تقديم وترجمة: إبراهيم محمود
هذه النصوص الشعرية الكردية التي ترجمتها إلى العربية، توقفت عندها مليَّاً، نظراً لتفاوتها، وفي الوقت نفسه لذلك التداخل في الهم الشعري، وسريان الفعل العاطفي فيما بينها، ولحداثيتها عموماً، كما لو أنها تشاركت في أن تكون منطلقة من ذات المكان، رغم تباعد أمكنة شعرائها الكرد، وفي الوقت ذاته، ثمة الاختلاف في العمر،…
طه الحامد
عندما كنت
أتصفح وجه الغيوم
وأسمع تراتيل المطر
على أطلال
الخريف
ضلّ
المساء طريقه
ومازلت أبحث عنه
بين أزقة الغروب
* * * * *
زوايا الليل حادة الحواف
فكيف؟
لكل هذا
الحنين أن يتسلل
بين جدائل العتمة
وجسدي شتات متناثر على
أسوار الغربة ؟؟
* * * * *
إتكئَ على كتف الريح
تدثرَ بخصلات
من بقايا
النبيذ
وعند بزوغ القمر
تلاشَ
كحبيبات
ندى على شفاه كاس
* * * * *
أفترشُ ضفاف المسافات
أغمضُ عيني
أخافُ
أن يؤرقني الحلم
فأ تيه…
شهناز شيخة
إلى سليل موسيسانا سليم بركات ….
حين تحاكيك الفراشة ُ تحاكيه الفراشة
إذ تروم الشمسَ
يرقص حول نشيجها
قلبك المغزول من شجر ٍ
* * *
ها أنت..
بجمر قلبك تشعلها
بفم ٍتلونه النجوم
لترقص في مدار الزنبقاتِ
تخلع خلف الغمام
قميصها الورديًّ
قمرا ًيهدهد حزنك المضغوط
في زجاجة عمرك الأجمل
يشعل من بذور الأقحوان
حقلك المنفي في الجليد
*…
علي جمعة الكعــود
أنا لم أؤمـّنْ
على خافقي
فاحجزيهِ
وبيـعي دمي
قطرةً.. قطرة ً
في مزاد هواكِ
خذي
كلّ محتويات الفؤادِ
اطـْبعيْ
شفتيكِ على بابهِ…
شمـّعيهِ بحسنكِ…
رشـّي
عليهِ شذاكِ
سأرهنُ شـِعري
وديعةحبٍّ
إذا لم أوفِّ
جمالكِ دينا ً
يطوّقُ روحي
وأرخصُ
عمري أمام غلاكِ
أنا لم أؤمـّنْ
على خافقي
فاحجزيهِ
ملاكيْ
ضعي
كلّشوقي
(بقاصة) حبـّكِ
برهان عشق ٍ
وخطـّي
بعينيكِ صكَّ امتلاكيْ
……………
جــمــيــل داري
ماذا عـن المنفـى الرهيـب
وظـلام عالمـي الغريـب ؟؟
ورحـيـل بــدري خائـبـا
وجنوح شمسي…. للمغيـب؟
مـاذا عـن الزمـن الــذي
يجتر قلبي……. مثل ذيـب؟
يـا غربتـي مـا ذقــت إلا
كل ألـوان الغـروب……..
وقضيـت عـمـرا حالـكـا
وأنا أسافر مع صليبـي……
فأنـا أنـا المصلـوب فــي
سفـري إلـى قعـر اللهيـب
أشـتـاق نـافـذة وبـــا
با….. دونمـا أمـل قريـب
أشتـاق حـوشـي والـتـرا
ب يضوع بالعطـر السكـوب
أشـتـاق مكتـبـة…
صهيب محمد خير يوسف
(عن المعنى)
ومرَّت سَنةْ
ولم يعُد الشهداءُ إلى السَّوسنةْ
بعيدون أنتم كثيراً.. كأمسْ
قريبون منَّا.. كظلٍّ يلاحقنا، أو كهَمسْ
مضيؤون جدًّا.. كشمسْ
.. أحاولُ أن أصطفيْ للشهيد معانيَ تُشبههُ،
في حدود الحقيقيِّ والواقعي،
بدون انزياحٍ ولا أنسَنةْ.
(عن المسافة)
هناكَ سنحيا معاً مِن جديدْ
هناك ستنمو تقاسيمُ وجهيْ، الذي أكلَتهُ الشظيةُ أثناءَ عاصفةٍ من حديدْ
هناك سيلتئمُ الجلدُ بعدَ الحريقِ،
ويختلفُ الفحمُ والمسكُ: أيُّهما…
شهناز شيخة
حين تناثرنا
من بين أصابع الصبح
لؤلؤ ورد ٍ
كانت أرضنا
في الشرفة الزرقاء تغتسل
كاهناتُ الحب ّتشد ّ ُبرفق ٍ
أوتارَ قيثاراتِها
جدّتي تعيد من مراعي الغيم
نجمتها
نسيرُ خلف غبارها
نجمان هاربان
من صرامة النظام في المجرّة
نحمل في سلّة التفاح
أحلامنا …… شعراً
يترك قرب كل ّباب
كواكباً صغيرة ً وخبزاً
لتصرخ شجيرة الرمّان
هل مر ّ في غفوتنا آلهة ٌ
نَذَرُوا لنا أقمارهم ؟ !
ونصير…
لوران خطيب كلش
ولدتُ دونَ رغبتي
عشتُ في زمنٍ غير زماني
قبل أن أعبر نهر الأمنيات
طوقني الحزن
من جميع أحلامي
وبعد موتي
دفنوني في قبرٍ ضيق
كقلوبهم الضيقة
وليس بإمكاني
أن أحفر في جِدارهِ
أكثر من قصيدة عشق
حفظتُها من ديوان :
ليلى العامرية
……….
دائماً
كنت أعاني
من وحدتي
من ثقل أحزاني
من سهام الغدر
دائماً
احتمِ بي
اكتب إليَّ
كغريبة
لا تجيد لغاتهم
ودائماً
أكون ضحية أخطائهم
كانوا يعاتبونني
بحمدي على البلاء
وقلة حيلتي
علامَ الحمد ؟
على العوز والأوهام
والوجع الدائم
وفراق الأحبة والوحشة
تناسوا…
أحمد حيدر
مثلَ قبر ٍبلا شاهدة
هكذا – بلا أمل ٍ–
يَرتمي مثلَ عاشق ٍ
منْ زمن ٍآخرْ
في حضن ِقصائدها
في غصّة ِالحروف
التي لا تنام ْ
في حَنين ِنَهردجلة
في الأنقاض ِ
التي خلفتْها أسرارهُ
قبلَ أن يعبرَجَزيرة بوطانْ
ويَنهارالجسرالروماني
في مواجعه ِ
هكذا – بلا أمل ٍ-
في أحَسن ِحالاته ِ
(مثلَ غيمة ٍحائرة
في سَماء ٍضيقة جداً)
في عَراء ِاللاشيء
في رَزانة ِامرأة ٍزادتْ عَنْ…
علي جمعة الكعـــــود
رسالتـُها
اسْتوقفتـْني مليّا ً
وقد أمطرتـْني
بوابل ِ سطـْوتها…..
أسرَتـْني
بما ملكتْ من رؤىً
فاستشاط
الفؤادُ بها ولـَها ً…..
أجّجتـْني
بنار ألوهتها…..
اسْتعمرتـْني
على غير عادةِ أقرانها…..
أرَّقتـْني كثيرا ً
بأحرفها المستعارة من كحْل عينين ِ…..
أغوتْ دمي
أنْ يشكـّلَ أحرفها
واستباحتْ
حواسي برمّتها
لاكتشاف النبوءة في سرِّها…..
ألهمتـْني
الكثيرَ من الشِعر
والتهمتـْني حرائقـُها…..
سكبتْ فوق قلبي
سلاما ً وبردا ً
وكانت حواشي السطور
تسطـّرُ ملحمة ً
لانبعاث التوهّج
من مجمر الوقتِ…..
عرّتْ أوابدَ شِعري
وألقتْ بكاهلها…..
أجبرتـْني
على أنْ أغادرَها
تاركا ً نصفَ…