خالد جميل محمد
استغراقُ مجتمعنا في شِراك الزيف وأسقام الادّعاء التي نخرَت سلامة التفكير والمقاييس والموازين، يُجبرُ أحدَنا أن يُرقِّع كلامَه بنوافل المفردات التي ما كان لها أن تَرِدَ في كلِّ سياقٍ ومقامٍ، لضرورةٍ أو دونَها، لولا هذه الحالُ، حيث صِرْنا عندما نقول “المبدع” نحتاج إلى تعقيبه بصفة “الحقيقي” وعندما نذكر “المناضل” نُضطرّ إلى ربطه بالصفة ذاتها أو بأي صفة تنتمي إلى ذلك الحقل الدَّلاليّ، في مسعى إلى تمييز إبهامٍ فرضَه الخلطُ بين المفاهيم إبّان احتلال الزائفِ الرديءِ الصَّدِئِ القبيح مَحلَّ الحقيقيِّ السَّويِّ السليمِ الجميلِ الجليل النبيل، احتلالاً يكاد يكون في كلِّ شيء ويشملُ كلَّ مجالٍ، في الإبداع، العِلْم، السياسة، العلاقات، الإعلام، التربية، التعليم وغيرها.