عبداللطيف الحسيني.برلين
الماضي لن يذهبَ بعيداً، كلما بَعُدَ نقتربُ منه أو نقرّبُه و نُمسك بهلنحتفظَ بذاك الفرح الذي يوقظُنا من غفلتِنا، لفظَنا جحيمُ الماضي إلىجحيم حاضرِنا لنتذكّر إيقاعاتِه. إنّه كالكينونة يبقى دوماً “تحتِ سطوةِاليد” بحسب هايدغر، يُستتَر ويختفي، لكنْ ما ينوبُ عنه هو الإيماءُ أوالرمز أو جزءٌ من الذكرى التي كانت كاملةً، لكنّنا نجتزىء منها ما…
عبداللطيف الحسيني.
“بعضُ الطيور إلى اﻷعشاش عائدةٌما لم تجد في ربوع الهجر أحبابا.” دخلتُه طائراً كالغراب أو البوم يرقبُ ربعَ البشر ..شاربين البيرة أوراقصين.للمرء أن يتخيّل رجلاً بنصف لسان مرميّاً بينَ عشرات اللغات ولايتقنُ واحدةً منها، يتمعّن في وشم ذلك الشاب، ويراقب فم تلك الفتاةالمرقرق بالنبيذ، ويقترب من ذاك الراقص.
الغريب حين يدخلُ مدينةً غريبةً تتحدّثُ بغير لغتِه…
هند زيتوني| سوريا
أيها الذئبُ المريضالأنثى التي تتمدّد بجانبك في السرير، ليست سوى دميةٍ مفخخة بالألمضحيةٍ تختبئُ تحت جفنيها جثثُ المعارك نجمةٍ تحترقُ كل يوم في سمائككما تحترقُ قبلةٌ على شفاه عاشقٍ ميِّت تلكَ الطِّفلةُ تلفُّ جسدَها بشالِ روحِها الرقيق، تحتسي دمعَها كلما جفّتْ أغنيةُ المطر لم تعرفْ كيف رستْ سفينتها على ذلك الشاطئ البعيد
الحربُ سيِّدةٌ عاهرةٌ تبيعُ…
عبداللطيف الحسيني.
ترفّقْ بدمعكَ لا تَفْنِهفبينَ يديكَ بكاءٌ طويلُ.شاعر أندلسي.
مرّتْ ليلةٌ كانَ القصفُ على أوكرانيا أعنف قصف منذ الحرب العالميّةالثانية ،لم أنم ليلتَها متابعاً أخبارَها لحظة بلحظة: وضعتُ ملحاً علىعينيّ لئلا أسهو أو أغفو……إنّه الدمار والخراب والتشرّد….إنّه نفسُالشريط الذي عايشتُه في بابا عمرو وكوباني ودير الزور.
خرجتُ من جلدي متجهاً إلى حديقةٍ قريبةٍ منّي.الصقيعُ يحتلُّ المكان، وكأن…
عبداللطيف الحسيني.
كنتُ جالساً في طرف اﻷرض أرى:ستظلُّ السماءُ تنفجرُ بالزرقة مادامَ أنّكِ ترفعين يديكِ إلى السماء وتُطعمين الحَبَّ للطيور، لن تبرحَ الزرقةُ من هذا المكان الجليل بالخضرةوالماء وأنتِ. فتاةٌ بسترتِها الصفراء من أوكرانيا تقفُ فوقَ الجسرفتجتمعُ الطيورُ حولَها.
الربيعُ جاءَ معَها.. جاءتْ معَ الربيع لتودّعَ الفصولَ كلَّها.حين تأتي…. يتغيّرُ لونُ الماء في النهر، وتنقشعُ الكآبةُ عن…
عبداللطيف الحسيني
على حلم متهتّك جفّ فمي وأوجعَ رأسي أفقتُ صباحي معي ولو أنّي أتناولُحبوباً لطرد الكوابيس ” risperidon”هرولتُ من الكابوس إلى الواقعمتذكّرًاً”لولا الخيالُ لمتْنا من الواقع” اﻷكثر دماراً،خاصة ما يتعلّقبالحرق والتشرّد وصراخ اﻷطفال. هذه المشاهد عايشتُها في سوريا،ومتمنّياًألا يراها و يعايشها أحدٌ.
المشقّةُ تبدأُ حين يعودُ المرءُ إلى نفسِه بعدَ أن اقتطعَ سنواتِ عمرِهليرى شريطَ حياتِه…
عبداللطيف الحسيني
ماذا تفعلُ في ديارنا يا بلزاك، زرتُكَ قبلَ أربع سنوات في ” Toursتور”لكنّك اختفيتَ لئلا أراك.
يقودني خطوي إليه.. لا ﻷحتسي القهوةَ مُرّةً.. ولا ﻷتأبّط كتاباً أقرأالخساراتِ فيه.. ولا ﻷريح جسدي المثقل بالحنين والأوهام…. ولا ﻷحتسي
نبيذاً مرّاً، ولا ﻷضع يدي على كتفِ امرأةٍ، أو ﻷقبّلها.أتيتُه فقط ﻷقفزَ كالقطّ من طاولةٍ ﻷخرى أشمشم الفتيات.
–(برلين).
الترجمة عن الكردية والتقديم لها: إبراهيم محمود
هي ذي مرة أخرى، مع الشاعر والناثر الراحل محمد سيد حسين، وهو مصطحبٌ نصوصه النثرية والشعرية إلى قارئه. هي ذي عناوينه التي لا تدخر جهداً في تقديم ما هو جمْع شجي وعتي بين الشعر والنثر، في مقاطع تترى وتتناغم، وفي أحجام مختلفة، تبعاً للحالة النفسية، تبعاً، لنوعية الرؤية، وذائقتها…
الترجمة عن الكردية مع التقديم: إبراهيم محمود
ثمة الكثير الممكن طرحه والتذكير به، كلما أشيرَ إلى الكاتب والشاعر الكردي الراحل حديثاً محمد سيد حسين، استناداً إلى تنوع الموضوعات التي انشغل بها، والحيوات التي وجد نفسه مأخوذاً بجدواها ومأثرة تسميتها. حيوات هي جوانب الحياة الكردية التي عاشها، وتمثّلها كتابة: نثراً وشعراً على طريقته، ومستمداً هذه الطاقة الوثابة…
الترجمة عن الكردية مع التقديم: إبراهيم محمود
في نصه الأدبي الشعري الأثر: قامشلو ومشاهد شعريةQamişlo û dîminên helbestyaneوالمنشور في كتابه الموسوم بالرواية : سحابة الموت” Tava mirinê” وتاريخ النشر 2010، يكون الوعد المحفوظ مع قامشلو، وماجرى في ” 12 آذار 2004 “، إنه تثبيت للحظة الصادمة، لحظة الفاجعة،إنما أيضاً مكاشفة لحقيقة ما جرى، إنما في الوقت…