عبداللطيف سليمان
يا نارُ هلْ لي من صغير َ الرجاء ِ
و قد ْ داستْ حَوافر ُ جحافِلك ِ أرجائي
هائجة ً طائشة ً في غزوة ِ رَعْناء ِ
التهمت ْ سنابلي َّ الصفراء َ و الخَضْراء ِ
إنْ قَصدْت ِ قتلي أم إن ْرُمْت ِ إيذائي
إن ْ أحرَقت ِ فَراشي أم هَجّرت ِ ورقائي
أيّما رُمت ِ و أيّة ُ خصومة ٍ و عَدَاء ِ
فقدْ سبَقوك ِ إلى كُلِّها عقوداً عَجْماء ِ
نابالم ُ و فوسفور ُ , أنفال ُ و كيميائي
هَجْرٌ و جَوع ٌ و دسّوا عريني كلّ داء ِ
فما ارتجَّت ْ عَزائمي و ما نالوا منْ بَقائي
و أمراسي تَشُدُّني إلى جبال عِزٍّ شمّاء ِ
يا نار ُ لَنْ أسألك ِ و السُؤلُ عَرجاء ِ
من جَرّك ِ إلى داري و الريحُ هوجاء ِ
فلا رعوداً تُخاصمني و لا أنتِ منْ أعدائي
و لا طيورَ أبابيل َ رَمَتْك ِ و ربُّ السماء ِ
فقط أسألك ِ يا نار ُ إذْ هو رجائي
إنْ لامَست ِ في قومي رؤوساً عجماء ِ
أو خَدَشْت ِ رؤوسَ أُنوف كلَّ زُعمائي
و عيوناً خالت ْ أنها تُلمْلِم ُ عنان َ السماء ِ
و إنْ كنت ُ على يقين ٍ أنْ كلَّ ذا هُراء ِ
فمن لم يؤنبه تشريدي لن يؤنِبَه انشوائي
*****