إدريس سالم
في الصباح الثالث والعشرين من فبراير
حيث حنينٌ يتحضّر
وأنينٌ يخضرّ
وروحٌ يحاولُ أن يزدهر
بين احتضار الحنين واخضرار الأنين
في الصباح الثالث والعشرين من فبراير
عيونٌ تترقّبُ كلاماً كعسل الأم لأولادها
من امرأةٍ وُلِدت من قدرٍ سرمدي
إحساس مُشتعل بوقود الاشتياق
وأيُّ اشتياق؟!
اشتياقٌ خائفٌ بارد!!
في الصباح الثالث والعشرين من فبراير
أتذكّرُ إنسانةً بنيتُ لها بيتَ الصداقة في مدينة قلبي
قلبي المزدحم بها
أتذكّرُ إنسانةً قد تحاولُ أن تبيعَ هذا البيت
أو تهجره
أو تهدمه!
في الصباح الثالث والعشرين من فبراير
والمارّة يركضون نحو نفق القطار
يبحثون عن لقمة العيش
وأنا أبحثُ عن كسرة حنين ممزوجة باشتياق ملاكٍ بعيد عني
بعيد عني بثلاثة وعشرين ألف شهر فبراير
وأيام من نوفمبر!