حمدى هاشم حسانين
البناياتُ تَكبرُ
تَعلو
سَماسِرةُ الخَوفِ في كُلِّ زاويةٍ
والمَسَاءُ القَديمُ
الذي كان يوما قديما
تَغَيّرَ
أصبحَ قَنَّاص ليلٍ
يُطاردني كُل آنٍ
ويَذبحني كُل لحظة.
قِطارتُ تلك المدينة ملأى
ووحدي بمُنتصفِ الشَّوقِ
أمتصُ ذاكَ الدُّخان
الذي وَزَّعتهُ النِّساءُ العجائزُ
أعدو ورائي
لعلى سألحق تذكرةً للهُروبِ الكبيرِ
وحينَ تَدلَّى البَنفسجُ من شُرفةِ الحُزنِ
نَادى
تَرَجّلتُ عن فَرَسى البابلية
قَبَّلتهُ في ميَاسِمِهِ الطّيَباتِ
وعانقتُ دَهشَته الطيبة.
لهذى المدينة بابانِ
باب الفِّرار إلى دَرَجِ النُورِ
باب الإّيابِ إلى دَرَجَاتِ الغيابِ
وَلِّى بَينَ طَيّاتِ صَمتي
دَهاليز تأخُذني للسماءِ
لِبحرٍ من الغَيمِ خَبَّأتُ فيهِ الحكايا
أُحبكِ
لا تأخُذيني بعيداً
فما زالَ في العُمرِ بعضُ البُكاء الشَّهي
وما زلتُ أشدو كالبارحة.
***