نِـســريـن عَـبــدو
وراءَ تِلكَ المَشاعِرِ
نَبَضاتٌ كَئِيبةٌ شاحِبةٌ
مُغلَّفةٌ بكِبرياءٍ
يحضُنُ الجِبالَ
تَغوصُ في عُبابِ البِحارُ
و تهمِسُ لِلمطرِ
بكلماتٍ وأحزانٍ لا يفهَمُها
إلَّا العاشِقُ المَهزومُ
الذي يحمِلُ وجعَهُ
على ظهرِهِ و يمضي
بينَ السَّحابِ و الآفاقِ
في أحضانِ أوراقِهِ
و حِبرُ قلمِهِ يبكي
و يمسَحُ بإصبعِهِ دموعَهُ
المذروفةَ على ورقتِهِ
فإذا بالحِبرِ و الدَّمعُ يختلِطانِ
كما اختلطَ صبرُهُ وغضبُهُ
في تِلكَ المدينةِ المُزدحِمةِ
بالوُرودِ و الرَّيحانِ
و بنِساءٍ يلبسْنَ الحَريرَ
و رِجالٍ يُبدعونَ فَنَّ القِتالِ
لا حُبَّ و لا أملَ يغرِسُها
هُناكَ العاشِقُ المَهزومُ
في ساحاتِها يتألَّمُ
و ينامُ كقِطعةٍ منْ ثلجٍ
يَذوبِ حتَّى ينتهيَ تاريخُهُ
بينَ أصابعِهِ …