ما عاد يعنيني شيء… يا لميس
ما عاد يعنيني..على ماذا نويت وبما ذا تفكرين..
ولا همّني .. لأي شيء ترسمين
لقد قتلت في نفسي عيسى الرسول
وأثرت نقعا على كل جميل..
ومزقت إربا حبنا الكبير
ونسجت فيك أحلى قصائدي
وألبستك من شعري حريرا
واستحلتك إلى صبيّة تعشق
أنا الذي سواك أميرة..
ولا كل الأميرات…
كم تغزلت بتينك العينين
وكم تثنت على كتفينا الضفائر
وهفهف فستانك بهاء
في مدار الرقص وعند العناق
ونبست شفتاك اشتهاء بما يقال ولا يقال
ونهداك كم رفرفا يا لميس ..
كعصفورين من شغب أناملي
وكم ارتاحت أناملك في عشّ بناني
فلم يدر ببالنا أبدا يوم الفراق
أعرفك يا لميس …
كما أعرف خريطة بيتي
كل ركن فيك كان مرعى لإبلي..
ومضمارا لطواف خيلي
ومزرعة تحلو بعبق النرجس والياسمين
واصطيافي ومصيفي في كل الفصول
مرورك أمام بيتنا كان يثير السؤال
يسوقنا الهوى بمرأى العباد…
فلم نعر بالا لألسنة قبائل الوشاة..
ولا من وشوشة العواذل..
مهما ولغوا في القيل والقال
حتى الفراشات فوق رؤوسنا سكرى …
كانت تتجاذب بلا كلال
لقد عرف بحكايتنا ..القاصي والداني.
وكتبوا عن حبنا الكثير الكثير..
وانتفض لمأساتنا كل ضمير
كنت لك وحدك.. وكنت لي وحدي.. لميس..
فما عاد تجدي كثرة الكلام
فقد قتلتني…يا لميس
وها أنا أشفق عليك .. وأنت تقتليني
وهل سمعتم.. بقاتل يشفق عليه القتيل
فوداعا … يا لميس
وداعا لا لقاء بعده
ما عدت تعنيني بشيء ..يا لميس
لقد طرحتك من عقلي وقلبي
فمبارك عليك .. ذلك النذل الخسيس