمكنت من خلاله من شل قدرة هذا العقل على التفكير والإبداع التي كان يفتقر إليهما بالأصل….
فمن يلقي نظرة على تاريخ هذا الشعب وخلال المرحلة الإسلاموية على سبيل المثال فأنه لن يجد سوى قيم هذا الفكر في الوعظ والإرشاد الذي لم يطمح يوما إلا للتسبيح بحمد الله وشكره على عدالة الخليفة قائد الغزو والاحتلال والتضرع والدعاء إلى الله بأن يجعل من يعيش في هذا العالم من غير المسلمين بأن يكونوا هم وأولادهم ونسائهم غنيمة للمسلمين بالإضافة إلى قال أبو هريرة وقال الترمزي والبخاري وغيرها من من الأمور المعروفة للجميع … ولكن في بدايات القرن الماضي ظهرت الحركات السياسية في العديد من مناطق كردستان وقد ظهرت معها محاولات متنوعة بعضها ثورية حاولت محاكاة ما يجري في محيطها من تغير سياسي وفكري وغيرها من الأمور ولكن من المؤسف بأن معظم هذه الحركات قد أخفقت بسبب عدم وجود تراث فكري وحضاري وحتى فكر ديني خاص بالشعب الكردي ليتخذ هذه المفاهيم معاً كمخزون قيمي وسلوكي وكقاعدة وأساس يستند إليه الشعب الكردي وينطلق منه كدعم معنوي يدعم حركة هذه الشعب نحو الأمام كبقية أقرانه هنا وهناك وبسبب هذا الإفلاس التاريخي المذكور بدأت هذه الحركات نشاطها وانطلاقتها من الصفر عبر استنادها إلى الصيغ والوصفات الجاهزة المستوردة من الشرق والغرب لتكون علاجاً للحالة المتأزمة المتردية للشعب الكردي وقد كرس هذه الوصفات تكريساً آلياً على مكونات العقل الكردي المأزوم دون أن تتعرض مكونات هذا العقل وبنائه الفكري والقيمي لأي فحص أو اختبار أو تحليل يذكر أو الوقوف على أسباب تخلفه التاريخي فظل هذا العقل يفعل فعله على الأرض كسابق عهده وينتج المزيد من العجز والفشل والتخلف والمآسي والتشرذم والشقاق لهذا الشعب باستثناء بعض الحالات النادرة ….
فبدلاً من التوجه نحو تحرير العقل الكردي من فيروسات التخلف والقيم والسلوكيات والمفاهيم الكابحة والمعطلة للتفكير السليم وبرمجته بقيم معرفية صحيحة أوجد هذه الحركات صراع وجدلاً من نوع آخر بين ما هو يميني وما هو يساري وما هو إمبريالي وما هو تقدمي أي أصبح الجدل يدور في حلقة مفرغة كالجدل الذي يتم حول ما الذي سبق وجودها البيضة أم الدجاجة فلم يحصل أي تغير في بنية هذا العقل ولا في واقعه المعاش من حيث الجوهر باستثناء الزي الكردي وبعض مظاهر التطور الذي أنتجه العقل الغربي كشكل الأبنية والمدن وتغير قوة المفردات اللغوية التي أصبحت أكثر بلاغة وركوب السيارات الفخمة وحفلات الزفاف المترفة والمقلدة وتصفيف شعر الرأس وتلميعه واستعمال المكياج بشكل مفرط وبعض الأمور الأخرى المعروفة … فلم تظهر إلا حركة بطيئة في ما كان معطلاً وجامداً في النفق الكردي المظلم وثباته الشتوي الطويل
فمن المؤسف قوله بأن العقل الكردي بملامحه القاسي الشبه المتيبس مازال يعيش حالة من الجمود والانكفاء على ما كان عليه في الماضي يهدم أكثر ما يبني وينتج المزيد من المآسي والمعانات لهذا الشعب …. فالشعب الكردي مايزال يعيش في معظم أقسامه في ظل الهيمنة والاحتلال ويتخبص في معظم توجهاته الفكرية وخاصة في كردستان سوريا من خلال فوضى شبه عامة تدب في معظم مفاصل حياة هذا الجزء ومن أخطرها حالة التشرذم والصراع السياسي اللذان يدفعان بهذا الشعب نحو هوة خطرة قد تكون مدمرة من هنا نحن نعتقد بأن النقد النظري لن يغير ما قد تأصل تاريخيا وبرمج في هذا العقل الذي ينتقل بقيمه وعقائده الجامدة من جيل إلى جيل عبر وسائل التربية ولن ينتج ماهو متوقع منه إلا عبر تنقيته وتعقيمه من فيروسات التخلف… – يتبع –
فبدلاً من التوجه نحو تحرير العقل الكردي من فيروسات التخلف والقيم والسلوكيات والمفاهيم الكابحة والمعطلة للتفكير السليم وبرمجته بقيم معرفية صحيحة أوجد هذه الحركات صراع وجدلاً من نوع آخر بين ما هو يميني وما هو يساري وما هو إمبريالي وما هو تقدمي أي أصبح الجدل يدور في حلقة مفرغة كالجدل الذي يتم حول ما الذي سبق وجودها البيضة أم الدجاجة فلم يحصل أي تغير في بنية هذا العقل ولا في واقعه المعاش من حيث الجوهر باستثناء الزي الكردي وبعض مظاهر التطور الذي أنتجه العقل الغربي كشكل الأبنية والمدن وتغير قوة المفردات اللغوية التي أصبحت أكثر بلاغة وركوب السيارات الفخمة وحفلات الزفاف المترفة والمقلدة وتصفيف شعر الرأس وتلميعه واستعمال المكياج بشكل مفرط وبعض الأمور الأخرى المعروفة … فلم تظهر إلا حركة بطيئة في ما كان معطلاً وجامداً في النفق الكردي المظلم وثباته الشتوي الطويل
فمن المؤسف قوله بأن العقل الكردي بملامحه القاسي الشبه المتيبس مازال يعيش حالة من الجمود والانكفاء على ما كان عليه في الماضي يهدم أكثر ما يبني وينتج المزيد من المآسي والمعانات لهذا الشعب …. فالشعب الكردي مايزال يعيش في معظم أقسامه في ظل الهيمنة والاحتلال ويتخبص في معظم توجهاته الفكرية وخاصة في كردستان سوريا من خلال فوضى شبه عامة تدب في معظم مفاصل حياة هذا الجزء ومن أخطرها حالة التشرذم والصراع السياسي اللذان يدفعان بهذا الشعب نحو هوة خطرة قد تكون مدمرة من هنا نحن نعتقد بأن النقد النظري لن يغير ما قد تأصل تاريخيا وبرمج في هذا العقل الذي ينتقل بقيمه وعقائده الجامدة من جيل إلى جيل عبر وسائل التربية ولن ينتج ماهو متوقع منه إلا عبر تنقيته وتعقيمه من فيروسات التخلف… – يتبع –