فريد سعدون
كان اليوم عطلة في كانتون الجزيرة، ولكنني كنت مضطرا للذهاب إلى الحسكة حيث امتحانات طلاب الجامعة، في الكراج كانت حركة السير ضعيفة جداً، ومعظم محلات الأكراد كانت مغلقة، وحين وصولنا إلى حارة ( طي ) كانت الحركة طبيعية والدكاكين مشرعة الأبواب، وعلى الأرصفة جرار الغاز التي تتناطح في انتظار من يشتريها، وأكوام ربطات الخبز على البسطات إلى جوار براميل المازوت والبنزين، قلت في نفسي ما العيشة إلا عيشة سكان حارة طي: غازهم ومازوتهم وخبزهم مكدس في الشوارع، كما هو شبابهم الذين يتدرجون على الأرصفة دون خوف من أن يطلبهم أحد للتجنيد الإجباري، أو يطلبهم لحضور ندوة سياسية لزعيم حزبي سيجلدهم بشعاراته الطنانة و وعوده الخلبية،
وصلنا إلى الحسكة كانت المدينة تضج بالحركة ولم يسمع أهلها بشيء اسمه عطلة بمرسوم كانتوني مذيل بتوقيع فخامة الشيخ الرئيس المشترك، وفي الجامعة بدأت الامتحانات ولكن للأسف معظم الذين تقدموا لها كانوا فقط طلاب الحسكة بينما غاب عنها طلاب المناطق الأخرى من المحافظة … ما أجمل أن تكون كل أيامنا عطل ( والله لنكيف ).