يا نار

 عبداللطيف سليمان
يا نارُ هلْ لي من صغير َ الرجاء ِ
و قد ْ داستْ حَوافر ُ جحافِلك ِ أرجائي
هائجة ً طائشة ً في غزوة ِ رَعْناء ِ
التهمت ْ سنابلي َّ الصفراء َ و الخَضْراء ِ
إنْ قَصدْت ِ قتلي أم إن ْرُمْت ِ إيذائي
إن ْ أحرَقت ِ فَراشي أم هَجّرت ِ ورقائي
أيّما رُمت ِ و أيّة ُ خصومة ٍ و عَدَاء ِ
فقدْ سبَقوك ِ إلى كُلِّها عقوداً عَجْماء ِ
نابالم ُ و فوسفور ُ , أنفال ُ و كيميائي
هَجْرٌ و جَوع ٌ و دسّوا عريني كلّ داء ِ
فما ارتجَّت ْ عَزائمي و ما نالوا منْ بَقائي
و أمراسي تَشُدُّني إلى جبال عِزٍّ شمّاء ِ
يا نار ُ لَنْ أسألك ِ و السُؤلُ عَرجاء ِ
من جَرّك ِ إلى داري و الريحُ هوجاء ِ
فلا رعوداً تُخاصمني و لا أنتِ منْ أعدائي
و لا طيورَ أبابيل َ رَمَتْك ِ و ربُّ السماء ِ
فقط أسألك ِ يا نار ُ إذْ هو رجائي
إنْ لامَست ِ في قومي رؤوساً عجماء ِ
أو خَدَشْت ِ رؤوسَ أُنوف كلَّ زُعمائي
و عيوناً خالت ْ أنها تُلمْلِم ُ عنان َ السماء ِ
و إنْ كنت ُ على يقين ٍ أنْ كلَّ ذا هُراء ِ
فمن لم يؤنبه تشريدي لن يؤنِبَه انشوائي 
*****

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

يسر موقع ولاتى مه أن يقدم إلى قرائه الأعزاء هذا العمل التوثيقي القيم بعنوان (رجال لم ينصفهم التاريخ)، الذي ساهم الكاتب : إسماعيل عمر لعلي (سمكو) وكتاب آخرين في تأليفه.

وسيقوم موقع ولاتى مه بالتنسيق مع الكاتب إسماعيل عمر لعلي (سمكو). بنشر الحلقات التي ساهم الكاتب (سمكو) بكتابتها من هذا العمل، تقديرا لجهوده في توثيق مسيرة مناضلين كورد أفذاذ لم ينالوا ما يستحقونه من إنصاف وتقدير…

المهندس باسل قس نصر الله
حين زرتُ المقابر المسيحية لأول مرة – ولسببٍ لا أذكره اليوم – كنتُ في العاشرة من عمري. هناك، بدأتُ أمارس ما كنتُ أظنه معرفة بالقراءة … فصرتُ أقرأ أسماء الموتى على القبور، أتهجّى الحروف واحداً واحداً، وأربط أسماء العائلات بأسماء أصدقائي المسيحيين. وكنتُ أعود إليهم أسألهم عن تلك الأسماء، عن الذين…

أحمد مرعان

رحلةُ سقوطِ الوعي بين بريقِ المصلحة وبهتانِ الحقيقة؛ كان المثقفُ أيامَ النقاءِ والتضحيةِ نبضَ الوعي الجمعي في جسدِ الأمة، وصوتَ العقلِ حين تسكتُ الأصوات، يسيرُ في الدروبِ المظلمةِ حاملًا شعلةَ النور بالفكرِ والوعي، بقدسيةِ إعلاء كلمةِ الحق، ينيرُ بها القلوبَ والعقولَ قبلَ الطرقات، مغامرًا بنفسِه إلى السجونِ والمعتقلات، وربما يكونُ ضحيةَ فكرِه ورأيِه، يؤمنُ…

هند زيتوني| سوريا

كي تتحدّث مع الأموات بإمكانك الذهاب إلى مدينة المنجمّين الشهيرة في كاساديغا بولاية فلوريدا الأمريكية هناك يستطيع الوسيط أو الـ (Medium) أن يجعلك تتصل بالأرواح، أمّا إذا أردت أن تستمع لحديث الشاعرات اللواتي تربّعن على عرش الموت، فما عليك إلاّ أن تقرأ كتاب “بريد السماء الافتراضي”. هناك الموت لا يعني التلاشي ولا…