مدارات العمر

نارين عمر

أخبّئ ذاتي في ذاتي
أرتوي من طقوس تعقّلي وجنوني
ألاطف الزّمن والزّمان
أغازل حضور الفصول كلّ في أوانه
تستهويني الطّفولة كلّما أحنّ إلى 
شغب الأيّام
أنفث الرّوح في رميم الصّبا 
حين تنتشي عينا قلبي بحكايات
الحبّ الأوّل من ثنايا سطوح الجيران.
في حضرة الشّباب
 تدغدغني مواسم الحبّ
 في تناغم أمواجه
 بين الغلوّ والخفوت 
وما بين اللحظتين
 أنتشي بعبق النّرجس والنّعناع 
 تغزلان لي قصائد 
سعادتي المرئية في مرايا لونيهما
أهدهد ضجيج التّاريخ 
أتفاوض مع تكهّنات الغد.

في الدهر الذي يليها:
أراني أعانق الشّمس في غيابها 
كما في حضورها
أسامر القمر في هلاله وبدره 
وتظلّ النّجوم خلّاني 
في غفوتي وانشراحي.

اختبأتْ ذاتي في ذاتي
هي دون سواها
تفكّ طلاسم ضجيجها
 تقبّل جبين نجواها في 
مدارات العمر المرسوم
 في مراياها الخفيّة.

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

لم يكن يتوقّع أن يتسلّل الماضي إليه عبر شاشة تلفاز، في بيتٍ لا يُفترض أن يوقظ فيه شيء سوى الضيافة والضحك العابر.

كان “شاهين” في زيارة لأقاربه بإحدى الدول المجاورة، محاولًا أن يستريح من تعب الوطن، وربما من تعب القلب. جلس بين أبناء خاله يشرب الشاي، والتلفاز في الزاوية يبث حفلة موسيقية فاخرة، تعجّ بالضوء…

فواز عبدي

 

إذا ما وقفتَ على إحدى ذرى جبال طوروس ونظرتَ إلى الأسفل حيث “بريا ماردين”، ستجد قرية صغيرة مرمية هناك كعش طائر القطا، تطل عليها الشمس أوان شروقها لتوقظها متسللة عبر الستائر السميكة المتدلية على نوافذها. إنها قرية كَسَر.

هناك، يعيش “آپـێ ره شو – Apê Reşo”، رجل خمسيني ذو شارب كث، لا يفرّق بين الثقة…

عصمت شاهين الدوسكي

كانت صدفة على هامش الطريق حين التقيته للمرة الأولى. نادى باسمي، رغم أنني لم أعرفه من قبل، كان عام 2017م. كنت قد رحلتُ من الموصل، بعد أن ابتلع الدمار بيتي وسيارتي وأرشيفي الأدبي، إلى دهوك، حيث وُلدتُ، لكنني شعرتُ فيها بالغربة رغم كثرة الأقارب من حولي. كنت…

فراس حج محمد| فلسطين

 

لماذا نحن لم نصرخ بوجه الطائرات؟

لماذا نحن لم نرجم بوارجهم بفوح البارجات؟

لماذا نحن لم نمسح عن الفتيان هذا اليومِ

شرّ الصاعقاتْ

لماذا نحن لم نتقن سوى اجترار الأحجياتْ؟

لماذا نحن ننتظر السؤال نصوغه بمجازه؟

والعجز كلّ العجز في هذا السباتْ

***

لماذا كلّ ما فينا فوات واندثار ومواتْ؟

لماذا يدخلون البيتْ

يأكلون من قصعاتنا

ويلبسون جلودنا

ويشربون دماءنا

ويبصقون في عوراتنا

ونحن هنالك قابعونْ

على…