ليلة استثنائية

سلمى جمو
كثيرٌ من الألوان الحمراء
في الأقداح والشموع والوجنات…
كثيرٌ من المجون والعربدة
في الشفاه والأصابع، وفي ما شاء الربّ…
ما عاهدتك خجولاً متردّداً ممانعاً
كن كما ألفتك، جامحاً شرساً…
الليلة استثنائية
بكلّ ما تحمله أنت من غرور،
وبكلّ ما أحمله أنا من هزائم.
دعني أملأ كأسك بخمرة ضعفي،
وكأسي بخمرة انتصارك؛
ولنرقص سوياً،
حدّ النشوة
حدّ السُّكر
حدّ الكفر
أستلذّ بفتوحاتك يا أنت
وأنا أضاجع خيباتي
حسناً!
كما اتفقنا، لا عراك
فقط احتفال
ثم احتفال
ثم احتفال
هيّا لنشرب كأسنا العاشر
نخب نرجسيتك
ساديتك،
ومازوشيتي
هيّا لكأسنا الحادي عشر، والثاني عشر
نخب اللامبالاة 
دعني أُعلنها:
استطعت سبْي أيّها الألم.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عبدالعزيز قاسم

(كان من المقرر ان اقدم هذه المداخلة عن “اللغة الشعرية في القصيدة الكردية المعاصرة ـ ڕۆژاڤا” في مهرجان فولفسبورغ للشعر الكردي اليوم السبت ٢٥ اكتوبر، ولكن بسبب انشغالي بواجب اجتماعي قدمت بطاقة اعتذار إلى لجنة إعداد المهرجان).

وهذه هي نص المداخلة:

من خلال قراءتي لنتاجات العديد من الشعراء الكرد (الكرمانجية) المعاصرين من مناطق مختلفة “بادينان،…

إبراهيم محمود

 

تلويح خطي

كيف لرجل عاش بين عامي” 1916-2006 ” وفي مجتمع مضطرب في أوضاعه السياسية والاجتماعية، أن يكون شاهداً، أو في موقع الشاهد على أحداثه، ولو في حقبة منه، إنما بعد مضي عقود زمنية ثلاثة عليه، دون تجاهل المخاطر التي تتهدده وتتوعده؟ وتحديداً إذا كان في موقع اجتماعي مرصود بأكثر من معنى طبعً، كونه سياسياً…

د. محمود عباس

حين يمرض الضوء، تبقى الذاكرة سنده.

قبل فترةٍ ليست بعيدة، استوقفني غياب الأخت الكاتبة نسرين تيلو عن المشهد الثقافي، وانقطاع حضورها عن صفحات التواصل الاجتماعي، تلك التي كانت تملؤها بنصوصها القصصية المشرقة، وبأسلوبها المرهف الذي حمل إلينا عبر العقود نبض المجتمع الكوردي بخصوصيته، والمجتمع السوري بعموميته. كانت قصصها مرآةً للناس العاديين، تنبض بالصدق والعاطفة،…

خالد حسو

 

ثمة روايات تُكتب لتُروى.

وثمة روايات تُكتب لتُفجّر العالم من الداخل.

ورواية «الأوسلاندر» لخالد إبراهيم ليست رواية، بل صرخة وجودٍ في منفى يتنكّر لسكّانه، وثيقة ألمٍ لجيلٍ طُرد من المعنى، وتشريحٌ لجسد الغربة حين يتحول إلى قَدَرٍ لا شفاء منه.

كلّ جملةٍ في هذا العمل تخرج من لحمٍ يحترق، ومن وعيٍ لم يعد يحتمل الصمت.

فهو لا…