إلى دمعتك التي انهمرت على مقعدك الجامعي حينما فارقت زملاءك , و هم يتأججون ثقة , أنه ثمة منابر إعلامية داخل بلدك , أو خارجه , ستوفر لهم رزماً من الأقلام , و صفحات بيضاء للكتابة , و أجهزة حواسيب مؤسساتية تخزن ذاكرتهم الصحفية .. وصولاً إلى هذا التاريخ.
خطوة , خطوتان إلى الأمام , في معابر الكلمة الحرة , التي تثقل كاهلنا كل يوم بضرائب أكبر , تكاد تفقدنا جزءاً لا يتجزأ من ذواتنا, لنجد لوائح أسمائنا في نهاية كل دورة من الدورات التي يمر بها العالم مجردة من حقوق عدة
و لأني لست في معرض الحديث عن رصد حالة غريبة عن مجتمعنا , فإنني أخص بالذكر الاستجوابات و التحقيقات المطولة التي تتعرض لها الصحفية الكردية لافا خالد , إذ أنها في كل مرة تقطع مئات الكيلومترات من بلدتها القحطانية (تربه سبيه) في أقصى شمال الشرق إلى دمشق , و تقف لساعات طويلة من القلق , و نتيجة حجج و ذرائع واهية لا أصل لها و لا فصل من الحقيقة , ذلك لأنه ليس من إمكاني أن أتصور لافا خالد , ذلك الكائن الرقيق الذي لا يعرف الحقد و الزيف و سوى ذلك , بل و لا أتصورها إلا محبة لوطنها و أهلها, و كل م يحث لها إنما هو بسبب الموضوعية التي تمتاز بها كتاباتها , و في سلسلة المعاني و الدلالات الواضحة التي تتناولها , كصحفية معنية بالشأن العام , و من الأجدر أن يتم مكافأتها …!!
و هل كان لها أن تقف عاجزة عن الكتابة , و التعبير عن آرائها , بعد أن جردت منذ ولادتها من تدوين اسمها في سجل ولادات المواطنين , شأنها شأن باقي الأجانب و المكتومين المحرومين من الجنسية , و الذي بدوره يحرمها من حق التوظيف , و من انتسابها إلى نقابة مهنية , شأن سواها من خريجي قسم الصحافة …!
ترى هل لنا أن نتخيل صحفية أكاديمية لا يحق لها إلا أن تحوم في مطبخ المنزل , أو تجلس لساعات أمام شاشة التلفاز , دون أن تعلق عما تشاهده و تقرأه …؟
هل ستتوقفين يا لافا أمام هذا الحاجز , أم أن الأمر سيزيد من عزيمتك , بعد أن تم استدعاؤك باسمك الشخصي من مجموع أسماء صحفيات و صحفيين , ربما يتم تكريمهم يومياً هنا و هناك , لأنهم يعرفون كيف يكتبون , و هذه دلالة على مهنيتك و حرفيتك العالية في الكتابة ..؟