عبداللطيف الحسيني.هانوفر
مها التي تطفيءُ النجومَ فوقي بلمسةٍ من يديها،مها الخضراء تصنعُ جزيرةً،فتضعُ كيساً من الصحراء في وسط النهر.ما كتبتُه لمها باتَ كابوساً تراه في ليل شتائِها الطويل،كما في اﻷحلام:سرقتُ أنهارَها….فبقيت مها تحتدُّ وحيدةً …تستجدي يداها الملائكيتان بسماء منخفضة…اﻷنهارُ ترافقُها…تحرسُها…تطيّرُ شعرَها،تمسّدُ ضفيرتَها حين تغنّي. أحملُ فانوساً في لياليَ المُعتمة ألملمُ صوتَ مها من ضفاف اﻷنهار.
كيف ألتقطُ صورةَ المَلَاك في المرآة؟
أكادُ ألمسُها….هذا وشاحُها يطردُ الوحشةَ عني،هذه يدُها الدافئة تشعلُ تلويحتي الباردة.
التقطتُ صورةَ لمها عند كنيسةٍ مهجورةٍ وهي تُطعمُ الحَبَّ للعصافير.
إنها نافذتُكِ…مرآتُه يتملّاكِ خلالَها.
أضرمَ النارَ بنفسِه وسطَ الشارع ولم يرَه أحدٌ سواكِ،ولم تمنعيه.
أينما صادفَ امرأةً جميلةً يقبّلُ يدَها،اسألي النهرَ الذي اشتراه لك،اسألي ضحكتَكِ الشجرية،ضحكتُكِ ألفُُ ارنبٍ يركض.
اسألي الوردةَ تذبلُ
والأنهارَ التي تجفُّ
واﻷشجارَ التي تتيتّمُ.
يا لرائحة امرأة الجنوب.