مداد الألم

زهرة أحمد
تتصفح الأيام ردهات
من ذاكرتنا المثقلة
كما مراث تحت الأنقاض
تحترق بحمى غامضة
في مداركها المظلمة
تقضم أصابع اليأس
في مساماتنا الكهلة
لا شمس
لا عدالة
لا موسيقا
لا كتاب
لا نرجس
كلوحة تشكيلية
معلقة في متحف منسي
تنتظر زوارها
التائهين في سراديب مجهولة
كفراشة تركض نحو النافذة المغلقة
تنثر ذرات جناحيها
تنبت سنبلة ويراعاً
في رحلة اللبلاب الشائكة
وبحثها عن القمة
الحلم المتشرّدُ
يجعلنا نمتلىء انتظاراً
من جديد
في لقاء المأمول
من دون جدوى
نبحث
عن أفكارٍ عصية على الأصابع
عن ضوء لا يمكن اصطياده
عن كلامٍ لا يمكن قوله .
عن عناوين حكم عليها بالانقراض
نبحث
ثم نواصل البحث
نقتني أثر الشفق
في مهرجان قوس قزح
في بارقات عناوينه
قبس من الغياب
يخلد في ذاكرة القصيدة
نضمد بها
ذاكرتنا
ذاتها
وآلام النصوص الجريحة
عسانا أن نعيد
للكلام
صداه التائه
وللقصائد المدماة
عناوينها
التليدة… !!!

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…