نارين عمر شاعرة ديركا حمكو: الشَعر هو غذاء الرّوح، ومتنفّس القلب، وخليل الواجد

بهجت أحمد

نظرتك إلى الشّعر كفن مميز؟

سُئلت في حوار سابق أجري معي عن رأيي بالشّعر، قلت: 
(الشَعر هو غذاء الرّوح، ومتنفّس القلب، وخليل الواجد) 
الشّعر كان وما يزال وسيظلّ جنسا أدبيّا ثابتاً يتفرّع في جذور الأدب والفنَ والثّقافة في كلّ زمان ومكان؛ الشّعر هو فنّ مميّزٌ  لأنّه التّوأم الحقيقيّ للموسيقا، كلّ منهما يهندس وجود الآخر وماهيته، فهو روح الموسيقا، والموسيقا هي أنفاسه. 
الشّعر كان ولا يزال الصّديق التّوأم للقلم بالنّسبه إليّ، فهو العزاء لروحي، والنبض لقلبي وشجوني، والأنيس الذي أسرح في مرعاه في فرحي وحزني، سعادتي وتعاستي نجاحي وفشلي. 
2- بدايتك في كتابة الشعر؟
بدايتي مع الشّعر كانت ملازمة لبداية وعيي الأوّل على الحياة.  منذ صغري كنت أميل إلى قراءة ومطالعة الكتب الأدبيّة والثَفافيّة التي كانت تملأ مكتبة بيتنا، وكان الشّعر أكثرهم ملامسة لمشاعري، وأصدق تعبيراً عن خلجات نفسي وروحي. 
أوّل قصيدة كتبتها كانت في عام 1980م لحظة وفاة والدتي، وكنت في سنّ صغيرة جدّا، ومن ثمّ بدأت أثابر على مطالعة مختلف المجموعات والدواوين الشّعرية الكرديّة والعربيّة والمترجمة من اللّغات الأخرىّ، من الشّعر النّثري والموزون الكلاسيكيّ.

3-أهم دواوينك واعمالك،واهم الفنانين الذين كتبت لهم؟

حتى الآن نشرت مجموعتين شعريتين إحداهما بالكرديّة نبعنوان”perîxana min”
والأخرى بالعربيّة بعنوان “حيث الصّمت يحتضر”.
يتجاوز عدد مؤلّفاتي المخطوطة الجاهزة للطّبع والنشر 15مؤلفاً:
ثلاث روايات، أربع مجموعات شعريّة “شعر نثري وموزون”، مجموعتان قصصيّتان كلّها باللّغتين الكرديّة والعربيّة ، بالإضافة إلى دراسة حول ظاهرة العنوسة والأخرى عن جرائم الشّرف، ودراسة عن تاريخ المرأة الكرديّة ماضياً وحاضراً؛ كما أحضرت مجموعتين شّعريّتين ومجموعتين قصصيّتين للأطفال والصّغار . 
كنت سأبدأ بطبع ونشر العديد منها ولكنّ الظّروف التي مرّ بها شعبنا ووطننا خلال السّنوات الخمسة الماضية جعلتني أؤجّل هذا الموضوع. 
الفنّانون الذين كتبت لهم هم معظم فنّاني ومغنيّي ديركا حمكو : 
جمال سعدون، آزاد فقه، روني جزراوي، جوان صبري، رضوان جزيري، كمال عبدالكريم فوزي علي، مروان شرو، بهزاد قمر، شاهين شان، بالإضافة إلى الفنّان دلو دوغان، والفنّانة هيفي مراد، والفنانة أڤينا ولات التي سأنجز معها أغنية أو أكثر، وكان هناك تعاون بيني وبين الفنّان الراحل عادل حزني ولكنّ الموت حال دون ذلك، كما كان هناك مشروع تعاون غنائيّ وموسيقيّ بيني وبين الفنّان نظام الدّين  آرش “فقي طيران” ولكنه لم ينجز حتّى الآن، وأول من غنّى من اشعاري هو “بربند سمي” في عام 1995م

4-آخر أعمالك ؟

أنجزت وأعددت الجزء الأوّل من كتابٍ بعنوان “الفنّانات الكرديّات شموع تحترق لتنير دروب الفنّ الكرديّ ” يتضمن نشأة وحياة وغناء هذه الفنانات، وأحضّر الآن للجزء الثّاني من الكتاب ويتضمن الفنّانات الكرديّات الشّابات، كما أحضّر كتاباً عن الفنّانين الرّجال بعنوان “الفنّانون الكرد رحلة وفاء مع الغناء الكرديّ “
وكتاب عن الأغاني الخاصة بالعريس والعروس وحفلات الزّفاف في التّراث الكرديّ القديم والمعاصر .

5-رسالة منك الى ديرك واهاليها .

ديرك هي طفلة أحلامي التي لن تكبر ولن تشيخ أبداً . ديرك هي الباعث الأول لسعادتي وفرحي ونجاحي والمسبّب الأقوى والأشرس لتعاستي وحزني وفشلي، وعلى الرّغم من ذلك تظلّ تسرح وتمرح في رياض عشقي وتفكيري ووجداني.  
بالتأكيد أكنّ وأضمر كلّ هذا إلى أهل ديرك خلّان مهجتي وبهجتي، نبضي وانفاسي، واقعي وأحلامي، ولكن لا بدّ من بثّ بوح إلى أهل ديرك على أن نظلّ محافظين على طيبتنا ومحبّتنا لبعضنا وتضامننا وتسامحنا لأنّها تعدّ من أغنى وأغلى الثّروات التي نمتلكها؛ وإليك أستاذ بهجت العزيز سنابل شكرٍ وامتنان معطّرة بنسائم ديرك المزهوّة بعناق الفصول المتعاقبة لها على الدّوام .

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

حاورها: إدريس سالم

ماذا يعني أن نكتب؟ ما هي الكتابة الصادقة في زمن الحرب؟ ومتى تشعر بأن الكاتب يكذب ويسرق الإنسان والوطن؟ وهل كلّنا نمتلك الجرأة والشجاعة لأن نكتب عن الحرب، ونغوص في أعماقها وسوداويتها وكافكاويتها، أن نكتب عن الألم ونواجه الرصاص، أن نكتب عن الاستبداد والقمع ومَن يقتل الأبرياء العُزّل، ويؤلّف سيناريوهات لم تكن موجودة…

إبراهيم أمين مؤمن

قصدتُ الأطلال

بثورة من كبريائي وتذللي

***

من شفير الأطلال وأعماقها

وقيعان بحارها وفوق سمائها

وجنتها ونارها

وخيرها وشرها

أتجرع كؤوس الماضي

في نسيج من خيال مستحضر

أسكر بصراخ ودموع

أهو شراب

من حميم جهنم

أم

من أنهار الجنة

***

في سكرات الأطلال

أحيا في هالة ثورية

أجسدها

أصورها

أحادثها

بين أحضاني

أمزجها في كياني

ثم أذوب في كيانها

يشعّ قلبي

كثقب أسود

التهم كل الذكريات

فإذا حان الرحيل

ينتبه

من سكرات الوهم

ف

يحرر كل الذكريات

عندها

أرحل

منفجرا

مندثرا

ف

ألملم أشلائي

لألج الأطلال بالثورة

وألج الأطلال للثورة

***

عجبا لعشقي

أفراشة

يشم…

قررت مبادرة كاتاك الشعرية في بنغلادش هذه السنة منح جائزة كاتاك الأدبية العالمية للشاعر الكردستاني حسين حبش وشعراء آخرين، وذلك “لمساهمته البارزة في الأدب العالمي إلى جانب عدد قليل من الشعراء المهمين للغاية في العالم”، كما ورد في حيثيات منحه الجائزة. وتم منح الشاعر هذه الجائزة في ملتقى المفكرين والكتاب العالميين من أجل السلام ٢٠٢٤…

ابراهيم البليهي

لأهمية الحس الفكاهي فإنه لم يكن غريبا أن يشترك ثلاثة من أشهر العقول في أمريكا في دراسته. أما الثلاثة فهم الفيلسوف الشهير دانيال دينيت وماثيو هيرلي ورينالد آدمز وقد صدر العمل في كتاب يحمل عنوان (في جوف النكتة) وبعنوان فرعي يقول(الفكاهة تعكس هندسة العقل) وقد صدر الكتاب عن أشهر مؤسسة علمية في أمريكا والكتاب…