جان كورد
الجمعة، 03 تشرين الأول، 2008 من المقالات والرسائل العديدة التي كتبها الأستاذ محسن جوامير بصدد “اللغة الفصحى!” الكوردية، وأظني يقصد بها اللهجة الصورانية دون غيرها من لهجات كوردستان، والتي تبرأ أو تنصل في احداها من الكوردايه تي لأنه يرى اتجاها في قيادة الاقليم الكوردي لاتوافقه على توجهاته في هذه المسألة، ومن الرسالتين التي رد بهما على الأستاذ هفال زاخويى وعلي أنا، ونشرتها مواقع كوردية أخرى اضافة إلى موقعي المتواضع (كورداخ نت)، أكاد أفهم من أخينا في الله وفي الوطن ثلاث نقاط هامة، الا وهي:
الجمعة، 03 تشرين الأول، 2008 من المقالات والرسائل العديدة التي كتبها الأستاذ محسن جوامير بصدد “اللغة الفصحى!” الكوردية، وأظني يقصد بها اللهجة الصورانية دون غيرها من لهجات كوردستان، والتي تبرأ أو تنصل في احداها من الكوردايه تي لأنه يرى اتجاها في قيادة الاقليم الكوردي لاتوافقه على توجهاته في هذه المسألة، ومن الرسالتين التي رد بهما على الأستاذ هفال زاخويى وعلي أنا، ونشرتها مواقع كوردية أخرى اضافة إلى موقعي المتواضع (كورداخ نت)، أكاد أفهم من أخينا في الله وفي الوطن ثلاث نقاط هامة، الا وهي:
– اللهجة الصورانية هي لغتنا الفصحى والرسمية واللهجات الكوردية الأخرى (الكورمانجية والزازائية والهورامانية) ليست إلا “لهجات” أو “لهيجات” لاشأن لها، ولاداعي لتعلمها من قبله ويمكن اهمالها خدمة لبناء الدولة القومية الموحدة واللغة الكوردية الموحدة، وهذا غريب حقا، اذ كيف يمكن بناء أمة بتجاوز أو باهمال أهم لهجاتها من حيث التوزع الجغرافي والكم السكاني، وأقصد الكورمانجية بالنسبة للأمة الكوردية، والاكتفاء أو الاختصار على لهجة لايتكلم بها سوى ثلث أبناء وبنات هذه الأمة، مع تأكيدي على أهميتها وقوتها وتطورها وضرورة أن لاتهمل أبدا… طبعا أستاذنا القدير محسن جوامير لايقول صراحة بأنه يعمل على أن تكون اللهجة الصورانية هي الأساس لبناء الصرح القومي، ولكن من يقرأ مقالاته ورسائله ومذكراته يعلم فوق أي شيء يمر ماء الجدول كما يقول المثل البهديني…
– الأستاذ محسن جوامير لايبدي اهتماما بالحروف اللاتينية في مجال نشر وتعلم وتثبيت اللغة الكوردية، على الرغم من أن أكثرية الأمة الكوردية تستخدم هذه الحروف منذ ثلاثينات القرن الماضي، وأقصد كورد شمال وغرب كوردستان، وهم يزيدون عن ال 25 مليونا من البشر على أقل تقدير، اضافة إلى أغلبية المهاجرين الكورد في سائر أنحاء الدول الغربية، والكثيرون من أبناء وبنات أمتنا في جمهوريات الاتحاد السوفييت المنفرط عقده… ولا أدري كيف سيتعلم كل هؤلاء الكورد الكتابة بالحروف العربية المشوهة لتدوين الكوردية، في حين أن البشرية، حتى في الصين واليابان والهند المعروفة بكبريائها القومي لاتتوانى عن تعليم أطفالها الكتابة بالحروف اللاتينية، إلى جانب حروفها القديمة الخاصة، ولاينكر أن لها أيضا تراث ثقافي تاريخي هائل ولم يدخل الروع في قلوبها بسبب الكتابة بهذه الحروف الغربية..
– ناقدنا المحترم محسن جوامير يركز وبشدة على “اقليم كوردستان العراق” وعلى دور الحكومة العراقية المركزية مستقبلا في تعميم واقرار ونشر “اللغة الكوردية الفصحى!” أي “اللهجة الصورانية”، ويهمل بموازاة ذلك وجود الاقاليم الكوردية الأخرى في مجال احياء وبناء الأمة الكوردية لغويا وثقافيا… وهذا ليس باتهام، فهو لايدعو – مثلا – إلى جعل اللهجة البهدينانية (فرع من فروع الكورمانجية) لغة فصحى في الاقليم، وانما يسعى إلى فرض ما هو واقع، ونعلم بأن النظام العراقي البائد كان وراء ذلك، اضافة إلى بعض مثقفي الكورد الذين كانوا يكتبون باللهجة الصورانية وباللغة العربية ولكنهم كانوا يكرهون الكورمانجية كرههم للكوليرا والسرطان والملاريا… وكانوا يتوجهون إلى الحكومة المركزية العربية العراقية برجائهم لمنع استخدام اللهجة الكورمانجية بذريعة أنهم عاملون في سبيل بناء وتعزيز وتوحيد “اللغة الكورمانجية الفصحى!”… ولكن هل لهجاتنا الكوردية الأخرى غير “فصحى!” أو لاتفهم أو أنها ضعيفة؟ وماذا يقول هؤلاء عن شعرائنا العظام أحمدى خانى وملايى جزيري وبرتويى هكاري وفقى تيران الذين كتبوا بالكورمانجية دواوين خالدة؟
الأستاذ محسن جوامير يأمل اليوم أيضا في أن تضع حكومة المالكي المتوجه نحو المركزية المتشددة أو من سيخلفه في الحكم غدا حدا للاتجاه الكوردي الداعي إلى تدريس “لهيجة بهدينانية!” في اقليم كوردستان العراق!!!… طبعا إنه يلف ويدور، ولكنه يقود باصرار جمله المنهك صوب السراب الذي يأمل فيه الماء.. أنا أعرف عديدا من الاخوة المثقفين والكتاب من جنوب كوردستان الذين يخافون حقا من أن تطمر لهجتهم البهدينانية تحت القصف المستمر من “عشاق” اللهجة الصورانية، ولكنهم لايحبذون الافصاح عن مخاوفهم تلك حتى لايفهوا بشكل خاطىء ولا يتهموا باثارة النعرات المحلية أو المناطقية، ولكن يبدو أن الأستاذ محسن جوامير لايراعي هذه الناحية، ويصرخ ملء فمه مناديا بأن تكون لهجته المحلية “لغة كوردية فصحى” وغيرها “غير فصحى!”، وإن لم يكن هذا بصحيح فليطالب مرة واحدة وبصراحة بجعل “اللهجة البهدينانية” لغة المدارس الرسمية بدلا عن “اللهجة الصورانية”، وإن كان يؤمن فعلا بوحدة الأمة الكوردية التي تتكلم في غالبيتها العظمى بتلك “اللهيجات غير الفصحى!”…
إن حديثه المعسول عن الأمم “العاقلة!” و”المتقدمة!” التي أهملت لهجاتها المحلية ولهيجاتها “التعبانة” وتمكست بلغاتها الفصحى غير واقعي وغير منطقي البتة، فالوضع الذي تمر به الأمة الكوردية وتجزئتها وتفتيتها تاريخيا وسياسيا مختلف في الجوهر والأصل عما عليه الأمة العربية المجاورة مثلا، فاللغة الفصحى العربية تثبتت تاريخيا بسبب وجود “القرآن”، والفارسية اعتمدت على ملاحمها الكبيرة المدونة، في حين أن أستاذنا الكريم لايهتم بالملاحم العديدة التي نراها في الكورمانجية، لأنه يهمل قراءتها بالحروف اللاتينية أيضا… أما الألمان والسويديون والطليان والفرنسيون فأوضاعهم اللغوية مختلفة حقا من حيث تطور لغاتهم وتدريسها ونشرها وجعلها لغات شعبية، وأي مقارنة في هذا المجال فاشلة… فالتطور اللغوي الهائل في شمال وغرب كوردستان – مثلا – لم يعد بالامكان ايقافه ولوي عنقه، والاكتفاء بالحديث عن جزء من كوردستان دون غيره من الأجزاء الأخرى، لايخدم بناء الأمة الكوردية، مهما كانت العملية التعليمية والتثقفية في ذلك الجزء متطورة ضمن اطار هذه اللهجة أوتلك. إذ هناك تطور هائل على السكة الموازية ايضا…
اللغة التي يكتب بها مئات المؤلفين الكورمانج، والتي وصلت إلى حد تطورها إلى لغة “ستاندرد” تقريبا هي أيضا “لغة كوردية فصحى” يا أستاذنا القدير، ولذا لن تحقق أملك بمسحها من الوجود لأي سبب كان، وكل الزيوت التي تصبها وتدهن بها مطالبك الصريحة بجعل الصورانية لغة رسمية فصحى للاقليم الجنوبي من كوردستان لاتستطيع اخفاء حقيقة أنك لاتزال تسير متقدما جملك المتعب في البيداء، راكضا وراء السراب كماقلنا آنفا، وكان من الأفضل أن تشمر عن ساعديك وتتعلم الكورمانجية قراءة وكتابة، وتعلم أبناءك بها أيضا، بدلا عن تضييع الوقت في توجيه رسائل الاستجداء للحكومة المركزية العراقية أو حكومة اقليم كوردستان، أو تتنصل عن الكوردايه تي في احدى حالات التوتر النفسي لأن هذه الحكومة الكوردية لاتلبي طلبك الغريب هذا…
إن حل مشكلة اللهجات الكوردية مرهون بالتفاعل الاقتصادي الثقافي الاجتماعي في كوردستان، وهذا ما سيتحقق بالتأكيد عندما يكونلنا نظاماعلامي وثقافي كوردستاني متطور، وحركة اقتصادية في الاتجاهين المعاكسين عبر حدود الاقليم…وعندما تفتح صدرك لنا نحن الكورمانج مثلما يفتح الكورمانج صدورهم لاخوتهم الصوران، وليكن لك في الدكتور شفان عبرة، إذ كان هذا المناضل الكبير من اخوتنا الزازائين (الظاظا)، ولم يكن يتكلم الكورمانجية، إلا أنه أصر على تعلم لهجة الأكثرية الكوردية فتعلمها في وقت قصير وكتب بها حتى يوم استشهاده…
– الأستاذ محسن جوامير لايبدي اهتماما بالحروف اللاتينية في مجال نشر وتعلم وتثبيت اللغة الكوردية، على الرغم من أن أكثرية الأمة الكوردية تستخدم هذه الحروف منذ ثلاثينات القرن الماضي، وأقصد كورد شمال وغرب كوردستان، وهم يزيدون عن ال 25 مليونا من البشر على أقل تقدير، اضافة إلى أغلبية المهاجرين الكورد في سائر أنحاء الدول الغربية، والكثيرون من أبناء وبنات أمتنا في جمهوريات الاتحاد السوفييت المنفرط عقده… ولا أدري كيف سيتعلم كل هؤلاء الكورد الكتابة بالحروف العربية المشوهة لتدوين الكوردية، في حين أن البشرية، حتى في الصين واليابان والهند المعروفة بكبريائها القومي لاتتوانى عن تعليم أطفالها الكتابة بالحروف اللاتينية، إلى جانب حروفها القديمة الخاصة، ولاينكر أن لها أيضا تراث ثقافي تاريخي هائل ولم يدخل الروع في قلوبها بسبب الكتابة بهذه الحروف الغربية..
– ناقدنا المحترم محسن جوامير يركز وبشدة على “اقليم كوردستان العراق” وعلى دور الحكومة العراقية المركزية مستقبلا في تعميم واقرار ونشر “اللغة الكوردية الفصحى!” أي “اللهجة الصورانية”، ويهمل بموازاة ذلك وجود الاقاليم الكوردية الأخرى في مجال احياء وبناء الأمة الكوردية لغويا وثقافيا… وهذا ليس باتهام، فهو لايدعو – مثلا – إلى جعل اللهجة البهدينانية (فرع من فروع الكورمانجية) لغة فصحى في الاقليم، وانما يسعى إلى فرض ما هو واقع، ونعلم بأن النظام العراقي البائد كان وراء ذلك، اضافة إلى بعض مثقفي الكورد الذين كانوا يكتبون باللهجة الصورانية وباللغة العربية ولكنهم كانوا يكرهون الكورمانجية كرههم للكوليرا والسرطان والملاريا… وكانوا يتوجهون إلى الحكومة المركزية العربية العراقية برجائهم لمنع استخدام اللهجة الكورمانجية بذريعة أنهم عاملون في سبيل بناء وتعزيز وتوحيد “اللغة الكورمانجية الفصحى!”… ولكن هل لهجاتنا الكوردية الأخرى غير “فصحى!” أو لاتفهم أو أنها ضعيفة؟ وماذا يقول هؤلاء عن شعرائنا العظام أحمدى خانى وملايى جزيري وبرتويى هكاري وفقى تيران الذين كتبوا بالكورمانجية دواوين خالدة؟
الأستاذ محسن جوامير يأمل اليوم أيضا في أن تضع حكومة المالكي المتوجه نحو المركزية المتشددة أو من سيخلفه في الحكم غدا حدا للاتجاه الكوردي الداعي إلى تدريس “لهيجة بهدينانية!” في اقليم كوردستان العراق!!!… طبعا إنه يلف ويدور، ولكنه يقود باصرار جمله المنهك صوب السراب الذي يأمل فيه الماء.. أنا أعرف عديدا من الاخوة المثقفين والكتاب من جنوب كوردستان الذين يخافون حقا من أن تطمر لهجتهم البهدينانية تحت القصف المستمر من “عشاق” اللهجة الصورانية، ولكنهم لايحبذون الافصاح عن مخاوفهم تلك حتى لايفهوا بشكل خاطىء ولا يتهموا باثارة النعرات المحلية أو المناطقية، ولكن يبدو أن الأستاذ محسن جوامير لايراعي هذه الناحية، ويصرخ ملء فمه مناديا بأن تكون لهجته المحلية “لغة كوردية فصحى” وغيرها “غير فصحى!”، وإن لم يكن هذا بصحيح فليطالب مرة واحدة وبصراحة بجعل “اللهجة البهدينانية” لغة المدارس الرسمية بدلا عن “اللهجة الصورانية”، وإن كان يؤمن فعلا بوحدة الأمة الكوردية التي تتكلم في غالبيتها العظمى بتلك “اللهيجات غير الفصحى!”…
إن حديثه المعسول عن الأمم “العاقلة!” و”المتقدمة!” التي أهملت لهجاتها المحلية ولهيجاتها “التعبانة” وتمكست بلغاتها الفصحى غير واقعي وغير منطقي البتة، فالوضع الذي تمر به الأمة الكوردية وتجزئتها وتفتيتها تاريخيا وسياسيا مختلف في الجوهر والأصل عما عليه الأمة العربية المجاورة مثلا، فاللغة الفصحى العربية تثبتت تاريخيا بسبب وجود “القرآن”، والفارسية اعتمدت على ملاحمها الكبيرة المدونة، في حين أن أستاذنا الكريم لايهتم بالملاحم العديدة التي نراها في الكورمانجية، لأنه يهمل قراءتها بالحروف اللاتينية أيضا… أما الألمان والسويديون والطليان والفرنسيون فأوضاعهم اللغوية مختلفة حقا من حيث تطور لغاتهم وتدريسها ونشرها وجعلها لغات شعبية، وأي مقارنة في هذا المجال فاشلة… فالتطور اللغوي الهائل في شمال وغرب كوردستان – مثلا – لم يعد بالامكان ايقافه ولوي عنقه، والاكتفاء بالحديث عن جزء من كوردستان دون غيره من الأجزاء الأخرى، لايخدم بناء الأمة الكوردية، مهما كانت العملية التعليمية والتثقفية في ذلك الجزء متطورة ضمن اطار هذه اللهجة أوتلك. إذ هناك تطور هائل على السكة الموازية ايضا…
اللغة التي يكتب بها مئات المؤلفين الكورمانج، والتي وصلت إلى حد تطورها إلى لغة “ستاندرد” تقريبا هي أيضا “لغة كوردية فصحى” يا أستاذنا القدير، ولذا لن تحقق أملك بمسحها من الوجود لأي سبب كان، وكل الزيوت التي تصبها وتدهن بها مطالبك الصريحة بجعل الصورانية لغة رسمية فصحى للاقليم الجنوبي من كوردستان لاتستطيع اخفاء حقيقة أنك لاتزال تسير متقدما جملك المتعب في البيداء، راكضا وراء السراب كماقلنا آنفا، وكان من الأفضل أن تشمر عن ساعديك وتتعلم الكورمانجية قراءة وكتابة، وتعلم أبناءك بها أيضا، بدلا عن تضييع الوقت في توجيه رسائل الاستجداء للحكومة المركزية العراقية أو حكومة اقليم كوردستان، أو تتنصل عن الكوردايه تي في احدى حالات التوتر النفسي لأن هذه الحكومة الكوردية لاتلبي طلبك الغريب هذا…
إن حل مشكلة اللهجات الكوردية مرهون بالتفاعل الاقتصادي الثقافي الاجتماعي في كوردستان، وهذا ما سيتحقق بالتأكيد عندما يكونلنا نظاماعلامي وثقافي كوردستاني متطور، وحركة اقتصادية في الاتجاهين المعاكسين عبر حدود الاقليم…وعندما تفتح صدرك لنا نحن الكورمانج مثلما يفتح الكورمانج صدورهم لاخوتهم الصوران، وليكن لك في الدكتور شفان عبرة، إذ كان هذا المناضل الكبير من اخوتنا الزازائين (الظاظا)، ولم يكن يتكلم الكورمانجية، إلا أنه أصر على تعلم لهجة الأكثرية الكوردية فتعلمها في وقت قصير وكتب بها حتى يوم استشهاده…