الترجمة عن الفرنسية مع التقديم: إبراهيم محمود
ما يتطرق إليه مكسيم آزادي في مقاله لماذا تمت إزالة كلمة كوردستان في النسخة الأصلية من فيلم الطريق Yol؟ ” يضعنا في مواجهة التحديات المتوقعة، والمباغتة التي يتعرض أي فيلم، يتخذ من الكشف عن الحقيقة وملابساتها مسعى رئيساً له، وبالمقابل، ما يرتدُّ إلى هاجس الخوف من متضمنات فيلم، والذي يخص الجهة المتنكرة للكورد كشعب، وكجغرافيا، وتلك الالتفافات التي تقوم بها، وما في ذلك من إغراءات شراء الذمم وغيرها، أو ترغيب وترهيب، يتوخى التروّي في القراءة، والتدقيق في المعنى المتشكل في النص المثير حقاً، وهو يفصح عن مكانة يلماز غوني، أو بصورة أوضح عن عظمة الإنساني فيه، وليس لكونه كوردياً تحديداً، وهذا يعمّق ما هو مكتوب عنه سابقاً.
ومقاله هذا يذكّر بما أثاره المفكر التركي الكبير اسماعيل بيشكجي في مؤلَّفه القيّم: النظام في شرق الأناضول، عما كانت الحكومات التركية المتعاقبة، من محاولات التنتكر لوجود الشعب الكوردي، وتحريف مضمون أغانيه، وتحويلها إلى تركية، وحتى تراثه، كما في حال ” مم وزين ” لأحمد خاني، واعتبارها ملحمة تركية، وذلك يمكن قوله في الجهات الأخرى، ولو بتفاوت، سوى أن رفض الكورد كشعب، هو القاسم المشترك فيما بينها.
ولقد نقلت المقال من موقع
blogs.mediapart.fr/maxime-azadi/blog/230517/pourquoi-le-mot-kurdistan-est-enleve-dans-la-version-original-du-film-yol
نص المقال
” فيلم القطيع Sürü (The Flock) ، في الواقع ، هو قصة الشعب الكوردي ، لكني لم أستطع حتى استخدام اللغة الكوردية في هذا الفيلم. إذ لو كنا استخدمنا اللغة الكوردية ، فإن كل أولئك الذين تعاونوا في هذا الفيلم كانوا قد زُجَّ بهم في السجن. وفي حالة : الطريق ” Yol” ، كان الشيء الرئيس هو التركيز على دياربكر Diyarbekir ، Urfa ، و Siirt . وعلى الرغم من صنع الفيلم في أوربا ،فإنني لم أتمكن من القيام بكل الدبلجة باللغة الكوردية. لقد حاولت توفير هذا الجو من في الدبلجة ، بالموسيقى … ” كما يقول يلماز غوني ، في مقابلة مع الصحفي الفرنسي كريس كوتشر في عام 1983.
وعلى الرغم من أن فيلم يول تم إنتاجه في أوربا ، إلا أنه أراد أن تكون له أجواء كوردية des motifs kurdes . لهذا السبب، فإنه في بداية الفيلم ، يضع كلمة ” كوردستان” بأحرف كبيرة. وينقل يلماز غوني الدراما التي عاشها الكورد ، عبر هذا الفيلم ، إلى السينما. وإلى جانب الهم السياسي ، وتاريخه وجماليات السينما ، فقد حقق الفيلم نجاحاً. وبعد أن تم حظر الفيلم في تركيا ، أصدر فيلمه سراً في أوربا وتم تصويره هنا ، لتم إرساله في عام 1982 ، إلى مهرجان كان السينمائي الخامس والثلاثين ، لحصل على جائزة السعفة الذهبية (Palme d””””Or). مع فيلم كوستا غافراس : المفقود La perdue.
وخلال المهرجان تجنَّب Yilmaz Güney إظهار نفسه لأنه كان مطلوباً من اانتربول ، وكان ذلك يمثل خطراً على مستقبله. لنراه في ليلة توزيع الجائزة الكبرى Prix Grands. وفي هذا المساء ، كان هو من نال جائزة السعفة الذهبية ليصبح شخصية مشهورة personnage célèbre .
لقد تم حظر الطريق ” Yol” في تركيا لمدة 35 عاماً !
وكونه بات معروفاً في العالم ، فقد تحوَّل الفيلم تدريجياً إلى أسطورة légende. وعلى الرغم من هذه السمعة الأسطورية ، ما زال فإن الفيلم مازال ممنوعاً في تركيا وقد استمر المنع حتى وفاته ça continué jusqu’à sa mort . وعلى خلفية من المحظورات السياسية تم دفن يلماز غوني في باريس. واستمر هذا الحظر بعد وفاة غوني ، حتى عام 1999. حيث تم تعديل / تجديد الفيلم من قبل فاتوس غوني (زوجة يلماز غوني) وتمت إزالة بعض الأجزاء لعرض الفيلم في المسارح. وأحد المشاهد المحذوفة هو كلمة ” كوردستان ” Une des scènes supprimées c’est celle du mot Kurdistan ، والمكتوبة بأحرف كبيرة والتي كانت حاضرة في إصدار عام 1982. وقد مرت 35 سنة، ولا تزال النسخة الأصلية من هذا الفيلم محظورة interdit في تركيا.
وهدفنا هنا ليس لكتابة تاريخ” الطريق : يول. إذ شاهد كثير من الناس ، على الأقل مرة واحدة في حياتهم هذا الفيلم أو سمعوا قصته أكثر أو أقل. ويظهر فيلم Yol باسم ” ” Yol- The Full Version” أي النسخة الأصلية من : Yol ” في مهرجان كان السينمائي السبعين في قسم “كلاسيكيات كان”.
من يقف وراء هذا المشروع ؟
وتتم استعادة النسخة الجديدة من الفيلم من قبل المنتج السويسري دونات كيوش. ومع تغيرات في التناقضات ، يتم عرض الصوت مع مدة 1:56 في غرفة بونيل في كان. وبالمقارنة مع الأفلام الأخرى في قسم كلاسيكيات كان ، كانت الغرفة ممتلئة تقريباً. حيث تقودنا النسخة الجديدة إلى التشكيك في بعض الجوانب: كيف يمكن لمؤسسة مرموقة مثل مهرجان كان السينمائي أن تمارس مثل هذا الشيء؟
قبل عرض الفيلم ، في خطابه ،أوضح دونالد كيوش أنه كان فيلماً كوردياً- تركياً، وتم إنتاجه في سويسرا. ويتابع حديثه: ” في عام 1982 لمهرجان كان السينمائي تمت إزالة 25 دقيقة. وبعد 35 سنة ، اعتقدتُ أن هذا الفيلم يستحق أن يستعاد mérite d’être restauré “. هكذا عبَّر عن هدفه.
لا يمكننا أن نحرّك ساكناً دون أن نتساءل عن هدف السويسري كيوش Keusch لاستعادة هذا الفيلم. لقد تمت إعادة استخدام المشاهد التي تم حذفها بوساطة يلماز غوني نفسه. بما في ذلك مرور أدانالي سليمان ، الشخصية السادسة للفيلم ، حيث لم يكن هذا الأخير بارزاً مع خيال الفيلم. وفي النسخة الجديدة ، أضاف فقط مشاهد سليمان ، الذي يرأس عائلة المافيا. في الدبلجة الجديد ة، تم اعتماد نسخة 1982 من يلماز غوني. والفيلم الآن تحت اسم “ترميم restauration ” يأخذ مكانه مرة أخرى في عدادات دي في دي DVD لدى البائعين.
“هذه مجزرة! Il s’agit d’un massacre ”
لقد وصف المنتج السابق إيدي هوبشميد Edi Hubschmid النسخة الجديدة من “مذبحة يول” في مقابلة مع وكالة الأنباء الكوردية ” فرات نيوز”. حيث شجب “الشعبوية populisme ” و “الانتهازية opportunisme ” ، وادَّعى أن إزالة كلمة كوردستان في الفيلم لهي خطأ كبير», il a affirmé que la suppression du mot Kurdistan dans le film est une grande erreur . وليوضح قائلاً ” بعد ثلاثة وثلاثين عاماً من وفاة مخرج الفيلم ، يُعدُّ مثل هذا التغيير مجزرة في نظري. وفي رأيي ، فإنه لا يمثل ne représente pas فيلم Yol Yılmaz Guney في هذه الحالة. ”
بعد عرض الفيلم ، استقبل دونالد كيوش الجميع ، وتحديداً ممثل وزارة الثقافة التركية ليغادرا الغرفة معاً في نهاية العرض. وبعد هذا التقديم لـكيوش والوزير التركي ، هل يمكننا القول بأن دونالد كيوش يريد التفوض / المساومة il négocier على الفيلم؟ تُرى، ماذا اقترح المسئولون الأتراك لقمع كلمة كوردستان؟ هل هي عملية لتفقد النسخة الأصلية من Yol؟ إن كيوش يحمل الحق في إنتاج / توزيع الفيلم ومن الآن فصاعدا سيتم عرض هذا الإصدار في دور السينما. يعني ذلك أن النسخة الأصلية ستختفي Et cela signifie que la version originale va disparaitre !
ما هو الشيء غير المفهوم ، وكيف قبلت لجنة مهرجان كان السينمائي ، بعد 35 سنة ، فيلماً بعيداً عن نسخته الأصلية؟ لا بد من الإجابة على هذا السؤال! صحيح أن ذلك متوقع في الأفلام الكلاسيكية الكلاسيكية بالنسبة إلى كان Cannes، إنما ليس بهذه الطريقة. لقد حصل يلماز غوني على جائزة ” السعفة الذهبية” الكبرى مع ذكر كوردستان ، وتلك كانت النسخة الأولى ، الأكثر نزاهة la plus juste .
وبالإضافة إلى كوردستان ، فإن الأغاني وبعض الزخارف الكوردية تجد مكانها في هذا الفيلم. لقد كان هدف غوني هو عرض هذا الفيلم ، والذي تعرَّض لظروف بالغة الصعوبة des conditions extrêmement difficiles على المستوى الدولي. كان لديه شرط واحد لعرض فيلمه في مهرجان كان السينمائي: “إذا قمت بإزالة كلمة كوردستان فسوف أسحب فيلمي Si vous enlevez le mot Kurdistan je vais retirer mon film .” وأخيراً، ظهر الفيلم مع ذكر كوردستان. فيلما يول الذي كان لديه السعفة الذهبية حيث يلماز غوني مع كوردستان وهو الأصل. وبصرف النظر عن ذلك فإن جميع الإصدارات الأخرى لا تنتمي إلى Güney وقد تغيرت!
يدعي منتج الفيلم ، دونالد كيوش ، أن النسخة المستعادة هي الفيلم الأصلي. تُرى، هل مثل هذا الادّعاء أخلاقي une telle revendication est-ce éthique ، بعد 33 عاماً من وفاة يلماز غونى ؟ إن دونالد كيوش مدين للجمهور بإجابة على هذا السؤال.
لقد ظهرت فاتوس غوني “زوجته ” ضد هذا الإصدار الجديد. وكان قتالها combat مع دونالد كيوش هو على الفيلم الصحيح. لكننا في هذه المرحلة لا نهتم بقتالهما. إنما دعونا لا ننسى أنه في تركيا ، في عام 1999 خرج الفيلم مرفَقاً بالرقابة على كلمة كوردستان. وهذه الرقابة لا تزال مستمرة حتى اليوم. إلا أنني على يقين أن معجبي يلماز غوني لن يهتموا بالنسخة الجديدة. بالنسبة لهم ، هناك Yol واحد فقط هو يلماز غوني Pour eux il y a un seul Yol c’est celui de Yilmaz Güney .
ملاحظة: عنوان هذا المقال، من قِبَلي !