ـ ما مفهوم العنوسة ؟
ـ ماهي اخطارها البارزة ؟
ـ ماهو دور كل من : الحكومات ، المجتمع ، وسائل الاعلام ، منظمات المجتمع المدني ، المنظمات الخيرية ، رجال الدين والوجهاء والمثقفين الذي يمكن ان تلعبه في تحجيم هذه الظاهرة ؟
ـ لماذا يقتصر مصطلح العنوسة على الفتيات دون الشباب ؟
ـ ما العنوسة كظاهرة ؟
ـ ما العلاقة بين ارتفاع المهور والعنوسة ؟
دعونا نقف وقفة جدية مع احدى ابرز مشكلاتنا الاجتماعية المتعلقة بالزواج والتي لها آثارها واخطارها البارزة على الفتاة خاصة والمجتمعات عامة ، واخص ّ منها المجتمعات الضيقة والصغيرة منها كالاقليات الدينية نظرا لقلة الكثافة العددية للافراد ومنها المجتمع الأيزيدي .
وهذا المصطلح في حد ذاته مستهجن ومهين وغير لائق لفتياتنا اللواتي وقعْنَ ضحية اسباب ودوافع كثيرة يتحمل الآباء جزءا منها ويتحمل المجتمع جزءا آخر وهنَّ انفسهنْ يتحمَلْنَ جزءا كبير في بعض الاحيان ، والحكومات ايضا لها دور كبير في تفشيها واستمرارها ..
انّ ظاهرة العنوسة هي الظاهرة التي ابتلى بها الشعب العراقي عامة بسبب الحروب المتعاقبة منذ بداية استلام النظام الدكتاتوري المقبور للسلطة في العراق والوضع المعاشي المتردي زائدا الاوضاع الامنية المتدهورة اضافة الى بعض الحالات الفردية الغريبة والعشائرية التي لازالت تطغي وتهيمن على المجتمع الايزيدي خاصة..
ان النسيج الاجتماعي المترابط لأية ِ امةٍ يعتبر الدعامة الاولى لانجاحها واستقرارها ، وقاعدة متينة في ارساء حضارتها وبناء امجادها ومستقبلها ، واي خلل اجتماعي يهدد كيانها ويؤثر على بنيتها التحتية بشكل ٍ مباشر ..
مما تجدر به الاشارة ان نقف اولا على مجمل الاسباب التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بتفشّي هذا الطاعون المزري في المجتمعات الكبيرة والصغيرة :
1 ـ المهور الخيالية وطلبات الاهل التعجيزية المستشرية وتكاليف الزواج الباهضة وعدم قدرة الشباب عليها في المجتمع العراقي عامة والايزيدي خاصة مما اصبحت حديث الساعة لاقلام الكتّاب وعالم الصحافة واللقاءات والمجالس الاجتماعية والثقافية . ومنذ فترة ليست بقليلة حتى تحولت هذه الظاهرة الى هاجس حقيقي يؤرق الشاب واهله والفتاة نفسها.
2 ـ بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي تبرز افرازاتها على المجتمع والتي جعلها الناس اسباب متوارثة من الأجداد وتقاليدهم مثل النخوة وغيرها . فبأمر من ابن العم تبقى الفتاة عانسا وحسب مزاجه لا يمكن لها ان تتزوج غيرة فيما اذا
رفضته او ليس لديها الرغبة بالزواج منه .
وكما ان بعض العوائل لا يمكن لابنتهم ان تتزوج الا ّ من شاب ينتمي الى نفس العشيرة اضافة الى عدم اعطاء اي حق او شرع للفتاة بالحب او حتى ابداء رايها كانسانة لها مشاعر وقلب وحقها في اختيار شريك روحها وحياتها .
3 ـ طمَع بعض الآباء في مرتبات بناتهم او ابنائهم وتأخير فكرة الزواج مما يؤدي الى ضياع فرَص منهم قد لا تأتيهم ابدا.
4 ـ لا زالت بعض الاسر تبحث عن العريس الذي يمتلك ثروة وجاها دون الالتفات الى خلفيته الاخلاقية والثقافية واصوله الاجتماعية والتاريخية.
5 ـ المشاكل النفسية والعاطفية والمشاعر المكبوتة الجّمة داخل الفتاة حيث انها لا تلقى الصدر الرحب من الابوين او الاخوة والاخوات الكبار او المتزوجين لفسح المجال لها للبوح بما لديها من تلك المشاكل لعلهم يكونوا السبب في مساعدتها
وعلاج الكثير منها وحل العقدة المتأزمة لديها والموافقة على الفرصة المناسبة التي جاءتها.
وهذا يقود الى التدهور الصحي والنفسي والعقلي عند الفتاة والرفض الدائم الغير مبَرَّر احيانا للعريس المتقدم لها رغم الخصال الايجابية المنشودة التي تتوافر في شخصيته .
6 ـ هناك بعض الفتيات ينهمكْن في عالم العمل فلا يستعجلْن َ الزواج اما لانهن ّ يرغبْن بالاستقلال المادي او هناك بعض الاسر التي تريد استغلال بناتهن ماديا فتعمل على عرقلة الزواج بحجة او باخرى لانها ترى فيها المصدر الوحيد لرزقها .
7 ـ يجب ان يدرك جيدا كل شاب وكل فتاة ، بان لا يوجد انسان كامل الاوصاف والخصال وعلى جميع الاصعدة كما تقودهم احلام وخيالات الشباب الوردية اللامتناهية . فعليه ان لا يكون هدف الشاب الاول جمال الفتاة وهدف الفتاة الاول
وسامة الشاب فالجمال جمال الروح كما يقال والاخلاق وحسْن سيرة وسمعة العائلة هو الاساس المتين للحصول على السعادة الزوجية وبناء اسرة ناجحة.
8 ـالبطالة وعدم توفر فرص العمل والدراسة للشباب مما يجبرهم على مغادرة الوطن الى بلدان تتوافر فيها تلك الفرص .
9 ـ تردي الاوضاع الامنية في البلاد وخاصة وضع الأيزيدية المأساوي في ظل تلك الاوضاع السيئة والقتل العشوائي الذي تعرض ويتعرض له العمال والكَسَبة والطلبة الجامعيون وهم في طريقهم لمناطق عملهم او دراستهم ، لذا ان الاستقرار النفسي والامني هو احد اساسيات الزواج .
هذه الامور بمجملهاامورا خطيرة جدا يترتب عليها مشاكل جمّة للفتاة واهلها والمجتمع ولعلنا نضع بعض الحلول الناجعة لها ، ومنها : ـ
1 ـ الحد ْ من غلاء المهور لعدم اثقال كاهل الشاب بالمصاريف التي تضطره للهرب من تلك الفتاة وذلك بتحديد المهور بالاتفاق بالاجماع بما يتناسب والاوضاع الآنية المفروضة ، وذلك بعقد مؤتمر يضم كل من المجلس الروحاني الايزيدي ،
الرئيس الروحاني سماحة الباباشيخ ، وسمو الامير تحسين بك وبعض المثقفين ، واتخاذ الاجراءات الصارمة بحق كل من يخالف القرار المعلن داخل وخارج الوطن وعلى ان يشمل هذا جميع ايزيديوا العالم .
2 ـ منح الشاب او الفتاة حرية الاختيار في حدود وضوابط معينة وعدم الافراط في تدليلهم او تدليع البنات خاصة مما يؤدي بهم الى التمرد والعصيان.
3 ـ وصَل ببعض اولياء الامور الجشع والطمع ان يعرض ابنته كسلعة للمساومة والمزايدة وما يدري هؤلاء الآباء ان ذلك ظلم وخيانة لضميرة ولابنته ولله وللانسانية ولكيانه في المجتمع.
المْ يسمع هؤلاء المناشدات المؤلمة والرسائل المفجعة التي وجّهْنَها فتيات كثيرات لآباءهن ْ لفشلهنْ في زواج غير متكافئ فُرض عليهنّ بالقوة.
الا يفكر هؤلاء الآباء بالعواقب ؟
يا سبحان الله !! كيف يجروء اب له من الرحمة وعاطفة الابوة وعلم كامن بفطْرة المرأة والزواج وغريزتها الربانية ثم يمنعها منه ليستفيد هو من مالها ؟
فهي تكدح وتعمل وهو يتلذذ بمالها ويتفكه به ، وقد حكَمَ عليها بالسجن المؤبد الى ان يأذن الله بالفرج !
حيا ّ الله اصحاب النفوس الضعيفة والهمم الجشعة !
وماذا تساوي كنوز العالم كلها لدى الاب عندما تعنس ابنته فتدعو عليه دعاء مستجابة ، دعوة مظلوم علىظالم او قد تقع في الرذيلة فتخدش كرامته وتطأطئ راسه الى تحت قدميه وان كان قد قتلها بحجة غسل العار كالمعتاد !! ما الفائدة بعد
خراب الديار ؟؟
4 ـ معالجة هذه الازمات والعواصف عن طريق المؤسسات الخيرية الكبرى وهيئات خيرية عليا بدعم مادي من قبل الحكومات وتخفيف كاهل المصاريف عن الشباب المقبل على الزواج.
5 ـ فتح باب التعيينات وزيادة رواتب الموظفين واتاحة الفرص امام الطلبة لاكمال دراستهم في منطقة كوردستان وتوفير الجو الامني الازم لهم من قبل الحكومة الكوردستانية.
6 ـ تقوية البناء العقدي كعلامة لتكثيف القيم الاخلاقية عن طريق التوعية داخل الاسرة وترسيخ المعايير الشرعية لاختيار الزوجين وتجنب الاعراف والتقاليد الموروثة والدخيلة.
7 ـ قيام وسائل الاعلام بواجباتها التربوية والتوجيهية لحث الجهات المعنية على التحرك الفعلي والتنفيذي.
8 ـ كثير من الفتياة تتقدم بهن ّ السنون والعراقيل امامهم تزداد ولا تنقص والمشكلات تتفاقم في وجوههم يوما بعد يوم ، فعلى الفتاة ان تعي جيدا اذا تقدمت بها السن وبلغت من الكبر عتيا ً ، فان نظارتها ستذهب واشراقتها تتلاشى وتذبل
زهرة شبابها الغضة ويعزف عنها حتى من ارادها من قبل .وعليها ان لا تتخذ المرأة الاوروبية التي تعيش وحيدة مدى الحياة نموذجا تقتدي به فالفوارق كبيرة ولا تحصى بين المرأة الغربية والمرأة الشرقية لاسباب ساسردها لاحقا .
9 ـ القيام بحملات توعية شاملة بالتنسيق مع المؤسسات الاجتماعية النسوية ومنظمات المجتمع المدني من اجل اطلاع الفتيات والشباب على مخاطر هذه الظاهرة وتفاقم آثارها وانعكاسها على المجتمع عامة والفتاة خاصة ، وان اية عقبة امام
الزواج تعمل على عرقلته الفتاة ستدفع الثمن ! وذلك لان الشاب لديه الف باب وباب فربما يتزوج خارج البلاد او الانتظار لسنوات طويلة حتى تتاح الفرصة المناسبة له.
لذا ادعو الى حملة قوية تقوم بها مراكزنا ومؤسساتنا لمحاربة تلك الاسباب المذكورة والتركيز على خطورة ذلك على الفتيات بالدرجة الاولى وانعكاسه سلبا على حياتها اكثر من جميع الجهات …