مسمّيات لاسم واحد «قصص»

إبراهيم محمود

1- مولود
ضغطت على بطنها
فتحرَّك
بكت متوجعة
فاندفع باحثاً عن منفذ
ضحكت
فبكى المولود في الحال
2-ثمر
بكَت الشجرة
فتندَّت
ثم ضحكت
فأورقت
ورقصت
فأثمرت
3-نهر
استيقظ النبع
فتدفَّق خارجاً
وتمطَّى
فاندفع جارياً
وتنشَّط
فانساب نهراً
4-مطر
تكثف من الداخل
فاحتقن
وتبلبل بكامله
فأطلق شرارات وزمجرات
وتنفس الصعداء
فانهمر مطراً
5-سد
حوصر من الداخل
فاستطال
وشُدَّ وثاقه
وانضغط
وانكتم نفًسُه
فانفتح الطريق الهائل أمامه
6-تحليق
حرّك جناحيه الغضّ
فارتع جسمه
نظر في الأسفل
فتراجع
اندفع إلى الأمام
فحلق عالياً
7-حصاد
اشتغل فكره
خفق القلم
تعمَّق فكره
سخن القلم
اشتعل فكره
أضاء القلم
8-قيامة طفل
حمل جسمَه
وقع
استند إلى يديه
ارتفع
رفع جسمه
استقام
9-منفذ
حل الظلام
خاف
تكاثف الظلام
تماسك
ضغط عليه الظلام
أبصر
10-حالة
وهنت التربة
تفتتت
بلَّلها الماء
تداعت
داخلها الدفء
تماسكت
11-مسار
حُكَّ جسمه
استحرَّ
زيدَ في الحك
التهب
حُكَّ الملتهَب
اشتعل ناراً
12-نجاح
وسَّع رؤيته
تخيَّل
وسَّع قلبه
تصوَّر
وسَّع روحه
أبدع
13-وردة
اخضلَّ عودها
تبرعمت
امتلأ عودها
تفتحت
انحنى عودها
بثَّت أريجها
14-حب
تنبَّه قلبه لها
تحددت ِ المسافةُ
مال قلبه إليها
قصرت المسافة
غاب المسافة
انعدمت المسافة
15-بذرة
نفذ إليها الماء
ترطَّبت
احتوتها التربة
نبتت
صعدت بها إلى السطح
أينعت
16-هواء
هدأ نفخُه
كان عليلاً
ازداد نفخاً
صار  ريحاً
اشتد نفخه
انتشر عاصفة وإعصاراً
17-ابتهاج
تملَّكه قلق
اضطرب
نظر إلى جهاته
استوعب
فعَّلها معاً
ابتهج
18-ربيع بين فصوله
أمطرت السماء يا للشتاء
فعرَّس
صحَت السماء يا للصيف
فاصطاف
غامت السماء يا للخريف
فاستفاق
19-مأزق
انحشر  في حفرة
تضايق
آلمته الحفرة
فهاج
وحَّدته الحفرة
فنفذ
20-ازدهار
شد إليه الكلمة
وخزتُه
صافح الكلمة
أسعدته
احتضن الكلمة
فخَّمته 
21- سعادة
تنكر للحياة
نبذته
حاور الحياة
قبِلتْه
تفاعل مع الحياة
تبنَّته
22-وبَعد
ساومها على حبها
تحمَّلتْ
ساومها على حبها
تنوَّرت
ساومها على حبها
تمردتْ
23-نملة
يا لمسافة الشارع البعيدة
تخوَّفت
إنها المسافة البعيدة
تهيأتْ
هي المسافة
عبرَتها
24-حدْس
أبصره مضطرباً وقال:
سيموت
أبصره واهناً وقال:
يموت
أبصره ذاهلاً وقال:
مات
25-تناسب
صرخ يا لروعة الدفتر
توقَّفَ
سأل أهذا هو الدفتر؟
انقسمَ
قال هذا دفتر
انطلق
26-مشهد
هزّ الشجرة بشدة
أسقط ثمارها
لمس الشجرة بلطف
استوت
داعب الشجرة بود
اخضرت 
27-ألوان
تلك كانت نظرته
شرود
لعلها كانت نظرته
تأمُّل
أين هي نظرتُه ؟
حكمة
28-رهان
إنه الأبيض فقط
تسرُّع
لا بد أنه الأبيض
غباء
هذا هو الأبيض
سبْر
29-علاقة
شد على الوتر سريعاً
ضجَّ
مرّر إصبعه على الوتر
استيقظ
أسْلَم إصبعه إلى الوتر
أطرب
30-
ما هذا البحر؟
تهوَّر
أهذا هو البحر؟
تنبَّه
يا لهذا البحر!
تحرَّك

شارك المقال :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اقرأ أيضاً ...

ماهين شيخاني

كان مخيم ( برده ره ش ) يرقد بين جبلين صامتين كحارسين منسيّين: أحدهما من الشمال الشرقي، يختزن صدى الرياح الباردة، والآخر من الغرب، رمليّ جاف، كأنّه جدار يفصلنا عن الموصل، عن وطنٍ تركناه يتكسّر خلفنا… قطعةً تلو أخرى.

يقع المخيم على بُعد سبعين كيلومتراً من دهوك، وثلاثين من الموصل، غير أن المسافة الفعلية بيننا…

إدريس سالم

 

ليستِ اللغة مجرّد أداة للتواصل، اللغة عنصر أنطولوجي، ينهض بوظيفة تأسيسية في بناء الهُوية. فالهُوية، باعتبارها نسيجاً متعدّد الخيوط، لا تكتمل إلا بخيط اللغة، الذي يمنحها وحدتها الداخلية، إذ تمكّن الذات من الظهور في العالم، وتمنح الجماعة أفقاً للتاريخ والذاكرة. بهذا المعنى، تكون اللغة شرط لإمكان وجود الهُوية، فهي المسكن الذي تسكن فيه الذات…

مازن عرفة

منذ بدايات القرن الحادي والعشرين، يتسارع الزمن في حياتنا بطريقة مذهلة لا نستطيع التقاطها، ومثله تغير أنماط الحياة الاجتماعية والإنسانية، والاكتشافات المتلاحقة في العلوم والتقنيات، فيما تغدو حيواتنا أكثر فأكثر لحظات عابرة في مسيرة «الوجود»، لا ندرك فيها لا البدايات ولا النهايات، بل والوجود نفسه يبدو كل يوم أكثر إلغازاً وإبهاماً، على الرغم من…

أصدرت منشورات رامينا في لندن كتاب “كنتُ صغيرة… عندما كبرت” للكاتبة السورية الأوكرانية كاترين يحيى، وهو عمل سيريّ يتجاوز حدود الاعتراف الشخصي ليغدو شهادة إنسانية على تقاطعات الطفولة والمنفى والهوية والحروب.

تكتب المؤلفة بصدقٍ شفيف عن حياتها وهي تتنقّل بين سوريا وأوكرانيا ومصر والإمارات، مستحضرةً محطات وتجارب شكلت ملامحها النفسية والوجودية، وموثقةً لرحلة جيل عاش القلق…