شعر

عامر عثمان

1
هي سمراءُ
فنقشُ اللّونِ من علومِ الشمسِ
أمّا عَينيها
فلا أدري
هل عيناها البحرُ أم البحرُ عيناها ؟
أو ربّما سكنَتْهما غاباتُ الزيتونِ

لو سمعَ البحرُ عن عينيها لهَاجَ الموجُ
ولرَسَتْ كلّ السفنِ على شواطِئ عينَيها
فوقهما ترفرف كل النوارسِ
و إليهما تطيرُ كلّ أسراب القطا
عيناها تتلوان للبحرِ قصّةِ نيسان
ولأنّ الجمالَ في…

أمين عمر

وأنت مغمض العينين تتأمل ما فوق السحاب
وأنت مُمدّداً لتزهر فوق واحة خضاب
تروي بؤسنا لنقلع الأصفاد
وأنت مثقوب الأكتاف مثقوب الجسد !
تـُرقِع هامات الصمود وتدفع عشقاً أحمراً
وأنت صامتٌُ لا تأبه بدموعنا الحائرة
ذرفناها عليك أم على أنفسنا

* * *

وأنت هناك تعانق الغار
وأنت ..أنت ..كما أنت
أدركتنا حجمنا
مأساتنا
صمتنا
وأهدافنا المبعثرة
وأنت منتشرٌ في الزمان
يتفاخر بك…

أحمد حيدر

يمرُّ من شارع بيتها
من غير أن ينتبه إلى ظله ِ
الواقف أمام الباب
المفتوح على أوهامه ِ
في الحارة الغربية
كعابرٍ أعمى

من غير أن يتعثر
بحجر ٍ أمام الباب
أوهمسات ٍ نسيتها الفتاة
ذات الشعر الأشقر
في قفل الباب
المغلق على حيرته ِ
الذي لا ينتظر أحداً
فراغ ُ هائل ُوقته ُ
ممل ُ…

دهام حسن

لماذا أحبّّ عامودا..
فيها كان ميلاد حبي وفيها جاءت أبجدية شعري
فكم بذكرها يزدهي قلبي اشتياقا ويعشب قفري
أزقتها أدين بتسكعي فيها ولفحة سرب الصبايا قادمات..
قدمن من بيوتات يضئن وجها مع رجفة الخصر
ترى ما كان سري ووراء ماذا في الأزقة المتربة كنت أجري..
عامودا حركتني خصوصيتها..

فيها كم كان السهر إمتاعا طيب النكهة…

حسين جلبي


أنستني الأيامُ بعضَ أشيائي
إبتلعت أحلامي..
و دفءُ أحشائي
لفظتني غُربةٌ..
و إبتلعتني أُخرى..
ذَبحتني أقداري

مرَّ زمانٌ
و لا زلتُ ..
أسيرَ الحنين
غسلت الدموعُ
خُطواتي
نثرتها على حبال الريحِ
نشرت همساتِ
لكنها لم تمحوا
عبق الطفولة
و الذكرياتِ
فبقيت اللهفة
بقيت كالسكين
أُهاتفُ أُمي
تشيحُ بوجهها
تتثاقل أظنها
قويةً كما تركتها
تُخفي قلبها..
أُلحُ في طلبها
يأتيني اليقين
اليومُ أُمكَ مريضةٌ
تعجز عن حمل سماعة الهاتف
عن الوقوف
في وجه السنين
أجهشُ بالبُكاء
تسمعني
تزحف إلى حيث أنا
تقف بكبرياءها
تحدثني
صغيراً.. تعيدني
تعبث بشعري
تُهدهدني
تُهدئني
تتوقف فجأة
تُطلقُ زَفرتها:
تَعبتُ…

عادل عبد الرحمن

ذابحني رموش والطول عبادة
تحت النخلة صوبتني بعنادة
طوكتني ولـ وبطرف العباية
مرت سنين أو سنين بوصاية
عصرتي الطين وبجاني بحلاوة
لنصب خيمة يا محلى البداوة

يا ام المحزم والشامة سلامة
بالرمش العين عشعش يا حمامة
يا سمرا والشفة تمرانه
ضيف بخدها والكمر عمرانه
ولــ يا زهرة بتربة فطمانة
والله لشمك وخلي النحلة زعلانة
غزالو وحدر حور العين…

م : عبداللطيف سليمان

ودعتك ثانيةً و الجراح تفتقت
و الكروب تدفقت أرتالاً وأطباقُ
حان الرحيل و الأمان يتكسر
و الصبر مكلومٌ و الأسى صفّاقُ
عهدي خدودٌ في حُمرةٍ ترتعشُ
و كأس الفراق في غيّّه دهّاقُ

ضممتها و رشفت خَمرة ريقها
في نشوةٍ ذبتُ و حضنها تواقُ
طالت حتى خلتُ ليست بمنقضٍ
جسداً صرنا فلا انفصامَ و لا فراقُ
اعتيادي على فراقك مرٌّ بل…

عبد المجيد قاسم

إلى روح شهيد الكلمة وسيد الحقيقة.. مشعل تمـو

كالنور لمّا يقتحمُ الظلام
كقصيدة منثورة في دفتر الأيام
تهيم فينا روحكَ الملاك
تزهو على بوابة الوريد
كالحزن حين لم يسعه أرضٌ أو سماء
تُفجّر بدمك مرافئ الأملوتدوِّن سِفر البقاء..

لأنك أنت من علَّمتنا
كيف ننسج الأحلام بالدمعات
أن نصنع الألم مخاضاً للفرح
فطوبـى لروحك أيها الشهيد..
للثرى…

محمد أوسكي

(باب القلب)
لم أطرقُ يوماً
بابَ أي حزبْ
لا الشيوعي
و لا القومي
و لم أفتحْ لهما
بابَ القلبْ

لكني طرقتُ طويلاً
بابَ الشعرِ
باب كوردستان
و فتحت لهما
لوحدهما
بابَ القلبْ

(قصيدتي)
يا قصيدتي
سيقرأك كثيرونْ
الأذكياء و الأغبياء
الطيبون و الحاقدونْ
و يفهمكِ قليلونْ
فلا تغضبي
و لا تحزني
يا قصيدتي
أنتِ ستبقين
و هم سيذهبون
محمد أوسكي
مشفى لينبورك
13.01.2012

لوران خطيب كلش

سنواتُ عمري
مذابحُ الأحلام
أزمنتي المهجورة
عواصمُ الحزنِ المزروعة فينا
أرصفة في دروب ليل طويل

كل جهات الحنين
تعانقُ السماء
لعطرهم ألف امتداد
بأي حروف سأودع أيائل الفرح
تويجات الروح
ومازال قلبي
يتهجى أبجدية المطر
أمضي كغريبة
مضّرجة بأحلامي
أبني مدائن الضباب
أبحر بأشرعة الأمل
في زفرات الروح
أرتشف نبيذ الصمت
فالموانئ القادمة
مضاءة بأقواس قزح
وحلمٍ أبهى ..

….