حوار مع الناشطة الفلسطينية المغتربة في النرويج امتثال النجار

حوار: حواس محمود 
هنالك نساء عربيات في المهجر يسطرن بنشاطهن اروع الملاحم النضالية ويمارسن ارقى انواع العمل السياسي والاجتماعي  في دول الغرب  ، وذلك بالدفاع المستمر عن القضية الرئيسية للعرب وهي فلسطين ، ولعل احدى ابرز هذه النساء هي الاستاذة امتثال النجار .. فمن هي امتثال النجار ، هذا ما سيتبين لنا من خلال لمحة تعريفية موجزة بها وحوار شيق تجيب من خلاله على اسئلة – مجلة مرامي ( من خلال حوار اجراه معها الكاتب حواس محمود ) 
امتثال النجار اسم معروف عربيا ودوليا  عبر العديد من النشاطات والفعاليات والجمعيات المحلية والاوروبية ، هي امرأة فلسطينية وناشطة سياسية ومناضلة ، تقيم في النرويج ، مواليد غزة من منطقة يبنا في فلسطين ، هاجر اهلها عام 1948 الى منطقة غزة ومنها الى القاهرة عام 1967  ، وعاشت مع اسرتها في القاهرة ايضا غريبة عن بلدها الاصل ، انتمت الى الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الثمانينيات ، اكملت تحصيلها الجامعي في القاهرة ، وحصلت على شهادة الخدمة الاجتماعية ، وعندما عادت الى غزة عملت في مجال الخدمة الاجتماعية في عدة منظمات غير حكومية . 
عملت امتثال في مجال المرأة الفلسطينية ، وعندما وصلت للنرويج عملت على ابراز دور المرأة الفلسطينية في النرويج تحديدا ، بدأت امتثال نشاطاتها في النرويج عبر تأسيس فرع لاتحاد المرأة الفلسطينية كأول فرع في اوروبا وذلك لخدمة النساء الفلسطينيات واقامة الفعاليات الفلسطينية بمشاركة المرأة ومنها انطلقت الى الجمعية الفلسطينية للمرأة ، ومؤخرا اسست الاتحاد النسائي العربي في النرويج التي ضمت فروعا عدة بعضوية واشراف عدة نساء عربيات ناشطات وفاضلات من خيرة نساء العالم العربي ، كما انها حصلت على جائزة افضل شخصية نسائية  عربية مبدعة  لعام 2015  . 
 كان لنا معها هذا الحوار : 
تحدثنا فيما تقدم قليلا عن سيرتك الذاتية  ولكننا نسألك الان عن البدايات  وما هي الحوافز التي كانت سببا دافعا لك بأن تخطين مسارا طويلا من النضال الاجتماعي والسياسي من فلسطين الى  مصر الى النرويج ؟ 
القضيه الفلسطنيه وإبراز دور المرأة الفلسطينيه وحضارتها وتثقيفها وهي خارج بلدها  وهذا هو أمر هام للحفاظ على التراث والتمسك بالثوابت الوطنيه وتعريفها بقضيتها كما أنشأنا فريق كورال عُبَّاد الشمس التابع للاتحاد العام للمرأة الفلسطينيه كنا  ننشد  من خلالها الاغاني الوطنيه في جميع الفاعليات في القاهره ولازال هذا الفريق الى  اليوم يعمل ويتجدد بأجيال جديدة . 
كيف تنظرين الى وضع الجالية الفلسطينية والعربية في النرويج ، وما رأيك بموضوع الاندماج وموقف الشعب النرويجي من عملية الاندماج ؟ 
 
وضع الجاليه العربية  والفلسطينيه يؤثر عليه سلبا ما يحدث في داخل بلادنا من انقسامات طائفيه وحزبيه ونحاول أن ننأي عن هذه الخلافات ونكون مجتمعين تحت علم الدوله الواحد الذي يعبر عن كل الفئات ،  نحن في أوربا اطياف ومعتقدات دينيه مختلفة ويجب ان يحترم كل منا تفكير الآخر حتى نستطيع ان نعبر عن قضايانا المشتركة ،  وليس عن أحزابنا ، بمعنى فلسطين قضيتها الاحتلال ونحاول ان نبرز هذا من رفع العلم الفلسطيني في كل مناسبة ونشاط وفاعلية للمرأة  الفلسطينيه والعربية المتحضرة ، ومملكة النرويج تسعى بكل الطرق لمحاولة اندماج العرب والقادمين الجدد وتوفير سبل كثيرة لهم بمدارس تعليم اللغة ،  وتهيئة السبل لهم لمده ثلاث أعوام حتى يندمجوا وينخرطوا في سوق العمل . 
ما هو وضع المرأة الفلسطينية خصوصا والعربية عموما في المجتمع النرويجي وما هي الصعوبات التي تعانيها المرأة الفلسطينية أو العربية في النرويج ؟ 
وضع المرأه الفلسطينية أو العربية  معظم النساء العربيات اللواتي يعشن  في اوربا ولكنهن يحملن بعض موروثات تكون عائق كبير لهم في عمليه الاندماج والانخراط بالمجتمع ، وذلك لفهم خاطئ بالتأكيد لأن باستطاعتهم الحفاظ علي هويتهن العربية ومعتقداتهن الدينيه ، وفي نفس الوقت يستطعن تعلم اللغة والاندماج والانخراط في المجتمع ويحول دون هذه العمليه هو الرجل العربي بمعتقداته وموروثاته الخاطئة في نظرته العامه وعدم ثقته في نفسه وفي من حوله مما يجعله يضيق الخناق علي إمرأته أو ابنته تحت مسميات مختلفة ،  وهذه من اكبر الصعوبات التي تواجهها المرأة الفلسطينيه والعربية
شكلتم مؤخرا  الاتحاد النسائي العربي وانتم تترأسونه ماهي اهدافكم وخططكم المستقبلية وماذا عملتم حتى الان من اجل المرأة العربية ؟ 
إن فكره انشاء الاتحاد النسائي العربي لهي فكرة أتت لتلبية حاجة المرأة العربية ومساعدتها وخاصة النساء القادمات حديثا الى النرويج فهن بحاجه الى المشورة وينقصهن معلومات كثيرة تؤدي الى مشاكل كثيرة لديهن ، وقد لاحظنا نسبة مشاركة المرأة قي الفاعليات ضعيفة جدا نتيجة لأسباب عديدة تمنعها من المشاركه ، السبب الرئيسي هو الرجل تحت مسميات عديدة منها :  العادات والتقاليد البالية  – الخوف على زوجته – الخوف من كلام الناس وبعض المصطلحات  التي نسمعها هنا وهناك نتيجتها عدم مشاركه النساء فإرتأينا  إنشاء هذا الاتحاد النسائي، الذي  نشاطاته نسائيه وفعالياته نسائيه لنعطي فرصه اكبر لمشاركة  المرأة ومساندتها ومساعدتها على الاندماج في المجتمع. 
ما هو رأيك بالثقافة والنشاطات الثقافية ، وما هي ابرز النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية التي تقومون بها في النرويج ؟ 
النشاطات الثقافيه والاجتماعية التي تقام في النرويج – وأحيانا نقوم بالتنظيم لها – هي لقاءات اجتماعية ولقاءات تعارف بين الجاليات ، فالاتحاد النسائي العربي ومعه ايضا الجمعيه الفلسطينيه للمرأة تقيم فاعليات يشارك فيها من النساء والعائلات في المناسبات الاجتماعية والسياسية وبالتأكيد هذه الانشطة جيده بالنسبة للجيل الجديد وأيضا لفتح مشاركة أوسع للمرأة العربية لتعبر عن نفسها – شاعرة – كاتبة  – عازفه  وغيرها من الهوايات. 
كيف تستطيعين  ان تجمعي بين عدة جمعيات واتحادات انت منضوية فيها عضوية او رئاسة او اشرافا كيف يسعفك الوقت  والراحة البدنية في ذلك ؟ 
كثير من الجمعيات تواصلت معي لأكون ممثلة لها ومسؤولة عن فرعها في النرويج بعد متابعتها  للأنشطة المتلاحقة والمستمرة التي اقوم بها من حيث تنظيم الفاعليات او المشاركات فانا احرص علي وجودي كممثل عن المرأة الفلسطينيه في كل مكان ، وكل مشاركه وإبراز العلم الفلسطيني وإيماني بقضيتي العادلة أعطتني الطاقة والحماس المستمر ورغم كثير من المعيقات التي واجهتني في تحقيق هذا وسببها بالتأكيد الموروثات العقيمة من الرجال ولكنني أمضيت في طريقي متحدية الجميع ، لإيماني العميق بأهدافي وفي سنوات معدودات قليلة  في النرويج كنت السيدة الفلسطينيه الأكثر معرفه سواء في النرويج أو اوربا بين النساء نظرا للنشاطات المستمرة،  ونشرها بصفه مستمرة علي مواقع التواصل الاجتماعي لأعطي دفعه للنساء الأخريات لعمل نفس الأنشطة في مناطق مختلفة
ما هو انطباعاتك عن نيلك جائزة المرأة العربية المبدعة لعام 2015  ، وهل فاجأتك الجائزة  اي هل كنت تتوقعينها ؟ 
كانت فرحتي لا توصف بالطبع حينما رشحت لنيل جائزة المرأة المبدعه في النضال بالخارج ،  أول جائزة تحصل عليها سيده فلسطينيه بالمهجر كانت عبارة عن تقدير من الحكومة  الفلسطينيه متمثلة في وزيرة المرأة وترشيح جمعيه المرأة المبدعه وتم عرض لنشاطاتي المختلفة وأثنى الجميع عليها ونلت الجائزة التي هي بمثابة تتويج عن كل أعمالي وفعالياتي وتمثيل للمرأة الفلسطينية وفلسطين بالخارج  .  
من خلال تجربتك الطويلة في فلسطين ومصر والنرويج هل لك ان تقولي شيئا  للمرأة العربية غير المهاجرة،  المرأة الاماراتية على سبيل المثال ؟ 
من خلال تجربتي ومروري بالعديد من الدول استطيع أن أوجه المرأة العربية بالتمسك بحقوقها ولا تدع المجتمع بمعتقداته الرجعية التأثير عليها ،فالمرأة العربية يجب عليها أن تنهض بنفسها وتطالب وتتمسك بحقوقها المشروعة ، لها حق التعليم – حق اختيار شريك الحياة – حق العمل – حقها في مدخولها المادي من عملها – حقها في مساواة الراتب – حث شريكها في الحياة بمشاركتها في العمل في المنزل إن كانت تعمل ،  والمشاركة  في تربية الأبناء . 
ما هي مشاريعك القادمة  ؟ 
مشاريعي القادمة  تتلخص في النهوض بالاتحاد مع مجموعة من الاخوات العربيات من مختلف الجنسيات ، ليكون الاتحاد النسائي العربي بالنرويج والجمعية الفلسطينية للمرأة هي المركز ولها أفرع تحمل نفس الأهداف ونفس اللوجو في كل دول أوروبا ، ونحن نعمل  على هذا حاليا ، وسيكون مؤتمرنا لجميع الأفرع الصيف القادم في إحدى دول أوروبا لنعطي مساحة أكبر للنساء في المشاركة والاندماج والتعبير عن انفسهن وعن مشاكلهن ، وليكون الاتحاد النسائي العربي هو الجهة العربية التي تمثل المرأة في المهجر ، ويتبعها عدة مشاريع صغيرة لمساعدة المرأة المطلقة  والأرملة والتي تعيل أطفالا لمساعدتها على الاستقلال بنفسها  ، وتأمين مأوى للمعنفات والمطلقات وهذا ما نتمناه  ان يحصل في دول عديدة من العالم العربي . 
ماهي أبرز القضايا التي  أحدثت ضجة في الآونة الاخيرة وشغلت اهتمامك ونشاطك ؟ 
من أهم القضايا التي أثارت ضجة في الفترة الأخيرة هي قضية قتل النساء والفتيات تحت مسمى قضايا الشرف ، وتكون الاسباب مختلفة تماما عن هذا المسمى ، ونحن سنتعاون مع المراكز الحقوقية في بعض الدول كفلسطين والأردن والعراق للمطالبة بتشديد العقوبة على مرتكبي هذه الجرائم وبعض الجرائم الأخرى بحق النساء كالاغتصاب ، العنف ضد المرأة  بكل أشكاله ، حق الحضانة ، ونطالب ببناء أماكن خاصة لمن ليس لديهن مأوى من النساء المعنفات أو المطلقات . 
………………………………………………………..

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

جان بابير

 

الفنان جانيار، هو موسيقي ومغني كُردي، جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ…

عصمت شاهين الدوسكي

 

أنا أحبك

اعترف .. أنا احبك

أحب شعرك المسدل على كتفيك

أحب حمرة خديك وخجلك

وإيحاءك ونظرتك ورقة شفتيك

أحب فساتينك ألوانك

دلعك ابتسامتك ونظرة عينيك

أحب أن المس يديك

انحني حبا واقبل راحتيك

___________

أنا احبك

أحب هضابك مساحات الوغى فيك

أحب رموزك لفتاتك مساماتك

أحب عطرك عرقك أنفاسك

دعيني أراكي كما أنت ..

——————–

قلبي بالشوق يحترق

روحي بالنوى ارق

طيفي بك يصدق

يا سيدتي كل التفاصيل أنت ..

——————–

أحب شفتاك…

لوركا بيراني

في الساحة الثقافية الأوروبية اليوم، نلمح زخماً متزايداً من التحركات الأدبية والثقافية الكوردية من فعاليات فكرية ومهرجانات وحفلات توقيع لإصدارات أدبية تعكس رغبة المثقف الكوردي في تأكيد حضوره والمساهمة في الحوار الثقافي العالمي.

إلا أن هذا الحراك على غناه يثير تساؤلات جوهرية حول مدى فاعليته في حماية الثقافة الكوردية من التلاشي في خضم عصر…

محمد شيخو

يلعب الفن دوراً بارزاً في حياة الأمم، وهو ليس وسيلة للترفيه والمتعة فحسب، ولكنه أداة مهمة لتنمية الفكر وتغذية الروح وتهذيب الأخلاق، وهو سلاح عظيم تمتشقه الأمم الراقية في صراعاتها الحضارية مع غيرها. ومن هنا يحتلّ عظماء الفنانين مكاناً بارزاً في ذاكرة الشعوب الذواقة للفن أكثر من الملوك والقادة والأحزاب السياسية مثلاً، وفي استجواب…