رشيد عباس
في أجواءٍ متميزةٍ وفريدة استطاعت دار الكلمات للفنون والنشر أن تنظّم لقاءً بين الشاعر الكبير أدونيس ومجموعة غير قليلة من المهتمين والمثقفين في حلب. فقد أقامت دار الكلمات معرضاً مشتركاً للشاعر الكبير أدونيس والفنان التشكيلي علي مقوّس تم افتتاحه في مساء 13/4/2008م في مكان عرض اللوحات في دار الكلمات بحضور الشاعر أدونيس الذي استقبل الزوار وهم يرحبون به ويبدون ابتهاجهم لحضوره بينهم في حلب. وفي اليوم التالي في مساء 14/4/2008م بدأت ندوة حوار بين أدونيس ومجموعة من المثقفين والشعراء والمهتمين وذلك في مطعم قصر الوالي بحلب وكان الشاعر الكردي الشاب المتألق (جوان نبي) محظوظاً في أن يكون مديراً لهذه الندوة فقد بدأ افتتاح الندوة بكلمة رقيقة رحّب فيها باسمه وباسم الحضور بحضور الشاعر الكبير والناقد المثقف أدونيس وأبدى شكره للأستاذ عدنان الأحمد صاحب دار الكلمات على هذا النشاط المتميز.
وتضمنت كلمة جوان نبي تعريفاً بأدونيس وبأهم أعماله الشعرية والنقدية وبدوره العالمي في تأصيل الثقافة والإبداع. وقد علق أدونيس على كلمته قائلاً ” تحدث جوان عني بقلبه وقد لا أستحق هذا التعريف” ثم بدأ أدونيس الحوار بالحديث عن المعرض المشترك مع الفنان التشكيلي علي مقوّس ثم الحديث عن كتابه الجديد الذي وقعه في دار الكلمات بعنوان (لم أقل مرةًً أَحُن إلى شاطئٍ) وقال إن هذا الكتاب وهو (اثنتا عشرة قصيدة) جزء من كتاب سيصدر قريباً بعنوان (قصائد إلى أسمائي وإلى امرأةٍ لا أسميها) حيث يتضمن, على حد قوله, قصائد في الحب.. ثم ألقى على أسماعنا، النصوص التي جاءت في (لم أقل مرة أحنّ إلى شاطئ) منها:
لك، أنّى تكونين، جسم يجيءُ ويذهَبُ حولي،
كأنِّيَ بيتٌ له.
ليس حُلْماً ولا صورةً, ولا أتوهّمُ. جسمٌ
يتوهّجُ في ما أراهُ,
ويهْبُطُ فيَّ ويصعَدُ-
جسمٌ سواءْ
هو والنارُ والماءُ والريحُ
والكيمِياءْ.
جسدانا حقولٌ، براعمُ
والوقت كالعطر يخرجُ مِنْ بين أسمائها.
جسدانا كوكبانِ الْتقى فيهِما عاشقانِ
وراح يقرأان مداريهِما
ليس في جسدينا سوى الكشف عن لغة الابتداءْ.
ليس في جسدينا
سوى الغضبِ الطفلِِ يحيي على الأرضِ
ما قتلَتْهُ السماءْ.
كلُّ عرقٍ من عروقي سفينةُ حبٍّ
رُدَّني، أيُّها البَحرُ يا بَحرَها
مثلما أشتهي،
مثلما كنت – مَوْجاً.
لا تصدق أيها البحرُ :كلا
لم أقلْ مرّةً,
أحُنُّ إلى شاطئٍ.
– بعد ذلك حاور أدونيس المشاركين في الحوار ورد على أسئلتهم على اختلاف اتجاهاتها.
وأظهر من خلال حديثه أنّ في هذا الواقع العربي يتردد المرء في تسمية خمسة شعراء على سبيل المثال يمكن أن يكونوا كونيين (عالميين) وقارن هذا الشيء بالفن التشكيلي ، مؤكداً أنه لا يتردد المرء في تسمية عدد أكبر من الفنانين التشكيليين الذين ينطبق عليهم صفة الكونية (العالمية) والسبب الظاهر في انخفاض هذا الشيء في الشعر والأدب لا يكمن في العقل العربي وقابليته على الإبداع إنما العطل كما أكد في عقلية المؤسسة الثقافية الرسمية في الأقطار العربية. فالمؤسسة العربية إلى الآن لم تتجاوز أخطائها وسلبياتها.
وتحدث عن النقد الأدبي مبيناً انخفاض مستوى النقد وأنه لا يرقى إلى فهم النص الإبداعي ولا يتوغل في النص الأدبي فكل دراسة نقدية تحاول أن تضع على النص الآراء والأفكار النابعة من خارج النص ويُفهَم من كلام أدونيس أنه ليس بوسع النقد الأدبي الموجود الآن أن يدرك أبعاد النص الفنية والفكرية والرؤى الموجودة فيه بشكل أوضح وهذا الأمر الموجود في النقد ليس حصراَ على النقد العربي فقط إنما هو داء عام موجود حتى في الدول الغربية التي وصل فيها النقد في فترات سابقة إلى مستوى متقدم, فالآن, على حد قول أدونيس ,نادراَ ما تجد مقالاَ نقدياَ جاداَ في فرنسا ,مثلاَ, من ضمن الدراسات النقدية التي تصدر في كل يوم .
وفي الختام لا بد من التذكير بأن أدونيس هو الاسم المعروف الشهير لـ علي أحمد سعيد – ولد في عام 1930 في قرية قصابين بجبلة في محافظة اللاذقية –سوريا –اختار لنفسه اسم “أدونيس” منذ عام 1948 إعجاباَ بهذه الشخصية الأسطورية – درس الفلسفة بجامعة دمشق وتخرج بشهادتها عام 1954.ثم تابع دراسته العليا في بيروت وحصل على شهادة دكتوراه الدولة
في الأدب العربي, تزوج فتاة سورية معروفة اليوم وهي الدكتورة والناقدة خالدة سعيد- أسهم مع يوسف الخال في إصدار مجلة “شعر” 1957م، ثم أصدر مجلة “مواقف” 1969م واستمر في إصدارها إلى ما بعد 1976م – دُعي إلى كثير من عواصم العالم لحضور المؤتمرات وإلقاء المحاضرات الأدبية والثقافية في أمريكة وأوربة ومُنِح “جائزة ندوة الشعر العالمي” – عمل أستاذاً في كلية التربية في الجامعة اللبنانية حتى عام 1976م – إذ انتقل إلى دمشق وحرر في جريدة “ملحق الثورة الثقافي ” يعيش الآن في فرنسا تُرجِمت أعماله إلى الكثير من اللغات الأجنبية..
يُعَد من أهم المجددين في الثقافة والشعر العربيين المعاصرين – شاعر عالمي ومنظّر للشعر, ويؤكد أن الشعر خرقٌ للعادة وتجاوز للماضي إلى الحاضر والمستقبل,
والشكل والمضمون وحدة في كل أثر شعري، فالشعر تعبير عن الإنسان والعالم و على الشاعر الجديد أن يعارض (الثبات بالتحول والمحدود بللا محدود والشكل المنغلق الواحد المنتهي بالشكل المنفتح الكثير اللانهائي).
– من أعماله الشعرية:
1- أغاني مهيار الدمشقي 1961م
2- كتاب التحولات والهجرة في أقاليم الليل والنهار 1965م
3- المسرح والمرايا 1968م
4- الكتاب ج1 _1995م ثلاثة أجزاء
5- فهرس لأعمال الريح 1998م
– ومن أعماله النثرية:
1- مقدمة للشعر العربي 1971م
2- زمن الشعر 1972م
3- الثابت والمتحول 3 أجزاء (الأصول 1974م تأصيل الأصول 1977م وصدمة الحداثة 1978م)
4- الشعرية العربية 1985م
5- الصوفية والسريالية 1992م
6- النص القرآني وأفاق الكتابة1993 م.
لك، أنّى تكونين، جسم يجيءُ ويذهَبُ حولي،
كأنِّيَ بيتٌ له.
ليس حُلْماً ولا صورةً, ولا أتوهّمُ. جسمٌ
يتوهّجُ في ما أراهُ,
ويهْبُطُ فيَّ ويصعَدُ-
جسمٌ سواءْ
هو والنارُ والماءُ والريحُ
والكيمِياءْ.
جسدانا حقولٌ، براعمُ
والوقت كالعطر يخرجُ مِنْ بين أسمائها.
جسدانا كوكبانِ الْتقى فيهِما عاشقانِ
وراح يقرأان مداريهِما
ليس في جسدينا سوى الكشف عن لغة الابتداءْ.
ليس في جسدينا
سوى الغضبِ الطفلِِ يحيي على الأرضِ
ما قتلَتْهُ السماءْ.
كلُّ عرقٍ من عروقي سفينةُ حبٍّ
رُدَّني، أيُّها البَحرُ يا بَحرَها
مثلما أشتهي،
مثلما كنت – مَوْجاً.
لا تصدق أيها البحرُ :كلا
لم أقلْ مرّةً,
أحُنُّ إلى شاطئٍ.
– بعد ذلك حاور أدونيس المشاركين في الحوار ورد على أسئلتهم على اختلاف اتجاهاتها.
وأظهر من خلال حديثه أنّ في هذا الواقع العربي يتردد المرء في تسمية خمسة شعراء على سبيل المثال يمكن أن يكونوا كونيين (عالميين) وقارن هذا الشيء بالفن التشكيلي ، مؤكداً أنه لا يتردد المرء في تسمية عدد أكبر من الفنانين التشكيليين الذين ينطبق عليهم صفة الكونية (العالمية) والسبب الظاهر في انخفاض هذا الشيء في الشعر والأدب لا يكمن في العقل العربي وقابليته على الإبداع إنما العطل كما أكد في عقلية المؤسسة الثقافية الرسمية في الأقطار العربية. فالمؤسسة العربية إلى الآن لم تتجاوز أخطائها وسلبياتها.
وتحدث عن النقد الأدبي مبيناً انخفاض مستوى النقد وأنه لا يرقى إلى فهم النص الإبداعي ولا يتوغل في النص الأدبي فكل دراسة نقدية تحاول أن تضع على النص الآراء والأفكار النابعة من خارج النص ويُفهَم من كلام أدونيس أنه ليس بوسع النقد الأدبي الموجود الآن أن يدرك أبعاد النص الفنية والفكرية والرؤى الموجودة فيه بشكل أوضح وهذا الأمر الموجود في النقد ليس حصراَ على النقد العربي فقط إنما هو داء عام موجود حتى في الدول الغربية التي وصل فيها النقد في فترات سابقة إلى مستوى متقدم, فالآن, على حد قول أدونيس ,نادراَ ما تجد مقالاَ نقدياَ جاداَ في فرنسا ,مثلاَ, من ضمن الدراسات النقدية التي تصدر في كل يوم .
وفي الختام لا بد من التذكير بأن أدونيس هو الاسم المعروف الشهير لـ علي أحمد سعيد – ولد في عام 1930 في قرية قصابين بجبلة في محافظة اللاذقية –سوريا –اختار لنفسه اسم “أدونيس” منذ عام 1948 إعجاباَ بهذه الشخصية الأسطورية – درس الفلسفة بجامعة دمشق وتخرج بشهادتها عام 1954.ثم تابع دراسته العليا في بيروت وحصل على شهادة دكتوراه الدولة
في الأدب العربي, تزوج فتاة سورية معروفة اليوم وهي الدكتورة والناقدة خالدة سعيد- أسهم مع يوسف الخال في إصدار مجلة “شعر” 1957م، ثم أصدر مجلة “مواقف” 1969م واستمر في إصدارها إلى ما بعد 1976م – دُعي إلى كثير من عواصم العالم لحضور المؤتمرات وإلقاء المحاضرات الأدبية والثقافية في أمريكة وأوربة ومُنِح “جائزة ندوة الشعر العالمي” – عمل أستاذاً في كلية التربية في الجامعة اللبنانية حتى عام 1976م – إذ انتقل إلى دمشق وحرر في جريدة “ملحق الثورة الثقافي ” يعيش الآن في فرنسا تُرجِمت أعماله إلى الكثير من اللغات الأجنبية..
يُعَد من أهم المجددين في الثقافة والشعر العربيين المعاصرين – شاعر عالمي ومنظّر للشعر, ويؤكد أن الشعر خرقٌ للعادة وتجاوز للماضي إلى الحاضر والمستقبل,
والشكل والمضمون وحدة في كل أثر شعري، فالشعر تعبير عن الإنسان والعالم و على الشاعر الجديد أن يعارض (الثبات بالتحول والمحدود بللا محدود والشكل المنغلق الواحد المنتهي بالشكل المنفتح الكثير اللانهائي).
– من أعماله الشعرية:
1- أغاني مهيار الدمشقي 1961م
2- كتاب التحولات والهجرة في أقاليم الليل والنهار 1965م
3- المسرح والمرايا 1968م
4- الكتاب ج1 _1995م ثلاثة أجزاء
5- فهرس لأعمال الريح 1998م
– ومن أعماله النثرية:
1- مقدمة للشعر العربي 1971م
2- زمن الشعر 1972م
3- الثابت والمتحول 3 أجزاء (الأصول 1974م تأصيل الأصول 1977م وصدمة الحداثة 1978م)
4- الشعرية العربية 1985م
5- الصوفية والسريالية 1992م
6- النص القرآني وأفاق الكتابة1993 م.