لقاء مع الفنانة كولا كوردي

أجرى الحوار : حسين أحمد :
Hisen65@gmail.com

كَولا كوردي فنانة كوردية مثابرة ,احتلت مكانة مميزةً داخل المشهد الغنائي الجزراوي, ربما بسبب انها تمتلك أسلوب خاص بها وكذلك صوتها الحنون والصافي وإحساسها الهادئ وهي تؤدي الأغنية الكوردية.. والاهم من ذلك أن كََولا كوردي عرفت كيف تدخل محبتها إلى قلوب الناس حتى باتت لها معجبين كثر في القامشلي وعفرين وكوباني وعامودا و, فكان لنا  معها هذه الوقفة  السريعة , أتمنى أن تنال رضى القراء . 

من هي كَولا كوردي ..؟

كَولا كوردي , سيدة كباقي السيدات , متزوجة وعندي أطفال … أحب الحياة والناس . هوايتي ومهنتي أنا وزوجي هي الغناء .. اشعر بفرحة غامرة عندما ادخل البهجة في قلوب الناس عن طريق فني ..
 – كَولا كوردي هل هو اسمك الحقيقي أم لا أن كان غير ذلك فمن أطلق عليك هذا الاسم ..؟
لا أخفيك سراً , أن اسم كََولا كوردي ليس اسمي الحقيقي .. ولكنه لم يكن لقبا فنياً أيضا .. كل الحكاية إنني أنا وزوجي ” بافي لالش”  تزوجنا عن قصة حب , ومنذ أن بدأت القصة كان يناديني ” كلي”  بدل اسمي الحقيقي وهكذا لم يعد احد يناديني إلا بهذا اللقب ثم عندما دخلت مجال الفن وبعدها بسنوات أضاف ” بافي لالش ” نسبة كوردي إلى اسمي وصار اسماً دائماً لي .
 
– أرجو أن تحدثينا عن بداية ظهورك في عالم الغناء والطرب والحفلات .؟
كانت بدايتي الفنية في عام 2004 عندما شجعني زوجي على ممارسة الغناء , وكانت أولى محاولاتي عندما سجلت صوتي في أشرطة الكاسيت مع بعض الفنانين بصفة (كورس) وكان هذا لسببيين الأول : لكي أهذب صوتي على الغناء المقيد برتم طبقة صوت معينتين . والسبب الثاني : لكي أتدرب على تأدية كافة علامات الموسيقى .. بما أن الكورال ملزم أن يؤدي طبقة المطرب الأساسي التي يغني معه .. بالإضافة إلى هذا فان اجر هذه المحاولات كان يساعدني في وضعي المعيشي .. ثم بعد ذلك شاركت بالغناء في حفلات الأعراس الخاصة بالعائلة – ثم بدأت مع زوجي بإحياء الحفلات الخاصة كأعياد رأس السنة , وعيد الحب وغيرها .. حيث أصبح عدد حفلاتي حتى اليوم 21 حفلة . 
 
– إن البشرية أسرة واحدة وهذا طبعاً من منطلق إنساني . لذا ينبغي على المرء أن يؤثر ويتأثر بغيره , إذا  بمن تأثرت أكثر وخاصة من الفنانين الكورد  ..؟
بالنسبة لي تأثرت بفناني المنطقة من العمالقة أمثال : محمود عزيز – محمد شيخو . وكنت اردد أغانيهم .

– ما سبب اختيارك مجال الغناء – تحديداً – بغض النظر عن المجالات الفنية الأخرى….؟   فمثلاً  لديك القدرة في التمثيل ..؟
في الحقيقة أنا عملت في التمثيل أيضا حيث أن لي مع زوجي وكروب عمل من الممثلين حتى الآن ( 4 ) أفلام وهنا أريد التنويه إلى أن أخرها كان من إخراجي كما إنني عملت مذيعة لمدة ( 3 ) أشهر في إحدى القنوات الفضائية وبالإضافة إلى كل هذا فأنني مطربة , وبالنسبة لشهرتي كمطربة أكثر فهذا يعود إلى أن المجال أوسع بالنسبة للغناء حيث يمكن ممارسته في الحفلات والإعراس والجلسات العائلية وأيضا فان الاستوديوهات التي فتحت في المحافظة ساعدت على تقدم الغناء بشكل ملحوظ بعكس التمثيل الذي يحتاج إلى أجواء خاصة وظروف مناسبة لسنا بصدد الخوض فيها .

– لقد شاركت في حفلات مشتركة مع الفنانين الكبار على سبيل الذكر شاركت مع الفنان القدير محمود عزيز شاكر هل نجحت في هذه الثنائية ..وهل لديك الرغبة في الاستمرار أم لا ..؟؟
جداً وفقت كثيراً والحمد لله في جميع حفلاتي التي قدمتها أن كان مع فنانين آخرين أو كنت وحدي فانا لي جمهوري ومحبتي وأسلوبي الذين يحضرون حفلاتي – والكل شهد لي بالقدرة على إحياء الحفلات , حتى أن البعض علق علي في إحدى الحفلات قائلا : (لم يبقى سوى الطاولات لترقص أمامك) وهذا يدل على إنني اجعل الجمهور يتفاعل معي وهذا توفيق من الله عزوجل .

– احد الموسيقيين الكورد وصف أدائك في الغناء على إنه لا ينتمي إلى مدرسة محددة أي انك تتنقليين من أسلوب إلى أخر- ربما يقصد انك مبعثرة في اختيار أسلوب ينسجم مع قدراتك الصوتية –  هل من تفسير لهذا الرأي   ..!
كما أسلفت لك إنني غنيت جميع الألوان وأؤدي كل ما يعجبني من الأغاني بصرف النظر إلى أي مدرسة تنتمي .. وبهذا أكون قد راضيت جميع الأذواق وأظن أن هذه نقطة تحسب لصالحي ..

– اعتقد أن لديك محاولات جادة في ترجمة بعض الأغاني للفنانة القديرة ” فيروز ” إلى اللغة الكوردية ماذا تقولين في هذه التجربة وهل نجحت فيها أم لا..؟
في الحقيقة أنا أحب الغناء والموسيقا بغض النظر عن اللهجة … أي كانت لأنني اعتقد أن الموسيقى هي لغة العالم , وبالنسبة للسيدة فيروز وأم كلثوم وغيرهم فانا أحب الغناء لهم … ولشدة تعلقي بأغاني فيرزو وحبي لها فكرت بترجمة أغنية لها كنت أحبها كثيراً وهي أغنية (بكتب اسمك) . وفعلاً ترجمتها حرفياً مع مراعاة عدم تغيير اللحن أو معاني الجمل وهكذا اتبعتها بثانية ثم ثالثة إلى أن أصبح عدد الأغاني المترجمة ( 11 ) أغنية ..
أما بالنسبة لسؤالك عن نجاح هذه الترجمة فقد لاقت الأغاني استحسان ورضى كل من سمعها .. واثني على هذا العمل كل المتلقين من اختصاصيين في الموسيقى وغيرهم من الجمهور العادي من أنني لم أقم بتسجيل أي أغنية منها رسمياً .

– هل تحس كَولا كوردي عبر ظهورها الغنائي  إنها أضافت شيئا جديداً ومميزاً إلى الفن الكوردي في الوقت الراهن أم ماذا ..؟
في الحقيقة لست أنا من يحكم على هذا الموضوع بل المتلقين وأصحاب الاطلاع .. إنما عدت لرأيي الشخصي يكفي إنني كنت أول فنانة كوردية على مستوى سوريا تقوم بإحياء الحفلات الخاصة , بالرغم من تفاوت الآراء حول غناء المرأة وبعدها أتيح المجال للعديد من المواهب النسائية للظهور بعدي حتى أن العوائل التي كانت تمانع في الغناء الفتيات أصبحت هي نفسها تشجع بناتها على الغناء وتعلم الموسيقا , واعتقد أن ذلك ليس بالشيء القليل .

– من هم الشعراء الذين تعاونت معهم كَولا كوردي فنياً…؟؟ وكانت مرتاحة لهذا التعاون ..؟
تعاملت فنياً مع شعراء غنائيين وارتحت لهم كثيراً أمثال : د. شمدين أكرم شمدين . والأستاذ الفنان محمد أمين جميل , والشاعر الغنائي عماد حمدي والفنان عامر أبو النور وغيرهم ..

– هل  ” لبافي لالش ” : دور مهم في مشوارك الفني …؟
إن لبافي لالش الدور الأساسي في حياتي الفنية , لأنه كان أول من شجعني على ممارسة الغناء .. ووقف ضد من مانع في غنائي من عائلتي وعائلته لأنهم كانوا يعتقدون أن الغناء بالنسبة للمرأة عيب وهكذا فان ” أبو لالش ” تعهد لي الحفلتين الأوائل في مسيرتي الفنية بالرغم من وضعه المادي السيء وكان سبباً رئيسياً آنذاك في نجاحي – ولايزال يساندني ويقف إلى جانب حتى الآن .  

– من هو الفنان الذي تريدين الاستماع إلى صوته بشكل دائمً- كورديا ..؟
بالنسبة للفنانين القدامى أحب الاستماع إلى محمد شيخو وسعيد يوسف ومحمود عزيز … أما من الجيل الحالي , فأحب السماع للفنانة جوبي والفنان سيمار وبشكل عام كل فنان له أغاني محددة أحب سماعها .

– هل أخذت كَولا كوردي نصيبها من الشهرة أم لازلت إلى الآن تبحث عنها ..؟
في الحقيقة أنا بطبيعتي إنسانة قنوعة ولكن لدي طموح كبير في أن أصل إلى شهرة أوسع من هذه بكثير …

– ماذا بإمكانك أن تقدمي ” لبافي لالش ” هذا الإنسان (الكفيف)  الذي كان وراء شهرتك ..؟
في الحقيقة أن سؤالك هذا لم يخطر ببالي في أي يوم , لان حياتي أنا وبافي لالش حياة مشتركة مبنية على الحب والتفاهم والاحترام المتبادل .. وإذا أعطى احدنا أو قدم شيئا للأخر لا ينتظر منه مقابلا لذلك ..
وان أردت جواباً صريحاً فان روحي وفني وحياتي كلها أقدمها له .. فنحن روح واحدة في جسدين وكل من حولنا يعلم مدى تفاهمنا وانسجامنا هذا .
 
– لقد قدمت حفلات غنائية عديدة في مدينتك القامشلي ولكن هل هناك حفلة معينة تركت أثرها في حياتك الفني ..؟؟ وبالتالي تريدين معاودتها ثانية ..؟
الحمد لله كل حفلاتي التي قدمت بها أنا راضية عنها بالرغم أن مردود بعض هذه الحفلات مادياً لم يكن كبيراً ولكن مردودها الفني ورضى الجمهور كان رائعاً وهذا هو الأهم بالنسبة لي .

– ما سبب تأخرك في إصدار البوم خاص بك حتى الآن وهل هناك مانع لذلك ..؟
إن أمنيتي أن أسجل ألبوماً كاملاً خاصاً بي وهناك الكثير ممن يعرض علي الإلحان والكلمات ولكن تسجيل الألبوم يحتاج إلى مصروف لا يستهان به … وأنا لا املك القيام بهذه الخطوة حالياً .

–  كلمة أخيرة تريدين قولها لجمهورك الكريم :
أولا أشكرك على هذا اللقاء واثني على جهودك وثانياً أتقدم بالشكر لكل من سيقرأ هذا اللقاء وأرجو أن أكون عند حسن ظن الجمهور , وان أقدم كل ما يرضيهم – كما أتمنى أن نكون ضيوفاً خفيفي الظل عليهم وشكرا لكم جميعاً مع حبي كولا كوردي ..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…