الحاجة إلى «الحقيقيّ» احترازاً من الخلط مع «الزائف» ‏

خالد جميل محمد
استغراقُ مجتمعنا في شِراك الزيف وأسقام الادّعاء التي نخرَت سلامة التفكير والمقاييس والموازين، يُجبرُ أحدَنا ‏أن يُرقِّع كلامَه بنوافل المفردات التي ما كان لها أن تَرِدَ في كلِّ سياقٍ ومقامٍ، لضرورةٍ أو دونَها، لولا هذه الحالُ، ‏حيث صِرْنا عندما نقول “المبدع” نحتاج إلى تعقيبه بصفة “الحقيقي” وعندما نذكر “المناضل” نُضطرّ إلى ربطه ‏بالصفة ذاتها أو بأي صفة تنتمي إلى ذلك الحقل الدَّلاليّ، في مسعى إلى تمييز إبهامٍ فرضَه الخلطُ بين المفاهيم ‏إبّان احتلال الزائفِ الرديءِ الصَّدِئِ القبيح مَحلَّ الحقيقيِّ السَّويِّ السليمِ الجميلِ الجليل النبيل، احتلالاً يكاد يكون في كلِّ شيء ‏ويشملُ كلَّ مجالٍ، في الإبداع، العِلْم، السياسة، العلاقات، الإعلام، التربية، التعليم وغيرها. 

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…