أيها الفيسبوكي الجميل..

رقية حاجي

مثلك أنا، ضاق بي وطن واتسع لي هذا الفضاء الأزرق؛ رغم أنني أعرف بأن هذه  البقعة هي الأكثر ظلماً على وجه الأرض، والأضيق رغم إتساعها، يوهمك امتلاك صفحة فيها بالإنتماء للعالم الرقمي، ويرسم على شفتيك ابتسامة رضا مؤقتة..
نتوغل في زرقته، وننسى بأنه يشترك مع البحر في لونه وغدره…
أيها الفيسبوكي الجميل؛
كن في هذا العالم مثل عابر قلم، استظل بصفحاته ثم رحل؛ ولا تعوّل على سكانه أي أمل؛ فكل ما فيه قد يختفي بكبسة زر..
و احذر من الذين يختبئون خلف الأقنعة الصفراء؛ لأن بعضهم يحمل قلوباً ملونة، يحتمون خلف شاشاتهم المشحونة بالكهرباء لا بالمشاعر، ولا يمنحونك إلا الوقت الفائض عن حاجتهم..
إذا كان لك صديق على أرض الواقع، فتمتع بقربه، وإذا كان لديك حبيب لا تفوت لقاءه، قد يمنحك هذا العالم أصدقاء لا حصر لهم، لكنه لن يمنحك دفء صديق حقيقي واحد، ولا قلب مُحب ينبض باسمك فقط.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

دريس سالم

 

«إلى تلك المرأة،

التي تُلقّبُني بربيع القلب..

إلى الذين رحلوا عني

كيف تمكّنْتُ أنا أيضاً على الهروب

لا أريدُ سوى أن أرحلَ من نفسي…».

يفتتح الشاعر الكوردي، ميران أحمد، كتابه «طابق عُلويّ»، بإهداء مليء بالحميمية، ملطّخ بالفَقد، يفتتحه من قلب الفَقد، لا من عتبة الحبّ، يخاطب فيه امرأة منحته الحبّ والحياة، لقّبته «ربيع القلب». لكن ما يُروى ليس نشوة…

علي شمدين

المقدمة:

لقد تعرفت على الكاتب حليم يوسف أول مرّة في أواخر التسعينات من القرن المنصرم، وذلك خلال مشاركته في الندوات الثقافية الشهرية التي كنا نقيمها في الإعلام المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، داخل قبو أرضي بحي الآشورية بمدينة القامشلي باسم ندوة (المثقف التقدمي)، والتي كانت تحضره نخبة من مثقفي الجزيرة وكتابها ومن مختلف…

تنكزار ماريني

 

فرانز كافكا، أحد أكثر الكتّاب تأثيرًا في القرن العشرين، وُلِد في 3 يوليو 1883 في براغ وتوفي في 3 يونيو 1924. يُعرف بقصصه السريالية وغالبًا ما تكون كئيبة، التي تسلط الضوء على موضوعات مركزية مثل الاغتراب والهوية وعبثية الوجود. ومن المميز في أعمال كافكا، النظرة المعقدة والمتعددة الأوجه للعلاقات بين الرجال والنساء.

ظروف كافكا الشخصية…

إبراهيم اليوسف

مجموعة “طائر في الجهة الأخرى” للشاعرة فاتن حمودي، الصادرة عن “رياض الريس للكتب والنشر، بيروت”، في طبعتها الأولى، أبريل 2025، في 150 صفحة، ليست مجرّد نصوص شعرية، بل خريطة اضطراب لغويّ تُشكّل الذات من شظايا الغياب. التجربة لدى الشاعرة لا تُقدَّم ضمن صور متماسكة، بل تُقطّع في بنية كولاجية، يُعاد ترتيبها عبر مجازٍ يشبه…