بمناسبة يوم الصحافة الكردية.. روشـن بدرخان

بقلم: دلاور زنكي
dilawerzengi@nefel.com

بعد إخفاق السلطان عبدالحميد، وتسلّم السلطان رشاد سدة الحكم في البلاد تحسنت حالة الحريات، وصدرت احكام بالعفو عن المعتقلين والسجناء. في تلك الفترة كان صالح محمود بدرخان قد أمضى في السجن المؤبد عشرة أعوام، ولما كان مشمولاً بالعفو العام أخرج من السجن ونُفي الى مدينة “قيصرية”.

في اليوم الحادي عشر من شهر تموز عام تسعة وتسعمائة وألف، 11/تموز/1909 أمسك السلطان رشاد بمقاليد الحكم، وفي اليوم نفسه رزق صالح محمود بدرخان بابنة سُميت “روشن”. وبعد مرور عامين في مدينة “قيصرية” هاجرت أسرتها الى استنبول حيث تقيم فيها جالية كبيرة من العائلة البدرخانية. ثم أن صالح بدرخان هاجر بعد حين الى دمشق وأقام فيها ملهماً في قضايا قومه ساعياً الى صلاح أمرهم…لا يطلب ثراء، أو جاهاً أو شهرة أو رخاء عيش.
كتب صالح بدرخان كثيراً، ونشر كتاباته في الصحف والمجلات. فقد كان وضع نصب عينيه-رقي شعبه، وكان كل همه إسعاد ابنائه… يدأب على ذلك ليله ونهاره دون كلل أو سأم.
بعد فترة من اقامته في دمشق ظل دون عمل، وفي هذه الأثناء اندلعت نار الحرب الكونية الأولى، وساءت الأحوال المعيشية والحياتية في العالم برمته فاضطر مكروهات تحت هذه الظروف القاسية للعمل في سجن قلعة دمشق. ولكنه –وآأسفاه- أصيب بالتيفوئيد، ولم يطل به المرض فمات في الثلاثين من آذار عام خمسة عشر وتسعمائة وألف 30/آذار/1915م. وفي هذا العام لم تكن روشن قد ناهز عمرها ستة أعوام.
بعد رحيل صالح بدرخان أدخلتها أمها/سامية بدري بدرخان باشا/ المدرسة، ولما أنهت دراستها الإعدادية التحقت بدار المعلمات، وبعد أن نالت شهادتها عام 1924م مارست التعليم. “كانت روشن بدرخان ضمن الدفعة الثالثة من خريجات دار المعلمات في سورية”.
وفي عام 1925م سافرت الى مدينة الكرك الأردنية واستتب بها المقام بعد أن شغلت وظيفة “مديرة” في احدى المدارس. كانت تكتب في الصحافة الفلسطينية حول المسألة العربية وما يجري في سوريا من أحداث، وأنباء الثوار السوريين ضد الحكومة الفرنسية. وكانت تنشر مقالات في مجلة منيرفا اللبنانية. وكما كانت تكتب المقالة بشكل دوري في جريدة /الحرية/ لصاحبها يوسف ملك.
وفي عام 1928م عادت أدراجها الى دمشق وشغلت وظيفتي التعليم والتوجيه والادارة في عدة مدارس.
شاءت الأقدار أن تتزوج مرتين: المرة الأولى من السيد(عمر مالك حمدي) حصل في سنة 1929، لكن هذا الزواج لم يستمر طويلاً إذ دام قرابة سنتين، وانتهى بالطلاق في عام 1931، وقد رزقت بفتاة واحدة، اسمها أسيمة ولدت في 15 تشرين الثاني 1930م.
وفي المرة الثانية والأخيرة كان زواجها في اليوم الموافق لـ22/2/  1935 تزوجت الأمير جلادت بدرخان[1]، وكان ثمرة زواجهما المولودة “سينم” في21 آذارمن عام 1938م والمولود “جمشيد” في 9 تشرين الثاني عام 1939م. وكان فارق السن بينهما /24/عاماً.
وفي عام 1934م عُيّنتْ عضواً في جمعية الاتحاد النسائي السوري.
 وفي اواسط الأربعينات عملت في محطة الاذاعة السورية كمعدة لبرنامج تربوي هادف خاص للأطفال تحت اسم/ قصص الأطفال/، وكان البرنامج يُبث مرة واحدة في الأسبوع.
وفي عام 1944م مثلت المرأة السورية في المؤتمر النسائي العالمي الذي انعقد في مصر. وقد كانت حياتها حافلة بالنبل والوطنية ومناوئة للاحتلال بكل صورهِ وأشكاله. ناصرت القضايا العربية وتصدت بكل افكارها واحاسيسها للانتداب الفرنسي على سورية، وناهضت الاستعمار وحاربته ما وسعها ذلك.
وَدَعَتْ بشكل خاص الى نصرة الشعب الفلسطيني واسترجاع وطنه المغتصب واسترداد حقوقه الشرعية المسلوبة. علّمت في المدارس العربية، وكتبت المقالات باللغة العربية ونشرتها.. لقد كانت تعلّم الصغار في المدارس بالقدر الذي كانت تربيهم تربية حسنة وتنشئهم النشأة الصالحة.
إن حياة السيدة روشن بدرخان الوطنية لهي موضع فخار واعتزاز فإلى جانب مهنتها التعليمية، عملت كـمصلحة اجتماعية، لها أبحاث في شؤون السجون والمعتقلات وفي قضايا النساء البائسات اللائي أُلقي بهن في غياهب السجون يعانين قسوة الأسر ومرارة شظف العيش، وجاهدت لتحسين أحوالهن، ولفتت الأنظار إليهن. وبكل أناة ورحابة صدر مدت يد العون لكل من يغالبون متاعب الحياة، ولم تدع معضلة اجتماعية دون أن تساهم في معالجتها ووضع الحلول لها. لقد كانت حياتها مفعمة بالحركة والنشاط والأعمال الصالحة، زاخرة بالفصائل، خالية من الثرثرة والهذر والتبجح، والفحار الأجوف، لأنها كانت صورة ناصعة عن أجدادها البدرخانين، وكانت أعمالها مرآة صادقة لمآثرهم وأياديهم البيضاء وكانت حلقة وصل بين ماضٍ ولّى وأدبر بحسناته، وبين مستقبل زاهر مشرق، وأمل راهن يَعُِد بتحقيق الامنيات الكبيرة. حلقة وصل بين أولئك الاسلاف الذين أمضوا زهرة اعمارهم في سبيل وطنهم الكبير وبين الأحفاد الذين سوف يتابعون مسيرتهم البطولية… لقد كانت امرأة منافحة مكافحة مجاهدة عانت من الشدائد وقسوة الحياة ولا سيما بعد رحيل زوجها جلادت بدرخان عام1951. نظراً لتدهور أحوالها الاقتصادية والمعيشية انتقلت في عام 1972من دمشق الى بانياس  عسى ولعل أن يتحسن وضعها المعيشي، ومنذ ذلك الحين حتى وفاتها  كانت تعيش في مدينة بانياس.
يقال أن وراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة. أجل لقد كانت روشن ظهيراً ونصيراً ومؤازرة لزوجها العلامة أمير المتنورين جلادت بدرخان، تعينه في انجاز أعماله وعلى الرغم من اعمالها واعبائها اليومية كتبت ونشرت في زمان سادت فيه الامية، وتحت ظروف الاربعينات من هذا القرن اذ لم تكن الدراسة متاحة وكثير من القرى والنواحي لم تكن فيها مدارس. عُرفت روشن بدرخان قلماً نسوياً كردياً رائداً. كتبت بالكردية والعربية والتركية. وكانت تجيد الى جانب هذه اللغات اللغة الفرنسية ولها إلمام باللغة الانكليزية.
“وجميل ان نقرأ بعضاً من ترانيم براعتها وهي تخاطب المرأة الكردية وتحاول ان تدلف الى اعماق الأسرة وبيدها قنديل حضاري اخضر يشع حباً واملاً في ان تزهو الحياة الاجتماعية والاسرية ببريق التمدن والتقدم وان ترفل الطفولة بنعم العلم من أجل بناء مجتمع سليم في وقت كان الجهل والمرض شدقين متوحشين ينهشان فلذات أكبادنا”[2].
 وقد كتبت في مجلة هاوار تقول في احدى كتاباتها المعنونة بـ ركن الاسرة- (الاسرة والمعلم):
“إن اولئك الرجال الذين يتقلدون مقاليد الأمور ويتصرفون في مصائر الشعوب تخرجوا من مدارس المرأة ونشأوا بين أحضانها وتعلموا منها”[3].
اذن تريد روشن بدرخان ان تقول ان العناصر المؤثرة في المجتمع تؤثر من خلال مكوناتها التربوية والتي تأسست منذ فترة الطفولة وكان للأم اليد في رصن مكونات الشخصية والتي تبقى عوامل مؤثرة وبشكل مستمر طوال الحياة وتستشهد الكاتبة بالمثل الكردي الشعبي الذي يفيد: “ان ما يتناوله الرضيع مع الحليب يبقى ملازماً حتى المشيب”.
لم تكن روشن بدرخان ترى أن عمل المرأة الكردية محصور في تربية اطفالها وتدبير شؤون منزلها ولكن هم المرأة الأكبر يجب أن ينصب على تعليم أولادها ومحاربة أمِّيتهم وجهلهم. تقول في إحدى كتاباتها موجهة حديثة الى شقيقاتها من النساء: “أيتها الأخوات العزيزات…إنكن تعلمن أن داء شعبنا العضال هو الجهل. إن الجهل مرض من الأمراض، وما دواؤه إلا العلم. إن الشعوب والمجتمعات الواعية التي تداوي علل الجهل وأسقامه في مصحات ومستشفيات خاصة تدعى “المدارس” أما الأطباء فهم المعلمون “.
قد تستطِع القول: إن روشن بدرخان عرفت كثيراً من رغبات المرأة العادية وامنياتها وطموحها، يدلنا على ذلك ما جاء بقلمها في العدد الثامن والعشرين من مجلة هاوار تحت عنوان “المرأة والسعادة المنزلية”[4]:
“يعتقد جمع غفير من النساء أن السعادة الزوجية تجلبها الثروة والأموال. لكن الأمر ليس كذلك فإن السعادة وراحة البال ليستا من حظ الاغنياء وحدهم، وانك لواجد في اكواخ كثير من الفقراء والبائسين من السعادة والمسرات ما لا تجده في قصور الاثرياء”.
إن روشن بدرخان كما يبدو لنا تريد أن تدخل في روع المرأة ان السعادة لا تشترى بالأموال ولا تجلبها القصور… والسعادة في خاتمة المطاف ليست إلا الكلمة الطيبة والعلاقات الانسانية الحسنة والسعي والعمل لصلاح العباد والبلاد… إن السعادة التي قد أقتنيها ببذل الأموال هي زائلة لا محالة لكن السعادة التي تجلبها المعرفة والقناعة خالدة غير زائلة.
ان الانفعال داء وبيل في الأسرة يفقدها سعادتها وعلى المرأة ان تكون اهدأ من زوجها لا سيما اذا وجدت زوجها منفعلاً فعليها ان لا تزيد النار حطباً، بل عليها ان تكون ماء تطفىء تلك النار… فإن حاولت المرأة ان تحتوي انفعالات زوجها عادت الحياة طبيعية.
في عام 1956 أسست روشن بدرخان بالتعاون مع الدكتور نوري ديرسمي، وحسن هشيار، وحيدر حيدر وأوصمان أفندي جمعية “الثقافة والتعاون الكردي”. واستطاعت بصبرها وجلدها وطول أناتها أن تذلل الصعوبات وتنتصر على متاعب الحياة.
وفي عام 1957 مثلت الأكراد في مؤتمر اثينا “لمكافة الاستعمار” رغم مضايقتها من قبل الشوفينيين العرب امثال مشيل عفلق وغيره، إلا أنها لعبت دوراً بارزاً ومهماً في المؤتمر، والقت كلمة، فكانت مكان اعجاب الجميع.
كتبت روشن بدرخان عن الأكراد وهمومهم باللغة الكردية ونشرت بعض الكتب والبحوث والمقالات باللغة العربية… وفي عام 1972م ساهمت في تحضيرأعمال المؤتمر الثالث الذي عقدته جمعية الاتحاد النسائي الكردي في إقليم كردستان الجنوبي، وقد كان حضورها ومساهمتها باعثاً على نجاح المؤتمر. وفي نفس العام حازت على شرف العضوية في المجمع العلمي الكردي، وفي تلك الأيام سافرت الى استنبول تلبية لدعوة المجمع العلمي الكردي. وكانت الغاية من حضورها أنها كُلفت بالسعي للبحث عن المخطوطات وجميع الملفات الكردية في المكتبات التركية و”الأرشيف التركي” والحصول عليها وارسالها الى مكتبة المجمع العلمي الكردي.
وفي الحقيقة فإن روشن بدرخان تستحق الإطراء والثناء الجميل إذ أدَّت مهمتها بجدارة في صمت وهدوء ونجحت في ذلك نجاحاً باهراً.
إن عمر الأشخاص لا يقدر بعدد الأعوام، بل بما ينجزون من اعمال البر واصطناع المعروف والاتيان بالفضائل والاحسان الى المجتمع كلما استطاع الى ذلك سبيلاً. ولهذا نستطيع القول بأنّ روشن بدرخان ما زالت حية نحاورها وتحاورنا نقاسمها وتقاسمنا الهموم والآمال، وما شعرنا قط أنها غائبة عنها فهذه آثارها تحدثنا وتنير لنا الدرب وتهدينا الى سبل الرشاد. لقد رحلت روشن بدرخان عنّا في 1/6/1992م[5] لكنّها ماثلة بيننا بفضائل اعمالها.
قالت لي روشن بدرخان وهي على فراش الموت قبل رحيلها بساعات:
“أيْ بني: عندما ظهرنا وعملنا وناضلنا وكان لنا وجود لم تكونوا قد وُجِدْتم وإذ وُجدْتم اليوم لم يعد لنا وجود فإننا راحلون فخذوا بزمام الأمر وتابعوا مسيرتكم النضالية… وكونوا يداً واحدة”.
وبعد أن تحدثت لها مطولاً عن احوال الكرد ووضع كردستان في الجنوب قاطعت حديثي قائلة: 🙁 وهل يلتقي الجبلان)، فأكدت لها بأن الكورد تجاوزوا مرحلة الإقتتال الداخلي وانهم متوحدون، فقالت لي وهي تلوح بيدها: “يا بني… امنحني وحدة الأكراد وسوف امنحك كردستاناً حرة مستقلة”.
لقد كانت روشن بدرخان امرأة عظيمة اكتسبت عظمتها وسموها من أَساطين “برجا بلك” ونالت ثقافتها من “المدرسة الحمراء” ومن ينابيع “الجزيري” و”الخاني” واجدادها الأولين.
اعمالها المطبوعة:
-مذكرات امرأة”ج1″: ترجمة الى العربية من التركية عام 1951م.
-غرامي وآلامي: ترجمة الى العربية من التركية عام 1953م.
-مذكرات معلمة (ثلاثة اجزاء) ترجمة الى العربية من التركية عام 1954م.
– صفحات من الأدب الكردي-1954م.
-رسالة الشعب الكردي (شعر -كوران) ترجمة الى العربية من الكردية 1954.
-مذكراتي: صالح بدرخان، ترجمة الى العربية من التركية1991.
-رسالة الى حضرة الغازي مصطفى كمال باشا، ترجمة الى العربية من التركية 1990.
-الرد على الكوسموبوليتية (محمود شنيوي)، ترجمة.
-الأمير بدرخان-لطفي- ترجمة: علي سيدو كوراني، مراجعة: روشن بدرخان، بيروت-1992.
-مذكرات امرأة”ج2″: ترجمة الى العربية من التركية.
أعمال لم تنشر:
-والدي عبدالحميد: بقلم عائشة بنت السلطان عبدالحميد.
-مذكراتي (من أوراقي) بقلمها.
ملاحظة: في بداية الشهر الأول من عام 2009م، اثناء زيارة السيدة الفاضلة سـينم خان بدرخان الى دمشق تم تسليمها المخطوطات والمسودات والمذكرات التي كانت قد اعطتني اياها والدتها الأميرة روشن بدرخان (رحمها الله) قبل وفاتها.

——–

[1] -كانت والدتها ووالد الأمير جلادت ابناء عم وكان يعرفها منذ عدة سنوات قبل الزواج.
[2] قلم نسوي رائد-د.بدرخان سندي،جريدة العراق-آفاق كردية،الثلاثاء. 26/تشرين الثاني/1991م.
[3] مجلة هاوار-العدد:15.27/نيسان/1941م.
[4] مجلة هاوار-العدد:28. 15/ايار/1941م.
[5] ولما ماتت روشن بدرخان احضرت جثمانها الى دمشق بناء على وصيتها لتدفن الى جوار زوجها جلادت وجدها بدرخان بك في مقبرة الشيخ خالد النقشبندي، بعد أن صُلي عليها في مسجد “حمو ليلى”. حضر مراسم الدفن جموع متواضع من محبيها ومن المثقفين الكرد. لم تُلق أية كلمة أو قصيدة بهذه المناسبة تلبية لرغبة ابنتها “أوسيمة” بسبب بعض الظروف آنذاك. وتم تصوير مراسم التشييع والأربعينية من قبلي وهي موجودة لدي وكما اذكر وزعت بعض النسخ من هذا التسجيل على بعض الرفاق والأصدقاء ومحبي العائلة البدرخانية في ذلك الوقت. (دلاور زنكي).

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…