عبد الستار نورعلي
قالوا الكثيرَ عنكِ، قالوا: ..
إنّكِ المنفردةْ،
حُسناً، بهاءً،
قوةً مُوحَّدةْ.
في سالفِ الأيامِ قدْ
أوقفَني البوليسُ في
حدودِ بابِ الوطنِ المسروقِ ..
قالَ: مَنْ تكونُ؟!
قُلْتُ: إنّي لونُ تلكَ القلعةِ ..
الصامدةِ المنفردةْ
وهذه الأرضِ التي
أنهارُها، سهولُها، جبالُها
واحدةٌ مُوحَّدَةْ.
الموتُ والضباعُ والغِربانُ ..
والسيوفُ والقُضبانُ ..
والعيونُ فيها ..
مِنْ رياحِ هجمةِ الصحراء ..
مِنْ غَزْواتِ تلكَ الأحْصِنةْ،
مارقةً، وحشيةً، مُدَجَّنةْ.
جاءتْ من الكهوفِ خلفَ ..
الأسطرِ…
عيسى ميراني
على جسدي المدمّى بجراح السنين
أطلالٌ لممالك الحزن الموشحة بالسواد
وآثار أقدامٍ لوحوشٍ لم تشبع من اشلاءِ البشرية
وكلماتٍ قتُلِت في أفواهٍ عطشت لترانيم الحرية
نقوشٌ لآمالٍ حلوة تعانقني
وتهمسُ في أذ نيَّ
هولير
لاتيأسي
هولير
لا تحزني
إنا للحرية وإنا إليها لراجعون
محمد ملا
صمت ..و لمسات ..
احتضان و عناق ..
جسم أم روح ..؟؟!
خفقات بين الأصابع ..
تنهدات ..لصناعة الحياة ..
دفقات حية ..
و ألوان من الشجاعة ..
أسمع صوتاً صريرياً ..
متدفقاً على صفحات ثائرة ..
فيخرق الصمت الأبدي ..
لا يمكن إيقافه ..
لا حدود لحقول الكتابة ..
عبر المدى و الأثير ..
لا مساحات فاصلة ..
إنها ثورة عظيمة ..
على خفايا الاستبداد ..
فيحيي…
شهناز شيخه
ارتدى على عجل جاكيته الأسود .. تمنطق بحزم مسدسه الرمادّي الغامق….. أوصلها وطفلها إلى البيت …..
: عزيزتي تصبحين على خير .. هناك جرحى من سريي كانييه عليّ أن اتكفّل بهم !
عجلات الآلة القاسية تدور من جديد تترك لها ليلةَ مليئةَ بظلال الجرحى المتّكئين على تراب …سريي كانييه ..!!
كلّ شيء في غرفتها تحوّل إلى…
إبراهيم اليوسف
هو أحمدك.. ولكم حدثتني عنه
قبل ولادته هناك..!
هو أحمدك
في أحده المدوَّن
على غفلة وهياج
تستيقظ معه هذا الصباح
على تحية من بعيد
كأنك لاتعرفه
كأنك لم تكن أباه
كأنه سيأخذ السرَّ معه
في صرَّةٍ تربطها بأصابع يديك
هو أحمدك..أحمد..
كم هتفت لأجله من قبل..!
كم ستهتف لأجله الآن..!
كم ستهتف لأجله فيما بعد..!
أحمد ذاته ذاهلاً في الحلم
أحمد ذاته رافلاً في الدم
يتطاير إلى شاشة الكمبيوتر
ونشرة الأخبار
استيقظت معه…
ماريا عباس
لأي غربةٍ أيها المسافر حملت الحقائب
وأي آمالٍ حلمتَ أن تُلاقيها ؟
وأي آلامٍ بلونِ الخيبةِ سوفَ تجنيها ؟
وكمْ منْ جراحكَ سوفَ تندملْ وكمْ من
الجراحِ لن تجِدَ من يداويها ؟
وآهٍ من حسرةٍ خنقتها
أحرقتكْ
وآهٍ من زفرةٍ بكيتها ألماً
ومن دمعةٍ
سوف تذرفها أو رُبما خجلاً سوف تُخفيها؟
وأي ألوانٍ اخترتها لترسمَ لوحةًلحياتك
وأي ألوانٍ سوفَ ترميها؟
هلْ…
أحمد حيدر
الذي ……
بمحاذاة ِروحه
كنهر ٍشائع ٍ
يَفيضُ بعادات ِالورد
وأصناف الرغبة
يتفككًُ بهديره ِ
أعماقه القاحلة
ضريحُ الحسرة
والأخطاء الفادحة
لا شَجرَ يَكفي حنينه
ولاماءَ يشفي غليله
أو يَعكسُ بوضوح ٍ
صدى الشهقات الأخيرة
التي تتهاوى ناتئة ً
في جوف ِالندمْ
يكتملُ الضُحى بأوصافه ِ
والصلاة أيضاَ
والثمر
في لمحةِ النمش الأنيق
عند أطراف ِآهاته
ويقتفي شروقه
بلا وضوء…
صالح جانكو
امتحان الظلِّ لسقوط الأممِ, التي
مازالت ترضعُ من ثديِّ الخوفِ
الذي يمارسُ سطوتهُ
كُلما تنهدتِ الأرضُ من يأسِ الحقيقةِ,
وانهمارِ الأضرِحةِ,
على صفحةِ المساءِ الهاربِ,
إلى سُباتهِ الأبديِّ..!
كَم مِنْ الحلماتِ تكفي
حتى نُرضِع أوهامنا منْ ثديِّ الحقيقةِ
الهائمةِ فوق أضرحةِ المكان..؟
حيثُ المكانُ لا يأوي الذين
لا مكان لهم في زحمةِ الأحلامِ
الهاربةِ مِنْ نومها ,
إلى مقابر الشهداءِ
لتقلق هدوء الشواهد…
توفيق عبد المجيد
سقط الفارس الجريح
ولما ينجلي عن الساح الغبار
ما أشجعك وأعظمك أيها الفارس
وأنت
تهزم الطغاة
صهوة الحصان مقعدك
والقلم سلاحك
والفكر مدادك
لكن النصر للزمن في النهاية
على الفرسان
ولو كانوا في بروج مشيدة
تباً لك أيها الموت
تباً لترابك أيها القدر
وهو ينهال على قامة شامخة
تباً لك أيتها الحفرة
وأنت تغيبين دماعاً
نبعت من تلافيفه الحكمة
وتدفق الفكر النير
ليخرج عند اللزوم
شعاعاً يبدد الظلمات
مت شامخاً أيها الفارس
لتعانق…
إبراهم اليوسف
ثقيلةٌ ليلتُك…ثقيلةٌ…..
ليسَ أثقلَ من الدم
لا يجفُّ تحت شمس اليوم الخجلان
ليسَ أثقلَ من لساني..الآن…
وهو يواربُ الأسماء
كي لا يقولَ ما لا يريد
ليسَ هناك من ينساك يا أميرتي
ليس لليلة الليلاء أن تمضي
دون ما تتركُ من سوادٍ وأساة
وحدكِ، أولستَ وحدكِ في قبالة البهتان
لا يهمُّ أمهاتِ الشهداء كثيراً
لا يهمُّ أمَّات الطيور الجفلى
لا يهمُّ حفَّار القبور يمرِّر أبناءَهنَّ في…