هذيان

عمران علي
ليتهم يعلمون ..
مدى رحابة الضوء 
وهو يجول بالأرجاء
ليتهم يعلمون ..
وأنت هناك
بأنك مأهولة بالانكسارات
والصمت مطبق على المكان
لامنطوق يشيد بك
وأنت عائمة كالحشائش 
في منافي الماء
وليتهم يدركون ماهية أنزواءه
في أقاصي البوح
وهو يقدّ المضاجع
يرتمي في حشرجة الشرفة
يتقصى الصباح
ويرتهن لظلاله المترامية كالشجيرات 
يغمض أحدى عينيه بكدر
علّه يتناسى
علّه يسترجع مافاته منك
وفيما هو غائر في هلوساته
ترتبين حزنك
وتنفضين عنه الغبار
تعيدين أشياءك على محمل العطر
مرتدية ثوب المناسبة 
ومن صنوف الأدراج
ما أوجعها البلاد 
وهي تخفي عن أحجارها
شهقة البلاء
وليتها تعلم ذلك
ماأقساه الحنين
وهو يدب كالنمل 
في متاهات الجسد
ويستشري كالوباء في صنوف المسامات
وفيما هو هنا
وأنت هناك
تترنح المطارح
وتهذي بكما
وعلى سبيل العناق
ينام كلاكما في أرجوحة الانتظار
بأغماضة ذئب .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

عصمت شاهين الدوسكي

 

ربما هناك ما یرھب الشاعر عندما یكون شعره تحت مجھر الناقد وھذا لیس بالأمر الحقیقي ، فالشاعر یكتب القصیدة وينتهي منھا لیتحول إلى تجربة جدیدة ،حتى لو تصدى لھ ناقد وبرز لھ الایجابیات وأشار إلى السلبیات إن وجدت ، فلیس هناك غرابة ، فالتحلیل والتأویل یصب في أساس الواقع الشعري ،وكلما كتب الشاعر…

فيان دلي

 

أرحْتُ رأسي عندَ عُنقِ السماءْ،

أصغيْتُ لأنفاسِ المساءْ،

بحثْتُ فيها عن عُودٍ ثقاب،

عن فتيلٍ يُشعلُ جمرةَ فؤادي،

ناري الحبيسةَ خلفَ جدرانِ الجليد.

 

* * *

 

فوجدْتُه،

وجدْتُه يوقظُ ركودَ النظرةِ،

ويفكّكُ حيرةَ الفكرةِ.

وجدْتُه في سحابةٍ ملتهبةٍ،

متوهّجةٍ بغضبٍ قديم،

أحيَتْ غمامةَ فكري،

تلك التي أثقلَتْ كاهلَ الباطنِ،

وأغرقَتْ سماءَ مسائي

بعبءِ المعنى.

 

* * *

 

مساءٌ وسماء:

شراعٌ يترنّحُ،

بينَ ميمٍ وسين.

ميمُ المرسى، عشبٌ للتأمّلِ وبابٌ للخيال

سينُ السموّ، بذرةٌ للوحي…

ربحـان رمضان

بسعادة لاتوصف استلمت هدية رائعة أرسلها إلي الكاتب سمكو عمر العلي من كردستان العراق مع صديقي الدكتور صبري آميدي أسماه ” حلم الأمل ” .

قراته فتداخلت في نفسي ذكريات الاعتقال في غياهب معتقلات النظام البائد الذي كان يحكمه المقبور حافظ أسد .. نظام القمع والارهاب والعنصرية البغيضة حيث أنه كتب عن مجريات اعتقاله في…

ادريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…