حوار: رونيدا أحمد – أربيل
* تعتبر كوردستان جنة على الأرض
* المرأة جمال وسلام وبشارة إنسانية .
* لكل قصيدة قصة، حدث، إيحاء، رسالة للعالم للإنسانية
* على الأديب أن يكون إنسانيا أولا
* كلما زادت الشمولية الأدبية اتسع الوعي والإدراك
* الثقافة بكل توجهاتها وأبعادها تعتبر دعم اقتصادي مؤثر
* الكتابة بأي لغة كانت يتقنها الأديب ما دامت هذه الكتابة مكرسة لخدمة شعبه .
* الاهتمام بثقافة الطفل وتوعيته ورعايته من رياض الأطفال والمدارس إلى الجامعات
* حينما يكون الأديب مسخرا للبلد وللإنسانية فهذا الأديب يستحق الاهتمام والرعاية
– أغلب نصوصك التي تتناول فيها المرأة يلاحظ أنك تذكر غصن الزيتون ما سبب ذلك ؟
* شجرة الزيتون لها خصوصية في الصمود والمقاومة والقدرة على التكيف في ظروف صعبة وتدل على الرسوخ والثبات والقدرة على التحمل ،ولأهميتها ذكرت في القرآن الكريم ” التين والزيتون ” قد حازت شجرة الزيتون من الاهتمام منذ القدم وفي معظم الحضارات ولا تزال في عصرنا الحالي وتستخدم رمزا للسلام ،الكثير من أشجار الزيتون معمرة في سوريا والشرق الأوسط تقدر أعمارها بألفي سنة في القدس وأكثر في بلاد أخرى إيطاليا وكرواتيا وتستخدم الحمامة وغصن الزيتون المعبرة عن السلام في شعار لأمم المتحدة وهي مستوحاة من قصة النبي نوح عليه السلام والطوفان حينما خرجت الحمامة لتستطلع الأرض والتقطت غصن زيتون كبشارة للنبي نوح وهكذا هي المرأة عندي حب وجمال وصبر وسلام وحياة وبشارة للإنسانية .
– نص (خروف محفوف) هل وراءه قصة ما ؟
* لكل قصيدة قصة ، حدث ، إيحاء ، رسالة ما للعالم للإنسانية وقصيدة خروف محفوف صورة شعرية تجسد شريحة من الناس التي تجلت بصورة علنية لتعلن عن نفسها جهارا بعد العولمة المتكبر والمتسلط والطاغي والأناني الذي لا يهتم إلا بنفسه فاقد الرحمة والمحبة ميت الضمير ، في الظاهر شيء وفي الجوهر كخروف محفوف ضعيف .
– وماذا عن نص(عبارة) ؟
مآسي مدينة نينوى كثيرة منذ الصغر كنا نسمع بحركة الشواف التي صورها في ذهن أغلب أهالي نينوى وما عقبتها من مآسي ومعاناة وكوارث إلى التسعينات من هذا القرن حيث الحصار والركود والفقر والجوع ومكابدات العراق والإرهاب والقتل والخراب والدمار الذي طال البنيان والإنسان وفي يوم الخميس 21 / 3 / 2019 م غرقت عبارة سياحية في نهر دجلة في مدينة نينوى وكانت العبارة السيئة الصيت تنقل مجموعات من العوائل إلى جزيرة أم الربيعين في منطقة غابات الموصل وأدى إلى غرق أكثر من 120 شخص من النساء والأطفال والرجال وحينها أعلن المسؤولون في إدارة الجزيرة السياحية سبب الحادثة إلى انقطاع سلك مثبت بأحد الأعمدة المسؤولة عن سحب وتثبيت العبارة المستهلكة فأدى إلى غرقها إلا أن كشفت الأيام ومن مصادر أمنية أفاد خلاف ذلك حيث كانت العبارة تحمل عددا أكثر من قدرتها الاستيعابية حيث تستوعب 50 شخصا والذين ركبوا العبارة أكثر من 200 شخص مما أدى إلى غرقها ، كارثة العبارة هزت ضمير العالم لكنها لم تهز ضمير المسؤولين الذي يعتبر الشعب أمانة في رقبتهم ومرت وأصبحت كارثة العبارة مجرد ذكريات .وقصيدة العبارة تجسد صور من الجشع والطمع والظلم والحزن والقتل بصور مختلفة .
– ماذا عن –كردستان- التي تناولتها في نص لك بالعنوان ذاته؟
تعتبر كوردستان جنة على الأرض لما خصها الله من الجمال والسحر والبهاء والنعم الكثيرة واهتمت قيادة كوردستان بهذه الطبيعة وأقامت مشاريع سياحية وعمرانية ،فيها الجبال والوديان وعيون وأنهار وغابات وجنان وبحيرات أبهرت القريب والبعيد العدو قبل الصديق تعتبر قصيدة كوردستان حضارة جمالية وفكرية وتوجيهية كي تكون كوردستان في المستقبل القريب قبلة العالم سياحيا وعمرانيا وإبداعيا وإنسانيا .
– لم روايتك (الإرهاب ودمار الحدباء) لم تلق صدى مناسبا بين القراء ؟ ثم هل هي من عالم الخيال أم من عالم الواقع؟
* رواية الإرهاب ودمار الحدباء نشأت فكرتها بعد وجودي في مدينة دهوك والتواصل المستمر مع أديب الأجيال الإعلامي أحمد لفتة علي والنقاش وتبادل الآراء ، صمم غلاف الكتاب الصديق التشكيلي السبعيني المبدع نزار البزاز وقام بمراجعتها لغويا الدكتور هشام عبد الكريم وتحمل كلفة طبعها الأستاذ الصديق سردار سنجاري رئيس شبكة الأخاء للسلام وحقوق الإنسان طبعت في مطبعة دهوك وتوزيعها داخل دهوك فقط ولو وزعت عربيا وعالميا لكان صداها فعل الرعد والبرق وربما ترجمت لعدة لغات وصورت كفلم سينمائي ، إنها من الواقع المؤلم ومن رحم المأساة في فترة الإرهاب في الموصل تعتبر شهادة زمنية تاريخية ورسالة إنسانية للعالم تتضمن الرواية عشرة فصول ” قبل البداية – من وراء الحدود – دهوك المنطقة الآمنة – احتلال الموصل ” من قبل داعش ” – منهج ورؤية – الانكسار – إعلان ساعة الصفر – دمار البيت – البحث عن مكان – رحلة بلا نهاية ” .
– سفير بلا سفارة وأديب بلا أدب قصيدة دخلت في جوهر الواقع ما فكرتها ؟
* كثرت في الآونة الأخير السفراء والأدباء حتى أصبح أغلبهم سفراء وأكثرهم أدباء وكثرت الألقاب الرنانة مع احترامي للجميع ولا اقتنص أحد بل أعالج من خلال صور القصيدة مفاهيم مغلوطة خاطئة وأفكار لا بد تسليط الضوء عليها ، بعض الكروبات والهيئات التي تصدر شهادات لمن هب ودب وشهادة دكتوراه فخرية وقسم من هؤلاء يفتخر بها وكلما كتب شيئا وقعها ب دكتور فلان وهذا انهيار وليس انتصار ، خاصة حينما تهب شهادة لأن فلان أو فلانة يرتدي زيا قوميا مثلا فأين هذا الأدب ..؟!! هل يقيم الأديب بعملة الأدبي أم بزيه وملابسه فقط ؟ إنها ظاهرة ليست بمكانها الصحيح إن هبت شهادات لمصلحة وغاية ما ، الرئيس مسعود البرزاني أعطى درسا في هذا الشأن حيث منح الرئيس والقائد والمربي لهذا الشعب السيد مسعود البارزاني بشهادة دكتوراه فخرية في إحدى الجامعات من قبل إحدى السيدات ولكنه أبى ولم يوافق وذهل الحضور والمشاهدين لهذا التجمع وانبهروا مما ذكره لهذه السيدة الفاضلة الدكتورة قال لها أنا لا أستحق أن أحمل هذه الصفة والشهادة لكوني لم أدرس في جامعة بل أنا يشرفني أن أكون حارساً لهذا الصرح العلمي وهنا تعالى التصفيق والإشادة به كرجل حكيم ورشيد ومقاتل باسل في سبيل حرية شعبه فمن يكون مثله ..؟
– ما الذي تقوله عمن يمتلك موهبة وأدوات كتابة لكنه عنصري في ما يكتبه تجاه من هم خارج قوميته ؟
* الأديب عليه أن يكون شموليا ومؤدبا في ما يطرحه من آراء وأفكار فلسنا الوحيدون على الأرض والعنصرية ليست من شيم الأديب ، على الأديب أن يكون إنسانيا أولا ، محبا كريما ودودا مسالما ، والأديب العنصري يعتبر ضعيفا ولو ألف عشرات المجلدات والكتب والأديب الذي يتنكر لقوميته وبلده لا يكون جديرا لحمل اسم بلده.
8- هل شمولية الثقافة مهمة ؟ -يلاحظ أنك تكتب في مجالات كثيرة ؟
* الشمولية الفكرية والثقافية مهمة جدا للكاتب للشاعر وكلما زادت الشمولية اتسع الوعي والإدراك فقد مارست كتابة المقالات والنقد والقصة والشعر والحوار والرواية ولكل واحدة منها عالم وصفات ومميزات خاصة ولكن أجد نفسي أكثر في الشعر .
– ما سبب الركود الثقافي في مدينتك الأم دهوك بشكل خاص وإقليم كردستان بشكل عام بالرغم من وجود أدباء كثيرين؟
* بشكل عام سادت في الفترة الزمنية الأخيرة لدى البعض نزوع وازدراء الثقافة والابتعاد عنها وتجاهلها والانتقاص منها والاستهانة بالمثقفين والمفكرين والعلماء وعدم جدواهم في إشراكهم في صنع القرار الفكري والعلمي والوعي والتربوي المتصلة بتطوير المشهد الثقافي ودعمه والسعي إلى النهوض به ،يجب هناك وعي كامل بأهمية الثقافة كعامل فعال في نشر الوعي في كافة المجالات الاجتماعية والفكرية والعملية والعلمية وتعميق الحس الفني والسمو والارتقاء بالذائقة الحسية والجمالية وأسس التمدن الحضاري والعالمي وعلى الجميع أن يدرك إن الثقافة بكل توجهاتها وأبعادها تعتبر دعم اقتصادي مؤثر يساهم في النمو والتطور الاجتماعي والتقدم والازدهار في البلاد ، الثقافة تحتاج إلى من يكون مثقفا أصيلا ودهوك عروسة كوردستان إن اجتاحها الركود فهو ركود نسبي بسبب الحالة الاقتصادية المتردية وكثرة البطالة وعدم وجود فرص عمل ولا زالت الأجواء غير مستقرة لتزدهر الثقافة وما تمر به البلاد والعالم من أزمات وما زال إقليم كوردستان يعاني من هذه الأزمات .
– التطور الثقافي ومشهده المزدهر كيف يأتي أو يظهر ويؤثر ؟
* من خلال عدة جوانب مهمة ومنها التعليم وإقامة العدل والقوة الاقتصادية بعيدا عن الفئوية والطائفية ودعم الثقافة من خلال السياحة والاهتمام بمرافقها وآثارها فالآثار التاريخية تستنهض الهمم والاعتناء بها وتجديدها وترميمها وإقامة المهرجانات الثقافية فيها تعتبر دعوة اقتصادية سياحية ثقافية فلا يمكن إهمالها ومع الزمن تكون مجرد أطلال وأحجار متروكة بل تصبح موقع للنفايات وقد كتبت مقالين عن آثار العمادية وأبوابها وكذلك عن مسرح روماني صغير وهناك الكثير من الآثار التي تعتبر واجهة سياحية ثقافية كذلك الاهتمام بمن يكون قادرا بموقع ثقافي جدير به على أن يكون ملما مثقفا له خبرات في مجال عمله الثقافي همه تطور البلد وتقدم المجتمع .
– ألم يحن الوقت لتوحد لهجات اللغة الأم – اللغة الكردية – المعتمدة في المدارس والجامعات والثقافة والأدب ؟
* توحيد اللهجات أمر مهم وهذا يصب في عالم المختصين والمؤرخين الذين لهم دراية في كيفية توحيد اللهجات تشفي غليل الجميع وتعتمد في المدارس والجامعات وهي من الأساسيات المركزية .
– هل كتبت بلغتك الأم ؟ وهل نعتبر إبداع الكاتب الكردي الذي يكتب بغير لغته الأم إبداعا كرديا ؟
* في بداية التسعينات كتبت باللغة الكوردية في باشكو العراق وهاوكاري وئه فرو وغيرها من الجرائد والمجلات ولكن كتاباتي كانت بسيطة وعميقة ، نعم يعتبر إبداعا كورديا فهو ينقل الحدث والواقع الكوردي للعالم مثلا صدر لي كتابين عن الأدباء الكورد عربيا ” عيون من الأدب الكوردي المعاصر ” وكتاب ” نوارس الوفاء – روائع من الأدب الكوردي المعاصر ” مقالات نقدية كلاهما صدرا من دار الثقافة والنشر الكوردية في بغداد وقد كتبت مقالات نقدية لأكثر من ( 100 ) أديب كوردي وبعض المخطوطات ما زالت على الرف لم تطبع لضيق الحالة المادية مثل كتاب ” فرحة السلام – من عيون الشعر الكلاسيكي الكوردي ” وكتاب ” الاقتراب والاغتراب ” وكتاب ” المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي ” وغيرها من المجاميع التي تخص الأدب الكوردي ، الكتابة بأي لغة كانت يتقنها الأديب ما دامت هذه الكتابة مكرسة لخدمة شعبه .
– ما جديد الكاتب دوسكي ؟
* صدرت لي مجموعة شعرية ” وستبقى العيون تسافر” في بغداد وكتاب عيون من الأدب الكوردي المعاصر وكتاب نوارس الوفاء اصدرتهما دار الثقافة والنشر الكوردية وديوان شعر ” بحر الغربة ” في المغرب – طنجة أصدرته الأستاذة المغربية وفاء المرابط ومجموعة شعرية ” حياة في عيون مغتربة ” أصدرته الأستاذة التونسية هندة العكرمي ورواية ” الإرهاب ودمار الحدباء ” طبعه الأستاذ سردار سنجاري في دهوك وكتاب ” سندباد القصيدة الكوردية ” طبع في مطبعة دار الزمان في سوريا وفي أمريكا كتاب نقدي ” الرؤيا الإبراهيمية بين الموت والميلاد ” عن الشاعر الكبير إبراهيم يلدا طبعته الأستاذة شميران شمعون ، أما الأعمال الموجودة على الرف كثيرة ومنها : –
– اغتراب واقتراب – عن الأدب الكردي المعاصر .
– فرحة السلام – عن الشعر الكلاسيكي الكردي .
– المرأة الكوردية بين الأدب والفن التشكيلي .
-· إيقاعات وألوان – عن الأدب والفن المغربي .
– جزيرة العشق – عن الشعر النمساوي .
· جمال الرؤيا – عن الشعر النمساوي .
· كتب شعرية معدة للطبع :
· ديوان شعر – أجمل النساء
· ديوان شعر – حورية البحر
· ديوان شعر – أحلام حيارى
· وكتب ومجموعات شعرية ونقدية أخرى تحتاج إلى المؤسسات الثقافية المعنية ومن يهتم بالأدب والشعر لترى هذه الكتب النور.
– لو كان الدوسكي مسؤول الثقافة فماذا كان سيقدم للساحة الثقافية بحكم موقعه ؟
* ثلاث خطوات مهمة .. أولا الاهتمام بالمؤسسات الثقافية من خلال دعم المسؤول المثقف بكفاءته ونشاطه ودعم المتميزين والمبدعين ، ثانيا تطهير المؤسسات الثقافية من الفساد والركود وإقامة الندوات الثقافية والإعلامية التي توجه المجتمع بصورة سليمة ، ثالثا الاهتمام بثقافة الطفل وتوعيته ورعايته من رياض الأطفال والمدارس إلى الجامعات فهم جيل المستقبل .
– هناك ردود لك على بعضهم ؟ ماذا وراء ذلك ؟
* حينما يكون الأديب مسخرا للبلد وللإنسانية فهذا الأديب يستحق الاهتمام والرعاية لا أن يكون الأديب مجردا من الأدب والفكر والنشاط ويعتلي مناصب عدة ولا يقدم شيئا يذكر سوى شذرات هنا وهناك بمسارات واحدة لاتسمن ولا تغني من جوع . لا يمكن أن تسجن الثقافة في عنق زجاجة .
– ثمة كتابات عديدة كتبت عنك من قبل كاتبات وكتاب من كرد سوريا ولم نجد من يكتب عند من أبناء مكانك ؟
* ليس من أديبات وأدباء سوريا فقط الشاعر خالد ديريك والأكاديمية كلستان المرعي والدكتورة الهام عيسى مع محبتي واحترامي الكبير لهم بل إضافة إلى أدباء وأديبات من المغرب وفاء المرابط ، الصديق الأيسري ، وفاء الحيس وتونس الأستاذة هندة العكرمي وألمانيا الأديبة المحامية نجاح هوفك والسويد الفنان التشكيلي سالم كورد ومصر الدكتورة نوى حسن وأشرف كمال وفلسطين الأستاذ وليد عبد الله خريوش وعذرا لمن لا يحضرني أسمه وهذا يدل على التواصل الفكري الذي لا يقف لحدود معينة ومسافات قصيرة وأنا سعيد بالجميع كيفما كانت كتاباتهم ، وقد كتبوا هنا أيضا ومنهم الكاتب أنيس ميرو أغلب كتاباتي يتابعها ويكتب تعقيبات عنها ومهتم بتفاصيلها والأديب الكبير جوتيار تمر والكاتب وليد مصطفى وعدنان ريكاني والأستاذ الكبير أحمد لفتة علي الذي أصدر دراسة عن قصائدي في كتاب ” القلم وبناء فكر الإنسان – رؤية أدبية عن قصائد الشاعر عصمت شاهين دوسكي ” .
– ما الذي تقوله أخيرا ؟
* الساحة الأدبية مفتوحة للجميع وليس مخصصة لفئة أو شريحة وكل أديب يدلوا بدلوه ولا يبقى إلا من كان أدبه إنسانيا مؤثرا ولا داعي أن يتشبث الأديب بالقشور ويترك الجوهر
شكرا لحضرتك وأرجو أن يكون القادم أفضل في ظل المتغيرات الفكرية والثقافية .