عصمت شاهين دوسكي في مركز عشتار الثقافي الموت والميلاد في مركز عشتار في زاخو

 أنيس ميرو
للمرة الثانية في هذه المدينة الجميلة “زاخو” تحتضن الأديب الشاعر عصمت شاهين دوسكي بحب كبير وشغف فكري راقي واهتمام من نور يدعو للمحبة والتواصل والتسامح والسلام، وهذه المرة في مركز عشتار الثقافي في زاخو، بمناسبة مرور (20 ) عام على تأسيس مركز عشتار للثقافة والفنون في زاخو وبالتعاون مع مديرية الثقافة والفنون في زاخو تم استضافة الكاتب والشاعر والناقد (عصمت شاهين الدوسكي) عن نقد أدبي عن المجموعة الشعرية للشاعر ( إبراهيم يلدا) (الموت والميلاد) التي صدرت في أمريكا وبحضور السادة المهتمين بالأدب والشعر في زاخو.
كل عام وانتم بألف خير ،رغم الشاعر يسكن في مدينة دهوك إلا أن زاخو قدمت له من خلال مثقفيها دور أكبر للتعارف والاهتمام وتبادل المعرفة والثقافة، الأدب في كل أنواعه يجسد روح الإنسانية وتطورها وتألقها في كل الأزمنة وأساس مهم وقيم في طاقتها وقوتها وجوهر سموها ونهضتها وعلو حضارتها من علو إنسانيتها ، فالفكر، الثقافة تلعب دورا مهما في مراحل الشعوب وتقدم الإنسانية البهية في المشاعر والإحساس والمسؤولية والوجدان، من هنا كان توجه الشاعر عصمت شاهين في ارتقاء وسمو وتطلع الإنسانية للتجدد والنشاط والتغيير في حضارة عصرية راقية عبر مقالاته الأدبية وقصائده المشرقة بالإنسانية ورؤيته الفكرية  لمجموعة الشاعر الكبير إبراهيم يلدا ” الموت والميلاد ” التي أطلق عليها في كتابه ” الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد ” والذي طبع في أمريكا بإشراف الأستاذة شميران شمعون، بدأت الأمسية التي حضرها نخبة من المثقفين والأدباء ومنهم مدير الثقافة في زاخو الأستاذ دلخاز موسى ومدير مركز زاخو الثقافي فرهاد بافى والأستاذ شفان عبدي والشاعر والإعلامي عيسى بنستانى والأستاذ سربست عبد المجيد والأستاذ دلزار عدنان وغيرهم من عشاق الشعر والأدب وبدأ بتقديم وتعريف من الأستاذ أمين عيسى شمعون مدير مركز عشتار الثقافي في زاخو للشاعر عصمت دوسكي ،ثم بدأ الشاعر بحديث موجز عن أعماله الأدبية التي صدرت وطبعت في دول مختلفة منها أمريكا والمغرب وتونس وسوريا وبغداد ودهوك ، وتحدث  عصمت دوسكي عن الشاعر إبراهيم يلدا المقيم في أمريكا وفي حالة مرضية مؤلمة واستهل الحديث عن الكتاب بتصميم غلافه الفنان التشكيلي السبعيني نزار البزاز وتقديم الدكتور هشام عبد الكريم وتعمق في شرح وكشف المضامين الفكرية والصورة الشعرية والمعاني الجوهرية لبعض قصائد الشاعر إبراهيم يلدا مختصرا وموجزا وفي نهاية حديثه قال الشاعر عصمت شاهين دوسكي (العدل والتسامح والتعايش السلمي والتربية الخلاقة وتقبل الآخر والتواضع من شيم وصفات الأنبياء وعلينا التعلم الأثر ونبذ الحقد والأنانية والحسد والكره فكلنا أولاد آدم وحواء فحينما نسن فكرة جميلة وتصرف وأسلوب جميل فهذه السنن تتناقل بين أفراد حتى لو كانوا قلة، ومن هذه القلة تنتشر وتأخذ دورها الريادي في فكر المجتمع..) 
ألقى الشاعر عصمت دوسكي قصيدة كتبها لهذه المناسبة عنوانها ” دقت أجراس الكنائس ” نالت إعجاب الحضور ودوى تصفيق حار في المكان، ثم ترك مجالا لأسئلة الحضور، كانت هنالك مداخلات قيمة وكانت كلها تحمل كلمات وتساؤلات مهمة أكسبت اللقاء رونقاً وجمالاً، الحضور محور اللقاء فقد كانوا متألقين بكلماتهم ذات القيمة البلاغية والفكرية وأسئلتهم الجميلة المرافقة بالمنطق والحجة وفي النهاية شكر عصمت دوسكي الحضور ومدير مركز عشتار الثقافي (أمين عيسى شمعون) وكل المنتسبين للمركز الثقافي عشتار.
الشاعر عصمت شاهين دوسكي في أمسيته استمد الصور والحالات الإنسانية انتصارا وانكسارا، عنفواناً وهواناً، وفي الوقت نفسه يبقى الفكر والشعر والأدب مدادا بلا حدود ولا قيود، تستمد منه البشرية والمجتمع العزم والقوة والتواصل والإصرار والإبداع.
***************************
الصور بعدسة مصور مركز عشتار الثقافي


شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…