روهات آلاكوم
من أين جاءت كلمة تورِن Torin ؟
تُرى، ماذا تعني تورِن Torin ، وكيف دخلت هذه الكلمة اللغة الكُردية ؟ من هم تورِن Torin ؟ وبأي دلالة وصفة يعرَف تورِن Torin هؤلاء؟ من أي قَدِم تورِن إلى سرحد serhedê؟
إنها كثيراً ما تقال لمجموعة طبقية، أو تستخدَم لصفة مفردة. ونجد في مراجع كثيرة حضوراً لها في اسم أو صفة أو جماعة، وأحياناً كاسم قبيلة. وتستعمَل كلمة تورِن في اللغة الكردية في عدة مناسبات/ حالات، كاسم عائلة، وفي بعض المراجع، نجد أصلاً لها حصيلة هاتين الكلمتين tov +rind . وحيث إن كلمة tov ترِدُ في اللغة الكردية بمعنى أصل/ نسب toxim . ولاحقاً نجد كلمتيْ tov و rind وقد اتَّحدتا في مفردة واحدة لتصبحا في النهاية Torin” To+ rin “.
ويتضح لنا غياب بعض الأصوات، وأن هاتين الكلمتين في المحصّلة قد اتحدتا، وشكَّلتا هيئة تورن Torin. ذلك تأكيد ايتمولوجي ” أصل الكلمات ” أيضاً، حين يشير إلى أن كلمة تورن، يأتي بمعنى ابن أصل أو من هم من النخبة .
ومن ناحية أخرى، نجد أن هناك مكانة لكلمة tovrind بالمقابل، وقد أخذت موقعها في اللغة الكردية، وهي ترِد بمعنى الأصل الخاالص ” النّسْل المنتقى / النظيف .neslê paqijوقد اُشتقَّت كلمة أخرى من هذه الكلمة كذلك، مثل tovrindî . وحيث إن كلمة ” toxim: tohum ” تستخدَم في التركية بالذات، بالمقابل، من الجذر نفسه . إن هذه الكلمة هندو-أوربية، وقد دخلت إلى التركية من الفارسية، وعندما نقابِل بين كلمة torin و toxim، نجد أنهما قريبتان من بعضهما بعضاً.
وعندما ننظر في بعض كلمات اللغات الأوربية، تلك التي تأتي بمعني تورن، نجد أن صوغها وبناءها الأصليين ” الإيتمولوجيين ” قريبان من بعضهما بعضاً إلى حد كبير، مثل : Edel ” الألمانية ” و Adel ” السويدية “، إذ إننا عندما ننظر في ايتمولوجية ” جذر ” هاتين الكلمتين، نجد أنهما في حقيقتهما تأتيان بمعنى ” جذر – أصل- أساس “، وحيث إننا نلاحظ أن استعمال كلمات torin,Edel, Adil، يكون ضمن معنى مشترك، لهذا، فإن كلمة torin، لهي كلمة كردية، وهندو-أوربية، وليس كما يقول الترك ” torin كلمة تركية ” .
وفي اللغات الأوربية، تأتي كلمة nobility كمقابل لكلمة toriniyê، وتلك الكلمة مشتقة من nob، وكلمة nob هذه ترِد بمعنى ” الرأس “، ولاحقاً، فإنه يقال لمن له أصل نوبل nobil، و nobless، باعتبارها لقباًيطلق على من ينال سنوياً جائزة نوبل الكبرى في السويد، أو أن لقب الفريد نوبل يكون أقدم من تلك الكلمة .
وعندما ننظر في القواميس الكردية، نجد أن كلمة Torin عبارة عن اسم وصفة، وقد أخذت موقعها في هذه المراجع، مثل Torinên Qersê ، و” هي هنا اسم “، أو الأعيان الذين يقيمون في قرص. سوى أننا عندما نقول شخص تورِن Torin، فإنها ترِدُ هنا في مقام الصفة، أو يشار بها إلى شخص أصيل: نبيل .
وفي بنية الكلمات الكردية، نلاحظ هنا بالمقابل أيضاً، أن كلمة Torin تأتي بمعنى الأصيل، والشخص المنتخَب والأرستقراطي. وحيث إننا نجد مقابلاً لها في اللغة الروسية، وهي kinyaz، وفي اللغة التركية soylu، وفي اللغة الانكليزية nobil، وفي اللغة الألمانية Edelman- Edelfrau .
وتقول بعض المراجع عن أن Torin تطلق على الذين ينحدرون من جماعة الأعيان/ البكوات . وكذلك، فإنه يصادف وجود أشخاص يستعملون كلمة Torin كاسم لأشخاص وجهاء وإداريين كذلك.
إن في مقدور كلمة Torin أن تأتي في القواعد الكردية في مقام اسم مذكر من ناحية، واسم مؤنث من ناحية أخرى. وفي كل بيت، تطلَق على من له اعتبار كلمة ” Torinê male ” أي ” عزيز البيت/ ” ” Torina male: عزيزة البيت “.
وقد عرّف الذين لهم مكانة محبوبة ولافتة وشعبية في بعض الأغاني الكردية بـ Torin، حيث أعطيَ اعتبار كبير لهم .
وفي الفولكلور الكردي، تفيد هذه الكلمة بمعنة ” الناس الأعزّاء- الناس المعتبَرين “، إذ إن هذه الكلمات، قد جرى استعمالها فيالفولكلور الكردي كقوالب أدبية في وصف أوساط إنسانية مهذبة، محتشمة، ومنتخَبة.
وفي هذه الحالة، فإن الفتاة المدلَّلة/ العزيزة، والفتى العزيز/ المدلل، يقدّمان لنا في بعض أغاني الحب كعاشقين متيَّمين ببعضهما بعضاً. إن الفتاة العزيزة في حالات كثيرة، تحتل مكانتها في الأغاني الكردية بقامتها الهيفاء وقوامها الرشيق والجميل. وفي بعض أغاني الحب الكردية، عندما يخاطب العاشق محبوبته، نجد حضوراً لمناخ تورنيّ Torinî ، كما في أمثلة ” Kewê, bedewê, torinê….”. *
نقل النص عن الكردية: ابراهيم محمود، وهو مستل من كتاب روهات آلاكوم ” تورِن أرستقراطيو سرحد “، منشورات آفستا، ستانبولـ ط2، 2009، صص 21-23، وبالكردية :
Rohat Alakom: Torin: Aristokratên Serhedê, avesta,Stannol, ç 2, 2009, r:21-23.
وللنص المترجَم مراجع، لم أوردها في الهامش هنا، فمقصدي هو التذكير بالكتاب، قبل كل شيء.
أما عن روهات آلاكوم، فهو كاتب وباحث كردي نشِط ومجتهد، مواليد كاغيزمان، ناحية مدينة قرص، عام 1955، ومقيم في السويد، وقد نشر كتباً مهمة في الثقافة والتاريخ الكرديين، وقد ترجمت له كتاب” مذبحة الأرمن 1915 ” وصدر عن مركز بيشكجي للدراسات الإنسانية، جامعة دهوك، 2018.