إبراهيم اليوسف
هوالفتح
إذن…!؟،
لا تتهجه خطأ..!
لا تتجه إلى سواه..!
هو الفتح الأعمى
مبيناً
في سهلك المتصحر
فقه الخديعة
يستنسخه الهاتف الذكيَ
في خذلان الذبذبة
والكهرباء
ظلك المبارك
حذارِ، حذار..!
لا تتركه وراءك
وحده رسولك
بغزلانه المذعورة
وسط أمواء النَّفير
كأنَّما أنتما توأمان
وبهاء طاووس واحد
كأنَّما أنتما من سفح واحد
وسلالة جبل أكيد
وذرية لم تتناثر في أرض الله
مرة بعد مرة
هي البغتة في بياض إزاري..!
خنجرك في أُهبة الهواء
وسفر البكاء
ماكنت أدرك أبعد
من رجفة القطاة
من رجفة القطاة
في خيانة القيظ
خلف طمأنة الساتر الترابي
خلف طمأنة الخندق الأمامي
تركت هناك شجيراتي
الصغيراتِ
ترعى الأفق الماجد
هائمة
في غمرة الانتظار
تركت أصابعي في تيهها
تركت ميثاق الخطا
و أخطوطة الرُّذاذ
لا تلتقط الأفواه الظامئة
هناك
تركت جرَّة الحنين
لئلا تنكسر
وأناشيد القوالين
لئلا تهرق
مازلت أتذكر..وهل تذكرين..؟
ميلان شمس تلك
الظهيرة
الظهيرة
حانية
كدمعاتك
على هباري راكضة في العراء
جفلت في قوس القزح
عاكفة على غبار داكن
وعويل مختنق
لم أشأ فكَّ عنقود ضوئها
أنا الأول في ميزاني
في هذا الملكوت
عرشي ماجد
وأساطيري بليغة
و لا تسكت
تليد
ومجيد
تعرفني الذروة
حكاية جليلة
تهبُّ بلا توقف
من أعاليها
تربط الكواكب إلى خاصرتها
كوشاح فضي وحبات خرز ملونة
لا تمضِ إلا إلى قيامة
من ماء وأشجار
لا شيء أتركه ورائي
غير هذي الروح
في سماجة الظنون
الطيبة
الطيبة
وحدها علامتي
الفارقة
الفارقة
في هذه المفازة
في منعرجات اللُّهاث
لم أكن في معزل عن دارة الأهل
حديقة وردهم
وموارد ماعزهم
يجترُّ قشَّ النهار
والبئر يعيدُ دِلاءَ
الأغنية
الأغنية
كلُّ ما في المدى وفق ترتيبه
غموض وجه القاتل
وضوح وجه القتيل
عمَّ أغمض عيني؟
والمشاهد مفتوحة خارج النبوءة
على كل هذا
الموت
الموت
حقول البطيخ الأصفر
والجبس في دمه الهارق
تحت وطأة اللصوص
العابرين
العابرين
وجلالة اللهب
كتبي على الرفوف
أحملها على عجل
ولاأقدر
طنبورتي على ذهول مسمارها
حكمتي
أسطورتي
ملاحمي
كلها في أهبة الحناجر
والأوتار
لا شيء تخلف عن الاستذكار
لا أيائل ضلت مخابئها
لا طيور ضلت أعشاشها
منهك شيخي
لا أريد أن أستعيد أكثر
أوَّاه
ما أشدَّ سطوة
هذا الصيف
هذا الصيف
وميقات ساعتي
تغرق عقاربه في الدم والعرق
هو الفتح الأعمى
في ذاته ولذاته
استدلُّ علي
بعد هذه السنوات
الطويلة
والشهوات الطافحة
بطيئاً كنت أجرجر بعثرات قوافلي
بعد نهار من موسيقا و قهوة وحليب
ورفرفة وأجنحة فراشات
انتظرته
الصباح الصديق
تأخر عليّ
كوطن
كان علي أن أفهم
وهو يتثاقل تحت أحمال الزَّبيب
مواويل الرعاة
سورة النبع
وأسطوانات الماء والأغاني
على أكتاف القرويات
خارج البيارق على المراقد
خارج الابتهالات
خارج روحك
خارج أنينك الأميري
خارج براريك المذبوحة من وديانها
وجبالها
خارج حجرة الانتظار
هات مالديك
هات مناديلك
لوح ببياضها
عسى طائرة تلتفت راداراتها
عسى حمامة تعاود وظيفتها المنسية
أواه
معزول
أجرِّد كجبل شزر النظرات
لا بوصلة في دمك الآن
أدعيتك مطفأة يامولاي
ولا ضوء في الكهف غير حلم شحيح
خارج الردهة الظليلة صوب المعبد
خارج ظل شجرة البللوط
آب إلى سرير من آب
خارج رائحة الجد الخمسين
معتكف على رذاذ شاربيه
وصلاة أخيرة صوب جهة الشرق
لم أسرارك
فكّ حلمك
كصرَّة
من كواغد قديمة
لم يفسد حبرها
في الاصفرار المختنق
ثمة فصل آخر يكتبه أحفاد هؤلاء
أحفادهم أنفسهم
ثمة إضافة للملحمة
ثمة رياش متناثرة.
لطاووس أسير
ذبلت في عينيه شقائق النعمان
تسيل منهما دموعي
تسيل من عينيه شنكال
في صحن الدار
لا تتهجه خطأ
قال أكثر مما يلزم
ولم يسحب رائحته
باهظ دمه
وعيّار الوقت
يرمق ما يحاك قريباً
في غفلة من هناءته
وراء العتمة
باهظ خسرانك
دنُّ الماء
لا يصله فم الطفل
مرمياً على سورة من أثير
ذبحت الألعاب
في ناظريه
زركشات الألوان
وصورة الأختين
تمضيان في سندس
ودمعات
ولم تأتيا
ظامىء
صغيري
والفلاة
مديدة
كشهوة مستفحلة
وعمائم كاذبة
ولحى اصطناعية
هم أعرفهم
جند الكراهية
والسبي
والغزو
لا تتهجه خطأ
انظر حواليك
انظرفي الجهات
بعيداً
أبعد من دوربين مغبش
هي أمي
يالها..!
هو أبي
ياله…!
هم أسرتي
يالهم….!
تحت أنقاض السيرة
والبارود
هي دائرة
يالي
جاءت في حواشي الوصايا
حدثتك عنها طويلاً
حدثتك عن أصابع راسميها
وما انتبهت
لم أترك المكان
ترياق الحكمة
كانت الأوزات
تطير من تحت
أبطي
أبطي
أغمض ذاكرتك
أغمض قلبك
كل شيء في دمك
تسبح فيه حرائق تليدة
توجز حنكة الكواكب
في مداراتك
أغمض روحك
أغمض
أغمض سهولك
أغمض جبلك
أغمض سماءك
لم تكن إلا هنيهة
حارة
كان الجبل يمضي من تحت رجلي
وهو يغادرني بتلويحة منكسرة
ينابيع الجبال تمضي من تحت رجلي
التاريخ يمضي من تحت رجلي
ولم أترك عرقوب الحنين
طالما أمسكت به بكلتايدي
لم أدع ناصية السهل
ضفائرالذروة
أشهد
كان ذلك في تدوين القوالين
ها أناذا
أترونني؟
حسناً
لم يزد ما حدث عليه
ولم ينقص
الوطن يرتجف بين يدي
كعصفور في فخّ
ترتجف بين يدي العدسة
أصوبها قارة من ريحان
على الجهات في هيولى
مصلوبة
على شمال
وشرق
على غرب
وجنوب
ماغاب عن فمي الترتيل
والحرائق توجز رسائل الشمس
لايقرأها طفل يذوب
في ملح الطرقات
أغمض سهلك إذن…!
أغمض روحك إذن…!
أغمض سماءك إذن…!
وأنا أنقع روحي
اليابسة في كفي المدماة
في صورة الأب
في شكيمة السلالة
لم أستعده إلا الآن
خرقة الفقير
أربعاوات التقويم
أجفِّف فيها عيني
تلك رسالته
الأولى هي
الأخيرة هي
لا يسهو عنها
عازف الشبابة
في مراعي الفراغ
الماجن
قرب عتبة الباب
لأعيد ما سقط من بين أصابعي
من جغرافيا ساهية
في هذه الغفوة الهالكة
شاراتي تظهر
من ارتباك التراب
تترى
كلهم يرمقونها
شاشات التلفزيون
مصوبة علي
في مستنقع الوقت
وأنا مربوط إلى عمود
أصمّ
كمصير غامض
النظَّارة أعرفهم
من سيماهم وأسمائهم
في فضفضات شماتاتهم
في مغانمهم من برغلي
و زيتوني
و سمّاقي
وجبني
وبقايا المؤنة
قبائل من جراد
نهم
يالهم
يقايضون على الماء
بسراب
يقايضون على الله
بالمجون
لا طائر يوصل شفرة أنيني
لا طائرة تهطل حليب الطفل
لا غيمة تهطل الماء الأجاج
لا شجرة آدم ترميني بالتفاح
الكهف أخرس
الأفق أخرس
والمدى
المعراج مكسور الجناحين
لا تلقي علي
يا أميرتي
رائحتك
صوتك المكسور
لا تلقي الدمعة علي
كي ألقي عليك
روحي الأخيرة
لا حيلة لي
الآن
لا خيط نجاة للإيزيديين
في عراء الرب
هم في مراجيح الأمس
وأنا أعيدها على طريقتي
لا وقت لخفقة جديدة
لا وقت لجموح جديد
لا وقت لشهقة جديدة
دمي على لحاهم
وهم يواصلون الامتحان
دمي في خياشيمهم
دمي يتفجر في ضحكاتهم
دمي فوق سجاجيد صلواتهم
دمي في تكبيراتهم الهشة
دمي يلطخ سواد رايتهم
دمي يلطخ كتابهم
هي فلذة الكبد
إذن….
أعرف صوت خلاخيلها
أعرف أنينها الخجول
يتناهى إليّ رذاذه المغلي
يتناوبون عليه
في لغات شتَّى
ابنتي
أجل
ليس أبوك من يستكين
ليس أبوك من تغمض له عينان
عفوك
لا أطاول خنجر جدِّك المعلّق
لا أطاول بندقيته
لا أطاول حبلة الممخضة
أزيح الستارة أكثر
الهواء مكسور
الأواني مكسورة
الأشجار مكسورة
شواهد المراقد مكسورة
قلبي مكسور
ليله
والليل
صراط أبله
وحلمي حبَّة جوز
يطحنه النسيان
لا أحد لي
لا أحد لي
وعربات أيامي تمر
البيشمركة قادمون
أسود الجبال قادمون
الإيزيديون قادمون
تسير إليّ هولير
والسليمانية
وقامشلو
وعفرين
وكوباني
آمد
ومهاباد
يسير الله
ويا الله
ياالله
إلهي ذو الجبروت
أو الميثاق بيننا حاف هكذا؟
ياتيه الطعن من وراء ومن أمام
علاماتي كانت في الصندوق الخشبي
أهيج طيور القلق
ولقلق الساعة
سأدلي بشهادتي
وأنا أقرأ مايدور حولي
لامهرب
من مصائر الحنو
كل شيء محكم
على غير ما أشاء
كل شيء في بقجة المسافر
تاركاً خلف ظهره
أسطوانة الحساب
ومعارج الأسطورة
ما هكذا أغيب
ما هكذا ظهرت
لأول مرة
قبل سنوات بعيدة
كنت على موعد ضربته لي
لقد نسيت بهاء ثوبي
يوزعني من طوقه المقدس
بشارة ماجدة
فاتني
أن أضفر ذهبها في لحظة اللين
تنهمر على كتفي أمك
يالها
يالعنب الفردوس
ورسالتي تحت إبطي
وبطيء صباحي بضوئه الجريح
في نوافذه المفتوحة
شيء من التين
شيء من التيه
شيء من العلامات
ذاتها
استعصت علي
وأنا أسند الظهر
إلى حائط
متداع
مفتوناً بالسماق
وكتائب من الزهور الذابلة
ليتك لم تغمض كلتا عينيك
كان كل شيء على حاله
شهوة الجرذان وهي تطلع
من الجحور
لاحول للغيب في فجاءاتها
وهي في درع الديناميت
موعودة مع وهم الحوريات
تليدأنا
ونياشيني على ظهري
صليب
جديد
صليب تال
لخطاي
هاك اتلُ الصدى
عسى أن يصل ما بعد السفح
وهوفي قطراته تسيل
بلا معنى
هاك أمنياتي
في الخيط الذي أعدته العرافة
من يحل الحجر إلى ماء
من يحل الحجر إلى رغيف
من يحل الحجر إلى حليب
من يحل الحجر إلى هواء
من يحل الحجر إلى قبر
من يحل الحجر إلى أفق
من يحل الحجر إلى بوصلة
بين ولادة وولادة
فلا تتهجه خطأ
إياك أن تنسى
الوصية
ثانية
إياك…..!
7/8-8-2014