شعر

نارين عمر

آهٍ شعبيَ التّائه!
وتظلّ تحلمُ بلمساتِ الحرّيّةِ تغزو مفرقيك!
وهل بات للحلم لديك بقيّة؟
وتظلّ تحلمُ بكفافِ السّعادةِ يلامسُ قلبك
وهل ظلّ للحلم بقيّة؟
وتظلّ يا شعبي تحلمُ بخصلاتِ الشّمس
تزيّن جبينك, أما زال لديك للحلمِ بقيّة؟

وتظلّ عامودا تهدهدُ أحلامَ بناتها بعودةِ فوارس الأحلام
تقبّل جبين الأمّهاتِ برجوعِ فلذات الأكبادِ
تثيرُ في نخوةِ الآباءِ احتجازَ الدّموع
ما زال من العارِ عليهم البكاءَ…

إبراهيم محمود

بأقل من الثانية
تفتح باباً/ توصد باباً
تزهق روحاً/ تنقذ روحاً
تضحِك طفلاً/ تبكي طفلاً
تطلق رصاصة/ تكتم صوتاً
تحرّر عصفوراً/ تخرّب عشاً
تشعل ناراً / تطفئ ضوءاً
تهوى من شاهق عال / تتجنب رمية طائشة

بأقل من الثانية
تعبر إشارة المرور ناجياً من قتلتك/ مطارديك
تلفت نظر مترعة بالحياة/ تستأثر بخيالها
تتوارى عن نظر ما / ترجو أماناً
تفوز في سباق / تكسب صيتاً
يجلوك العار/…

عماد يوسف

كانت في عامودا صرخة
غيمت عنها الدروب
هتف الأحرار ثورة
و مضوا نحو الخلود
فبدا الجاني يئن
تحت أثواب العيوب

إنها أهوال ثورة
مقتضى كل الشعوب
صرخة المجد قوية
ترعب الباغي اللعوب
احرقوا ما شئتمُ
فلنا الأرض الخصوب
و اقتلوا من شئتم ُ
برصاص الغدر
أبداً .. ما ماتت شعوب

28 / 6 / 2013

إلى معتقل ثورة الحرية آراس كمال الحسن الذي أتم السنتين في سجون الطاغية

جاويدان كمال

سنتان مضت:
وأنا أطالعُ وجهكَ صباحَ مساء
أضحَكُ مَعكَ
أُفَكِرُ مَعكَ
أَبكيكَ
أُناديكَ

أتحدثُ إليكَ كما لم أفعل من قبل،
أشكو لك طبائِعَ البشرِ وما حلَّ بحُلمِكَ
وبالبلد.
سنتان مضت:
وحمزة الخطيب يستشهد في اليوم ألفَ مرّةٍ
وحمص مازالت تتلقى في اليوم ألف قذيفةٍ
وعفرين تقاوم في اليوم ألف كتيبة.
سنتان مضت:
والساسةُ بالدم…

كريمة رشكو

لست أدري
لو كان لي وطن
جذوره تضرب عميقا
في تربته
هل كنت أكتم في القلب
صوت الرحيل ؟

لست أدري
لوكان لي وطن
هل كنت ولدت جرحا
يشتهي جواز سفر
بعد أن تكون اللحظات
غير قابلة للحياة ؟
لست أدري
لو كان لي وطن
هل كنت أبكي ألما
وصك نجاحي
في سجون الأسد مغتصبة ؟
لست أدري
لوكان لي إسم
هل كنت أعزف لكم
كل هذا النزيف ؟
لو كان لي صوت و…

نصوص: إبراهيم اليوسف

شذى عدنان ثابت:
قبل أن تسجلي في فرع الصحافة
في جامعة دمشق
سألني أبوك عن رأيي
قلت له مازحاً:
“ألف أهلاً بها زميلة لي”
مرَّت سنوات كثيرة..
دخلت شذى الجامعة، وتخرجت فيها
كتبت مقالات شجاعة
مررها أبوها أو الآخرون إلي..!

التقيتها في مكتب “خليل معتوق”
وأناغادردمشق للمرة الأخيرة
لم تمحِ عن ذاكرتي صورتها وهي طفلة
رغم شغبها
رغم أنها فاجأتني
بحديثها العميق
روحها العالية
كلما تحدث أحدُهم
عن السجن والحرائر
أتذكرك…

إبراهيم اليوسف

1-شبال إبراهيم:
خطُّ النظر
بين منفردتك
في سجن صيدنايا
وحيِّ قدوربك في مدينتك
يظهرمدناً كثيرة
مقابرجماعية
نهردماء واحد يجري

لايزال في المخيلة:
صورةُ الأب الأم
الزوجةُ والأطفال
العيونُ المعلقة على الساعة
غارقة العقارب في الغبار..
قربَ اللقطة التذكارية
الأخيرة…
مدخلُ المطار
وجوهُ الأصدقاء
المخبرُالمعتوه ينصب لك الفخَّ هناك
سوطُ الجلاديرتفع ..ينزل
وأنتَ تعضّ على شفتيك..
يترك أثراً على الظهرفي صورة خريطة
شكلُ علبة الأدوية
البابُ المغلق
البابُ المغلق على الحلم
وصورُ الأهل ورائحة المدينة
والأصدقاء…!

2- جكرخوين ملا أحمد:
إنها حلب
السجن الكبير
شباكٌ…

ماريا عباس

يا عبق التراب الممزوج بقبلات المطر
يا لهفة عصفور متعب حط على غصن شجر
يا عزة شعب أشم حارب وانتصر
وبدد ظلمة الليل بفجر رائع نشر
سوريا يا ضحكة طفل حالم بأنه فوق القمريا نبض قلب عاشق تخيل آلاف الصور

حبيبتي أحلى من كل المعاني وأروع من كل العبر
عشنا نحبك أو نموت حبا بك
فأما الشهادة وإما النصر

إبراهيم اليوسف

نحن السوريين المبعثرين في أرض الله لانجتمع في أي لقاء افتراضي إلا حسب “ساعة دمشق”:
ساعة دمشق التي ولدنا بموجبها، ونذهب لمدارسنا، وجامعاتنا، وأعمالنا، ومواعدنا مع أصدقائنا وأحبتنا بموجبها..
هي ساعة سوريا التي بها سنتذكر كل نقطة دم، أسالها الطاغية المجرم، من جسد كل طفل، أو عجوز، رجل، أو امرأة، طائر، أم أية دابة. كل…

إبراهيم اليوسف

إلى البيشمركي أحمد بياسي وأهله في البياضة وبانياس

لاوقتَ لمجلداتِ الفلسفة
لاوقتَ للنظرياتِ الجافةِ
-الآنَ-
لاوقتَ للأسفار
والكتبِ المغبرّةِ والصفراءِ
لاوقتَ للترَّهات
لاوقتَ للشكوى والنُّواحِ من صخبِ الطاحونةالتي لاتتوقفُ كماترغب

في هذه الليلةِ
الماطرةِ
الباردةِ
العاتمةِ
القاتلُ على الباب
كلمتُك رصاصةٌ
-وأنتَ الذي تكرهُ العنفَ وتستخدم رصاصك على طريقتك-
كلمتُك بطاقتُك الشخصية
جوازُ سفرك إلى روحك
تستخدمها لتوصل بها صوتَ الضحية، المظلوم، المهجَّر، الجريحِ، الجائعِ، الحالمِ بالحرية
لتوصلَ صوتَه، وأنينَه، إلى العالم،…