أنا البازيّ ُمن فوق الرواسي
أطلّ محلّقا رَهَفَ الحواس
أعاينُ باصطيافي كلَّ يوم
بمرمى العينِِِِ خلاّني وناسي
فمن شرف عتيد لي عرينٌ
أناوشُ كلّ خوّار بفاسي
ودوني محفلٌ أسرى الكراسي
فنجمي صاعدٌ أبدا معلّى
وما عرف النزولَ لذاك باسي
يشعشع في السماء كما سهيل
يضاء بنوره سهرُ الأماسي
فما جاب البوادي غيرُ باز
على هرم يحطّ بلا مواسي
يحرّك ذيله بعضَ اختيال
فيسقط زرقُه فوق الخساس
لئن دارتْ بنا الدنيا زمانا
أريك بأنني صعبُ المراس
فكوني دعــدُ شاهدة لرقصي
إذا ما الكأس قد لعبتْ براسي
فصبّ الغيد مسراه القوافي
وصبّ الخمر مرساه النواسي
وربّ غزالة هامتْ بليل
إليّ سعتْ لهجران الكناس
فلا ذرفتْ لغير الهجر عيني
ولا فاضتْ بغير الضيم كاسي
أيا (عاصي*) هجرتَ أخاك زجرا
فكم قاسٍ عليه ما يقاسي
إذا ما رابني خطبٌ عظيمٌ
أتيت إليّ مــدّا تاجَ راسي
سألتُ الله أنْ يبقيكَ عنـَي
فإن الرمس كان على قياسي
فإني ميّتٌ حيٌّ سأبقى
على مضض أيا نسرَ الرواسي
وما خمري وشعري في الغواني
سوى هربي ونبذي طوقَ ياسي
*************************
*- عاصي أخو كاتب النص كان يصغره بعامين
رحل مبكرا في 15/ شباط /2005